ثلوج فرنسا كارثة على المحاصرين وبشرى للمتزلجين والسياحة (صور)

تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2014 - 05:05 GMT
البوابة
البوابة
اصطفت طوابير طويلة من السيارات في منحدرات التزلج بفرنسا لليوم الثاني يوم الأحد بعد أن أرغمت الثلوج والجليد والتكدس المروري نحو 15 ألفا على اللجوء إلى مراكز إيواء طارئة أثناء الليل في ذروة موسم عطلات الشتاء بالبلاد.
 
وقالت السلطات إن الأحوال الجوية ستتحسن بحلول بعد ظهر يوم الاثنين. والأحوال الجوية هذه معتادة في مثل هذا الوقت من العام ولكنها قاسية بدرجة كافية لكي تجعل القيادة خطيرة نظرا لعدد السيارات على الطرق.
 
وتراوح سمك طبقة الجليد بين 30 و60 سنتيمترا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة مما دفع السلطات إلى رفع درجة التأهب إلى اللون البرتقالي في أربع مناطق بشرق وجنوب شرق فرنسا وهي سافوا وأوت سافوا وآين وإيزير.
 
وقالت وزارة النقل في بيان "الوصول إلى أماكن التزلج خطير واستخدام الإطارات المصممة خصيصا للسير على الجليد إجباري. ننصح كل من يمكنهم تأجيل رحلاتهم بالقيام بذلك."
وقالت وزارة الداخلية إن نحو 83 مركز إيواء طارئ استقبلت سائقي سيارات تقطعت بهم السبل أثناء الليل وستظل مفتوحة للمساعدة في خفض التكدس المروري وتزويد أصحاب السيارات بالإطارات المعدة خصيصها للسير على الجليد.
 
كان هطول كميات كبيرة من الثلوج في جبال الالب الفرنسية كارثيا على ركاب نحو 15 الف سيارة احتجزوا داخلها، لكنه في المقابل حمل بشرى سارة للمتزلجين والعاملين في قطاع التزلج الذين تنفسوا الصعداء.
فقبل ايام قليلة، كان منسوب الثلوج المتساقطة في هذه المنطقة التي يقصدها السياح والرياضيون من كل العالم للتزلج ضئيلا جدا، الامر الذي كان ينذر بانحسار واسع في المساحات التي تغطى عادة بالثلوج في هذه المرتفعات المترامية بين المانيا والنمسا وسويسرا وفرنسا.
ولذا، كان الهطول الكثيف للثلج خبرا مفرحا في محطات التزلج بعد قلق من موسم سيء.
لكن متزلجا في محطة اورون في جبال الالب الفرنسية قضى نحبه ظهر الاحد جراء انهيار ثلجي تسبب به مع رفيقين له، بحسب ما اعلنت الشرطة.
وبحسب العناصر الاولية التي جمعها المحققون، فان ثلاثة اشخاص تسببوا بهذا الانهيار وهو يمارسون التزلج خارج المساحات المخصصة لهذه الرياضة في اورون، وقد خرج اثنان منهما من الحادث سليمين، فيما قضى الثالث لدى وصول فرق الانقاذ اليه ولم يكن ممكنا انعاشه.
ولم توضح الشرطة على الفور جنسيته.
كما كان للثلوج تداعيات سلبية في جبال الالب الفرنسية، حيث شلت الحركة على الطرقات وامضى الاف الاشخاص ليلتهم في سياراتهم ليل السبت الاحد او في مراكز اعدت بشكل طارئ لاستقبالهم.
وقال متحدث باسم السلطات المحلية في سافوا في منطقة الالب ان 15 الف شخص امضوا ليلتهم في مراكز الايواء هذه.
وقد فتحت السلطات على نحو عاجل 83 مركزا تضاف الى المراكز الموجودة اصلا، بحسب ما اعلنت وزارة النقل.
وقال المتحدث باسم السلطات المحلية في سافوا لوكالة فرانس برس "ليس لدينا تقدير لعدد الاشخاص الذي ناموا في سياراتهم" لكن العدد الاجمالي للسيارات العالقة كان 15 الفا.
ودعت السلطات السائقين الى التوقف في اقرب مكان ممكن والبحث عن ملجأ يمضون فيه ليلتهم. لكن عددا كبيرا من السائقين بقي عالقا خلال الليل. وقال كيفين كلافيل العالق في سيارته مع اربعة ركاب اخرين بين البرفيل وشامبيري "لقد قطعنا 130 كيلومترا في عشر ساعات".
وصباح الاحد، وفي احد مراكز الايواء في البرفيل، كان النزلاء فيه يستعدون لمواصلة طريقهم الى محطات التزلج والمراكز السياحية.
وروى افراد عائلة باريسية لمراسل فرانس برس انهم قضوا 18 ساعة بين العاصمة والبرفيل، منها سبع ساعات لاجتياز مسافة خمسين كيلومترا فقط. وبعد ليلة في مركز الايواء باتوا يستعدون لمواصلة طريقهم الى مقصدهم والبدء الفعلي لاجازاتهم.
وقال وزير الدولة لشؤون النقل الان فيداليس ان "احد المشاكل التي ساهمت في تدهور الاوضاع مساء السبت ناجمة عن تدفق اعداد كبيرة من السيارات وبعضها غير مجهز بسلاسل" مشيرا الى "مشكلة سلوك جماعي ادى الى "اضطراب" حركة المرور.
لكن السلطات نوهت صباح الاحد الى ان حركة الطرقات في جبال الالب لم تستقر بشكل تام، بل ما زال يشوبها بعض الاضطراب.
غير ان المتزلجين والعاملين في هذا القطاع لا يخفون سرورهم بالهطول الكثيف للثلوج.
وقال جيلبير بلان تايور رئيس بلدية كورشوفيل والرئيس الفخري لجمعية رؤساء بلديات محطات التزلج في منطقة سافوا "لقد هطلت الثلوج طوال الليل، انها نعمة من الله".
وفي النمسا، تنفس العاملون في قطاع التزلج الصعداء مع رؤيتهم المرتفعات تكتسي ثوبها الابيض، وصدرت صحيفة اوستريش مع عنوان "لقد جاء الثلج!".
ومن المقرر ان يفتتح موسم التزلج رسميا في النمسا الاثنين في احتفالات كبرى تقام في مواقع التزلج.
لكن هذه المتساقطات الغزيرة من الثلوج تثير بعض القلق من امكانية وقوع انهيارات ثلجية في سويسرا خصوصا في كانتون فاليه في محطات مونتانا وشامبيري وسيير، بحسب مراكز متخصصة.
فالثلوج المنهمرة حديثا والتي يحملها الهواء الى اماكن معينة، قد تنزلق في اي لحظة وتسبب الانهيار الثلجي، بحسب المراكز التي اوصت المتزلجين بالبقاء ضمن المساحات المخصصة للتزلج فقط.ا