هزيمة كاسحة لترمب واسرائيل: 128 دولة ترفض تغيير وضع القدس

تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2017 - 03:53 GMT
وصف المالكي التهديدات التي اطلقها الرئيس الأميركي ترمب وسفيرة بلاده في الامم المتحدة نيكي هيلي بالصبيانية
وصف المالكي التهديدات التي اطلقها الرئيس الأميركي ترمب وسفيرة بلاده في الامم المتحدة نيكي هيلي بالصبيانية

ايدت 128 دولة عضوا في الأمم المتحدة قرار يدين اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل فيما عارضت 9 دول القرار وامتنعت 35 دولة عن التصويت

والدول المعارضة غواتيمالا، وهندوراس، وإسرائيل، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وناورو، وبالاو، وتوغو، والولايات المتحدة

 

واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة انتصار لفلسطين.

فيما قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو في بيان لمكتبه "في اسرائيل نرفض هذا القرار للامم المتحدة ونتعامل بارتياح حيال العدد الكبير من الدول التي لم تصوت تأييدا لهذا القرار". واضاف "نشكر للرئيس (الاميركي) دونالد ترامب موقفه الواضح حول القدس ونشكر الدول التي صوتت مع اسرائيل ومع الحقيقة".

ورغم شبه الاجماع الدولي فان مندوبة الولايات المتحدة الاميركية نيكي هايلي اكدت ان اميركا ستنقل سفارتها الى القدس المحتلة واتهمت الامم المتحدة بمعاداة اسرائيل

وقالت هايلي في كلمتها خلال الجلسة الطارئة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، بخصوص قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "نحن سننقل سفارتنا إلى القدس ونعتقد أن هذا هو الأمر الصائب بغض النظر عما تعتقده الدول الأخرى".

اسرائيل: قراركم الى المزبلة

هاجم المندوب الإسرائيلي، لدى الأمم المتحدة، داني دانون، مساء الخميس، الدول الأعضاء، قائلا إن من "سيؤيد قرار اليوم هم أدوات يلعب بهم بخيوط كالدمى فيما السلطة الفلسطينية تبتسم".

وأضاف: "لقد احتاجت الجمعية العامة 16 عاما لكي تتراجع عن قرارها المندد بالصهيونية، وليس عندي أدنى شك بأن قرار اليوم سينتهي في مزبلة التاريخ"، مدعيا "أن أي قرار من الأمم المتحدة اليوم سيشجع الفلسطينيين على مزيد من العنف".

هايلي: نتبرع للامم المتحدة ونريد المقابل

وتقول هايلي أن قرار ترامب بشأن القدس، يعكس إرادة الشعب الأمريكي، مضيفة أن التصويت سيظل خالدا في أذهاننا، مهددة بقطع الدعم المالي عن كل من سيقف ضد قرار الولايات المتحدة.

وأوضحت هايلي، أن السفارة الأمريكية، ستوضع في القدس، وهذا ما قرره الشعب الأمريكي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة.

وأضافت المندوبة الأمريكية: "يجب أن أدافع عن سيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فالولايات المتحدة هي أكبر مساهم في الأمم المتحدة ومؤسساتها ونحن نقوم بذلك من أجل تقدم قيمنا، وعندما نشارك فيها فهذا لصالح العالم كله".

المندوب اليمني

قال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، إن "الاحتلال الإسرائيلي للأرضي العربية هو أساس التوتر في المنطقة". وحذر من أن القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "من شأنه أن يهدد السلم ويزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط". وأضاف أن "أي إجراءات تهدف إلى تغيير وضعية القدس الشريف لن يكون لها أي أثر قانوني وباطلة ويجب إلغاؤها". وأوضح في إفادته، إن مشروع القرار المقدم لأعضاء الجمعية العامة "يدعو جميع الدول إلى الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس الشريف وأن تمتثل جميع الدول بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وأردف: "الجمهورية اليمنية وبالشراكة مع تركيا تتوجهان للجمعية العامة بمشروع قرار تحت مسمى، متحدون من أجل السلام".

