بدأ اليوم الخميس، العد التنازلي لنفاد إمدادات الهواء في الغواصة "تيتان"، التي فقدت في منطقة نائية من المحيط الأطلسي، وسط تلاشي آمال العثور عليها رغم الجهود المبذولة من قبل فرق الإنقاذ.
وأثارت واقعة فقدان "تيتان" العديد من التساؤلات حول طبيعة عمل هذه الغواصة "السياحية" وآلية التحكم فيها وإجراءات السلامة التي تتبعها أثناء رحلاتها في أعماق البحار.
ووفقًا لمقطع فيديو تم تصويره على متن الغواصة العام الماضي وتم بثه عبر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن المفاجأة الكبيرة تكمن في كيفية التحكم بالغواصة، وذلك من خلال "وحدة تحكم فيديو معدلة" مشابهة لتلك المستخدمة في ألعاب الكمبيوتر أو جهاز "بلاي ستيشن
وتحت المياه العميقة، لا يُعد نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) خيارًا مناسبًا للغواصات مثل "تيتان"، وبدلاً من ذلك، يتم استخدام نظام الرسائل النصية الخاص بالطاقم لتلقي التعليمات من الفريق العامل على السفينة السطحية الموجودة أعلاه.
وحدة تحكم لعبة فيديو معدلة
وعلى متن الغواصة، يقوم قائد الغواصة بتوجيهها ببراعة عبر استخدامه وحدة تحكم لعبة فيديو معدلة، حيث أن ذلك يتطلب مهارة عالية، ويُقال أن الغوص الكامل في حطام تيتانيك، بما في ذلك الهبوط والصعود، يستغرق ثماني ساعات.
أما المفاجأة الثانية، فتكمن في تجربة انقطاع الاتصال مع الغواصة في عام 2018، حيث تاهت في البحر لمدة تزيد عن ساعتين قبل استعادة الاتصالات، وتم ذلك أثناء رحلة شارك بها الصحافي ديفيد بوج من شبكة "سي بي إس".
تيتان تواجه تحديا هائلا
وتواجه الغواصة "تيتان" تحديًا هائلاً في مواجهة الضغط الهائل الذي يفرضه المحيط في عمقها الكبير.
ووفقًا لما نشره موقع OceanGate على الإنترنت، فإن الغواصة مجهزة بنظام يتيح مراقبة هيكلها في الوقت الفعلي، حيث يحتوي هذا النظام على مجموعة من المستشعرات التي تحلل تأثيرات التغيرات في الضغط على الغواصة أثناء الغوص، بهدف تقييم سلامة الهيكل.
وقبل بدء الرحلة، يتم إغلاق الغواصة من الخارج بواسطة فريق الدعم باستخدام 17 مسمارًا، مما يضمن إغلاقًا محكمًا للطاقم في الداخل، حيث أن هذا الإجراء يعزز سلامة الرحلة ويضمن عدم وجود تسرب للماء إلى داخل الغواصة أثناء الغوص.
وبدأت الرحلة المشؤومة للغواصة "تيتان"، والتي تحمل احتياطيًا من الأكسجين يكفي لمدة تصل إلى 96 ساعة، صباح يوم الأحد، ولكن تم فقد الاتصال بها أثناء عملية الغوص المقررة لمدة ساعتين إلى حطام تايتنيك.
5 ركاب على متن الغواصة تيتان
وتحمل الغواصة على متنها 5 ركاب، بدءًا من الملياردير البريطاني هيميش هاردينغ (58 عامًا) ورجل الأعمال الباكستاني شاه زاده داود (48 عامًا) وابنه سليمان (19 عامًا)، واثنان آخران من المواطنين البريطانيين، بالإضافة إلى المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت (77 عامًا) وراش ستوكتن، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوشن جيت إكسبيديشنز".
سفينة تايتنيك
وحطام سفينة تايتنيك الشهيرة، التي اصطدمت بجبل جليدي وغرقت في رحلتها الأولى عام 1912، يرقد على عمق يبلغ 3810 أمتار وعلى بُعد تقريبًا 1450 كيلومترًا شرق مدينة كيب كود في ولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى بُعد حوالي 644 كيلومترًا جنوب مدينة سانت جونز في مقاطعة نيوفاوندلاند بكندا.
