تواصل مظاهرات التنديد باغتيال ياسين: جرحى في العراق وادانات للنظام العربي في لبنان

تاريخ النشر: 23 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تواصلت لليوم الثاني على التوالي التظاهرات المنددة بقيام اسرائيل باغتيال الشيخ احمد ياسين مؤسس وزعيم حركة حماس ففي العراق اتسمت تظاهرات الرمادي بالعنف وفتحت الشرطة النار على المتظاهرين ما اسفر عن وقوع اصابات فيما حمل متظاهرون في لبنان لافتات نددت بالنظام العربي الرسمي. 

العراق 

نقلت وكالة "رويترز" عن شهود ان اثنين من العراقيين على الاقل اصيبا الثلاثاء في بلدة الرمادي اثناء مظاهرة اتسمت بالعنف احتجاجا على اغتيال اسرائيل الشيخ احمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) فتحت الشرطة العراقية  

خلالها النار صوب الحشود الغاضبة. 

وبدأت المظاهرة سلمية وشارك فيها عدة مئات طافوا في البلدة احتجاجا على اغتيال ياسين وهم يحملون الاعلام ويرددون هتافات معادية لإسرائيل وللولايات المتحدة. 

واظهرت صور تلفزيون رويترز الحشود وهي تتجه الى مكاتب حكومية محاطة بمتاريس اسمنتية وتحميها القوات الاميركية والشرطة العراقية. والقى البعض حجارة على المجمع وسيطروا على سيارة شرطة واضرموا فيها النيران. 

وذكر شهود ان الشرطة العراقية فتحت حين ذاك النار فركض المتظاهرون واصيب طفل يركب دراجة في ساقه ورقد رجل مصاب في الشارع وقد أصيب بطلق في بطنه. 

لبنان 

وعمت التظاهرات عددا من المدن اللبنانية لليوم الثاني على التوالي إدانة لاغتيال إسرائيل الشيخ احمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس كما طغى خبر الاغتيال على الصفحات الأولى للصحف اللبنانية. 

واسشتهد الشيخ ياسين البالغ من العمر 67 عاما مع سبعة آخرين كانوا معه في هجوم بصواريخ أطلقتها طائرات هليكوبتر إسرائيلية عليهم عقب خروجهم من مسجد بغزة بعد صلاة الفجر يوم الاثنين مما أثار موجة من الغضب والاستنكار في عدة دول عربية وغربية. 

وتظاهر الاف اللبنانيين والفلسطينيين في طرابلس بشمال لبنان رافعين صور الشيخ ياسين والاعلام اللبنانية والفلسطينية. 

كما حملوا لافتات تحث كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس على الانتقام ومنها لافتة كتب عليها "الانتقام الانتقام يا قسام" واخرى تقول "ويل للانظمة العربية الخانعة." 

كما ردد المتظاهرون هتافات منها "الانتقام الانتقام من الارهابي شارون". 

وفي البقاع طافت تظاهرة ضمت المئات الشوراع الرئيسية في منطقة شتورا رفع المشاركون خلالها صور الشيخ ياسين واعلام حزب الله والاعلام الفلسطينية. 

وافردت الصحف اللبنانية صدر صفحاتها الاولى لاستنكار عملية الاغتيال الى جانب صور للشيخ ياسين. 

وقال غسان تويني صاحب صحيفة النهار في مقاله الافتتاحي "انها حقا سابقة لا مثيل لها في تاريخ اي عهد واي مجتمع ان يجلس رئيس حكومة تدعي الشرعية والانتساب الى النظام الدولي ان يجلس الى كرسي الرئاسة محاطا بوزرائه وامامه الميكروفونات ليعلن انه هو الذي امر -كاننا لم نكن نعرف- باغتيال الشيخ احمد ياسين مستطردا ان اغتياله بالوسيلة البربرية التي استخدمت هو انتصار كبير لدولة اسرائيل التي تخلصت من عدوها الاكبر". 

وقال "عين بعين وسن بسن" مضيفا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "ليس عدو الفلسطينيين والعرب اجمعين بل هو كذلك العدو الذاتي لاسرائيل". 

اليمن 

وفي صنعاء، طالب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الاسرة الدولية بمحاكمة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وفرض عقوبات على اسرائيل اثر اغتيالها مؤسس حركة حماس. 

وقال صالح خلال تجمع كبير احتشد في الساحة الرئيسية وسط صنعاء "اننا نطالب الاسرة الدولية وفي مقدمتها الامم المتحدة بفرض عقوبات على الكيان الصهيوني ومحاكمة المجرم شارون كمجرم حرب وارهابي وهو الارهابي الاول في العالم". 

واعتبر ان "اقدام اسرائيل على اغتيال احمد ياسين (..) تحدٍ سافر للامة العربية وتحد امام القمة العربية ونتيجة لغياب التضامن العربي" مؤكدا ان "اليمن سيقف بكل امكاناته لنصرة القضية الفلسطينية".  

وحذر من قيام حكومة شارون "بتكرار سيناريو اغتيال الشيخ احمد ياسين مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات" داعيا الفصائل الفلسطينية "الى توحيد صفوفها والوقوف لمواجهة هذه التحديات ومواجهة الصلف الصهيوني السافر". 

وشهدت عدد من المدن اليمنية اليوم مسيرات حاشدة نظمها عشرات الآلاف من احتجاجاً على عملية الاغتيال.  

وتوجهت احدى التظاهرات في صنعاء الى مقر الامم المتحدة مطالبة "بسرعة التدخل لايقاف المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ومحاكمة شارون باعتباره مجرم حرب". 