تركيا: لن نتخلى عن فلسطين 

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا لن تترك القدس وحيدة أبدا، والشعب الفلسطيني لن يبقى وحيدا.

وأكد جاويش أوغلو، أن العالم أكبر من خمسة (في إشارة إلى الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن). ونوه بأن التصويت، اليوم، في الجمعية العامة (على مشروع القرار المتعلق بوضعية القدس) "مهم لإظهار أن القضية الفلسطينية ما زالت قضيتنا، وسنصدح بصوتنا عاليا اليوم من أجل العدل والسلام". وحول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وصف جاويش أوغلو، القرار بأنه "اعتداء مروع على كافة القيم العالمية". وأضاف أن دولة عضو في الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) هدّدت الدول الأعضاء (في حال التصويت ضدها)، والبعض هدّد بقطع المساعدات التنموية، و"هذا لا يمكن قبوله".

وتابع جاويش أوغلو: "التفكير بإمكانية شراء أصوات الدول الأخرى غير أخلاقي، ونحن لم نخف. قد تكون قويا ولكن هذا لا يجعلك على حق". وقال "جئنا مرارا إلى هنا مرارا من قبل، وقلنا إن للفلسطينيين الحق في العيش مثلنا جميعا". وأضاف: "لهم الحق أيضا في أن ينعموا بالحرية والأمان، وأن يعيشوا حياة تتسم بالرخاء". وشدد وزير خارجية تركيا، على حق فلسطين في أن تكون لها حدودها الخاصة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حدود 1967.

و بدأت مساء الخميس، جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند "متحدون من أجل السلام"؛ للبت في مشروع قرار بشأن القدس إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل.

ووجاء الاجتماع بناء على طلب تركيا واليمن، تداعيات إعلان ترمب، ومشروع قرار يرفض أي تغيير على الوضع القانوني للقدس، وبخاصة بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن وأفشلت خلاله مشروع قرار يخص مدينة القدس في ضوء إعلان ترمب.

وسبق ذلك أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقطع المساعدات المالية عن الدول التي ستوافق على مشروع القرار المعارض لقراره الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل خلال التصويت في الجمعية العامة غدا الخميس.

كما توعدت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في وقت سابق معارضي واشنطن في موقفها من القدس، بتسجيل أسمائهم خلال التصويت في الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن قرار الرئيس ترمب حول القدس.

من جانبه، قال وزير الخارجية رياض المالكي في تصريح له قبيل انعقاد الجمعية العامة: إن ما سيحدث اليوم بمثابة كتابة للتاريخ ستدرسه الاجيال القادمة وكيف تمكنت الدبلوماسية الفلسطينية من ايقاع الهزيمة بأكبر دولة بالعالم.

ووصف المالكي التهديدات التي اطلقها الرئيس الأميركي ترمب وسفيرة بلاده في الامم المتحدة نيكي هيلي بالصبيانية التي تنم عن جهل سياسي ودبلوماسي وانها حملت الكثير من الدول الاعضاء –وبعضها فقيرة- على التندر والتأكيد على عدم حاجتها للمساعدات الأميركية.

وقال: نعد أن تصويت اليوم في الجمعية العامة سيكون نقطة انطلاق جديدة للقضية الفلسطينية، ونشدد على أن الجانب الفلسطيني لن يعود الى المفاوضات قبل اعتراف العالم بفلسطين كدولة مستقلة.

وأردف وزير الخارجية: إنه بعد هذه الخطوة في الجمعية العامة ستكون هناك جلسة تقييم لبحث الاستفادة من هذا الزخم الدولي، واستثماره بشكل سريع وفوري، مشيرا إلى أن التحرك الفلسطيني لن يتوقف لجهة المطالبة بالعضوية الكاملة للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.