أصيب عدد من الأشخاص جراء مواجهات اندلعت بين قوات الأمن اللبنانية ومحتجين خرجوا في تظاهرات دعت إليها مجموعة "طلعت ريحتكم" للمطالبة بمعالجة أزمة النفايات المتراكمة في العاصمة بيروت منذ أكثر من شهر.
وتطورت الاحتجاجات التي شارك فيها المئات لتتطالب حكومة تمام سلام بالاستقالة، كما هتف بعض المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام."
واندلعت الاشتباكات عندما حاول المشاركون محاصرة السراي الحكومي (مقر رئاسة الوزراء) ومقر البرلمان في وسط بيروت، وهو ما حالت القوى الأمنية دونه بالقوة.
وعند الساعة الخامسة بدأ الشبان بالتجمع بمشاركة ناشطين من المجتمع المدني ومستقلين وجمعيات، واعلاميين وكذلك فنانيين منهم الفنان معين شريف.
وشهدت التظاهرة مشاركة نقابية. اذ انضمت الى الشبان هيئة التنسيق النقابية ونقابة المعلمين، ولجنة المستأجرين القدامى، وشبان من مختلف التوجهات السياسية، حاملين شعارات مطالبة باسقاط بالنظام السياسي ومنددة بالطبقة السياسية "الفاسدة"، وسط هتافات احتجاجية على ما وصلت اليه الامور في لبنان.
أما القوى الامنية فعززت تواجدها في محيط السراي الحكومي وأيضا أمام مجلس النواب في ساحة النجمة الذي أقفل محيطه بأعمدة حديدية، وبعض الشوارع المؤدية اليه بجدار فاصل.
وخلال التظاهرة ومع اقتراب الشبان من شارع المصارف ومحاولتهم قطع الاسلاك الشائكة حصل تدافع بينهم وبين قوى الامن التي فتحت خراطيم المياه من عدة جهات عليهم بشكل مفاجىء، ورمت بينهم قنابل مسيلة للدموع ما أدى الى حصول حالات إغماء وإصابات في صفوفهم.
وقبل التحرك أطلق شبان مجموعة "طلعت ريحتكن" بيانا ناشدوا فيه القوى الامنية عدم التعرض للمتظاهرين أو تلبية اوامر الحكومة "غير الدستورية".
وسبق أن احتج المتظاهرون الخميس ولكن بأعداد أقل من اليوم (السبت) تزامنا مع اجتماع مجلس الانماء والاعمار الذي أرجأ اعلانه للشركات التي فازت بالمناقصات في ملف النفايات حتى يوم آخر، وطالبوا وزير البيئة بالاستقالة.
وحصل حينها اشكال وتضارب مع الاجهزة الامنية التي اعتقلت أربعة من المحتجين.
والسبت أيضا أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي تضامنه مع "أحقية" الشبان بالتظاهر، وأعطى الحرية لأعضائه المشاركة في تظاهرة السبت.
وفي التظاهرة، رفع المشاركون لافتات نددت بسياسة بعض البلديات ازاء ملف النفايات، وكذلك بالمسؤولين في السلطة. ومن بين الشعارات التي رفعت "إذا كنتو زبالة مش قادرين تشيلوها من البر كيف بدكن تشيلو النفط من البحر".
ولم ينسى المتظاهرون قضية مخطوفي عرسال المحتجزين منذ عام لدى المجموعات المتطرفة، فرددوا جميعا "يا دولة اذا فيكي رجال جيبي العسكر من عرسال".
م.ن.