واحرق المتظاهرون العلم الاسرائيلي ورفعوا شعار مقاطعة البضائع الاميركية والاسرائيلية مناشدين الحكومات عدم التطبيع مع اسرائيل وفتح "باب الجهاد". كما ندد النواب واعضاء مجلس الشورى في اجتماع مشترك اغتيال الشيخ ياسين.  

وطالب بيان مشترك "القيادات العربية اتخاذ المواقف والإجراءات الكفيلة للتصدي لهذا التمادي (...) والوقوف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة الابادة العنصرية التي ينفذها الكيان الصهيوني". 

مصر 

وفي مصر، دارت مساجلة ساخنة بين سفير اسرائيل في القاهرة ورئيس تحرير الاخبار واتهم السفير الاسرائيلي رئيس تحرير صحيفة الاخبار اليومية واسعة الانتشار "بنشر الاكاذيب" ورد رئيس التحرير واصفا اياه بأنه "كذاب مفلوت اللسان" في مساجلة قد تكون الاولى من نوعها منذ توقيع معاهدة سلام بين مصر واسرائيل من 25 عاما. 

كان جلال دويدار رئيس تحرير الاخبار نشر مقالا يوم الخميس الماضي بعنوان "اسرائيل واسلوب العصابات" يؤيد المقاومة الفلسطينية المسلحة للاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة ولا يستبعد أن تكون اسرائيل وراء أحداث 11 ايلول/سبتمبر. 

وقال دويدار في مقاله إن اسرائيل "تحتل أرض الفلسطينيين بغير وجه حق وضد ارادة الشرعية الدولية. تنكل بهم. تقتلهم. تغتال قياداتهم. تشردهم. تجرف أراضيهم. تهدم بيوتهم. تدمر بنيتهم الاساسية". 

وأضاف أن المواثيق الدولية تعطي الفلسطينيين "الحق في استخدام السلاح لتحرير أراضيهم المحتلة واستعادة حريتهم واللجوء الى كل وسائل المقاومة لاجبار اسرائيل على التسليم بحقوقهم المشروعة." وأضاف أن "وقف هذا المسلسل الدامي في يد اسرائيل وحدها حيث يتصرف قادتها بأسلوب العصابات وليس بأسلوب الدول المتحضرة". 

وأشار الى أن اسرائيل تتصرف على هذا النحو بتشجيع من الولايات المتحدة التي قال انها تستخدم "جبروتها وقوتها وأموالها في مساندة هذا الموقف الاسرائيلي غير المشروع". 

كما قال إن "بعض الجرائم يجري ارتكابها ولصقها بالعرب والمسلمين... أوقن بأن اسرائيل وأجهزتها وعملاءها ليسوا ببعيدين عن أحداث 11 ايلول/سبتمبر التي أثارت جنون الولايات المتحدة ودفعت بوش وادارته الى هذا العداء الاهوج ضد العرب والمسلمين". 

ونشرت الاخبار يوم الثلاثاء رسالة من السفير ايلي شاكيد تضمنت اتهاما لدويدار بنشر "الاكاذيب" وترويج "اتهامات أحادية الجانب" و"الكراهية" لاسرائيل وعلق دويدار عليها واصفا السفير بأنه "كذاب مفلوت اللسان" وأن رسالته "وقحة". 

وقال شاكيد ان مقال دويدار يوم الخميس الماضي "يتميز بنشر الاكاذيب عندما تزعمون بأن اسرائيل هي المسؤولة عن الكارثة الفلسطينية وعن مأساة الفلسطينيين". 

وأضاف "لقد حان الوقت أن تنظروا في مراتكم مع قليل من الانتقاد الذاتي وتتخلصوا من الاتهام الدائم ضد عوامل خارجية." وقال "للاسف الشديد نجد مقالكم مليئا باتهامات أحادية الجانب ضد اسرائيل.. ومقالكم مع الاسف مليء بالكراهية". 

وقال دويدار يوم الثلاثاء "جاءتني رسالة غير مرحب بها من ايلي شاكيد سفير إسرائيل في القاهرة. انه يمثل أشهر قاعدة للكذب والتضليل والاصرار علي ممارسة الإرهاب والمغالطة والعدوان علي كل القيم المتعارف عليها وهو ما تشهد به جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين فجر أمس." 

وأضاف دويدار أن "رسالة هذا السفير الكذاب المفلوت اللسان" جاءت تعليقا علي مقاله المنشور بعنوان "اسرائيل وأسلوب العصابات". ومضى يقول "انني أرد علي وقاحة سفير إسرائيل ومزاعمه التي تفتقد المصداقية". 

ووصف السفير بأنه "لا يعرف الخجل" وقال انه "لا يدرك هول الجرائم التي ترتكبها بلاده قيادة وجنودا ضد النساء والاطفال والفلسطينيين العزل". 

ومصر أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل ولكن تطبيع العلاقات بين البلدين صادف صعوبات كثيرة جعلت السلام بين البلدين يوصف بأنه "بارد". ومنذ سنوات تبذل مصر جهود وساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل. 

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد قال يوم الاثنين عقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس الفلسطينية في غزة ان مصر لن تشارك في احتفالات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) باحياء ذكرى مرور 25 عاما على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ووصف اغتيال ياسين بأنه "وحشي". 

وشهدت دول عدة تظاهرات منددة باغتيال ياسين منها تركيا واندونيسيا والباكستان—(البوابة)—(مصادر متعددة)