تنظيم القاعدة يؤكد مقتل أبو محمد المصري في إيران

تاريخ النشر: 19 نوفمبر 2020 - 07:00 GMT
ابو محمد المصري
ابو محمد المصري

نعت المنصات والقنوات الإعلامية التابعة لتنظيم "حراس الدين" والقاعدة في سوريا، في بيان تعزية في مقتل قائدها "أبو محمد المصري"، وهو أحد مؤسسي "تنظيم قاعدة الجهاد" وتأكيد مقتله في إيران، ليكون الاعتراف الرسمي الأول من قبل تنظيم القاعدة بوجود قياديين من التنظيم يعيشون على الأراضي الإيرانية، رغم نفي الخارجية الإيرانية للأمر.

فيما لم يأتِ البيان على ذكر شيء حول ابنته "مريم"، زوجة "حمزة ابن لادن"، والتي أكدت مصادر إسرائيلية وأميركية مقتلها مع والدها.

في حين جاء في البيان المقتضب، الاعتراف الرسمي الأول لتنظيم القاعدة بمقتل أحد قياداتها في إيران، مورداً بعضاً من سيرة أحد أبرز رفاق زعيم القاعدة ومؤسسها أسامة بن لادن. وبحسب ما جاء في بيان التعزية: "نعزي أمتنا الإسلامية باستشهاد الشيخ المجاهد المهاجر الأسير أبو محمد المصري بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الهجرة والجهاد والأسر"، بحسب البيان.

بيان نعي أبو محمد المصري

بيان نعي أبو محمد المصري

وأضاف: "كان الشيخ أسامة بن لادن ينتدبه للمهام الصعبة والخطيرة، وكان أبرزها تلك الغزوات المباركات على السفارات الأميركية في نيروبي ودار السلام عام 1998، قضى الشيخ رحمه الله ما يقارب الـ16 عاماً في سجون الرافضة في إيران إلى أن نال ما تمنى".

ويأتي تأكيد تنظيم القاعدة مقتل أبو محمد المصري في إيران، رغم نفي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، ما وصفه بـ "الاغتيال المزعوم" لقيادي في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري وكذلك "وجود أي أعضاء التنظيم في إيران"، متهماً واشنطن وتل أبيب بمحاولة ربط بلاده كل حين وآخر بتنظيمات إرهابية من خلال الأكاذيب وتسريب معلومات مختلقة إلى وسائل الإعلام".

وتزامناً لما نشرته المنصات الدعائية لتنظيم القاعدة في سوريا، عمدت القنوات ذاتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تليغرام" إلى بث إصدار مرئي ولأول مرة للقيادي الأردني خالد العاروري، واسمه الحركي "أبو القسام الأردني"، نائب زعيم تنظيم حراس الدين، ورفيق أبو مصعب الزرقاوي وصهره (زوج أخته)، عبر مؤسسة "شام الرباط " والتابعة لتنظيم "حراس الدين"، بعنوان "عبادة الجهاد".

وأبو القسام الأردني، نائب أبو مصعب الزرقاوي قبيل مقتله 2006، والقائد العسكري في معسكره بمدينة هيرات الأفغانية على الحدود الإيرانية، كان ممن وفدوا مع الزرقاوي ومجموعته إلى إيران، عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، قبل عودة الزرقاوي إلى العراق عبر الحدود السورية 2003.

وبينما بقي خالد العاروري في إيران حتى العام 2015 عندما خرج من إيران مع قادة آخرين من القاعدة، وانتقل مع مجموعة من إيران إلى سوريا، حيث قادوا جهود تعزيز وضع "جبهة النصرة"، فرع تنظيم القاعدة في سوريا وفق تقرير لقناة العربية السعودية 

وقالت تقارير ان مجموعة تابعة للموساد الإسرائيلي، معروفة باسم "رأس الرمح" هي من قتلت "أبو محمد المصري" نائب زعيم تنظيم "القاعدة" في طهران قبل أكثر من 3 أشهر "بطلب من إدارة الرئيس ترمب"، وفقاً لتقرير جديد نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس، وكررت فيه ما نقلته في تقرير سابق عن مسؤولين سابقين وحاليين في الاستخبارات الأميركية، من أنه قضى وابنته مريم قتيلين بالرصاص حين كان في 7 أغسطس الماضي بسيارته في طهران.

ما حيثيات مقتل أبو محمد المصري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة على الأراضي  الإيرانية؟

وكانت وسائل إعلام إيرانية، ذكرت ذلك الوقت، أن الضحيتين هما أستاذ تاريخ لبناني اسمه حبيب داود وابنته، إلا أنه لم يتم العثور على أي أثر لأستاذ بهذا الاسم في لبنان، إلى أن اتضح من تقرير "نيويورك تايمز" بأن القتيل ليس إلا عبد الله أحمد عبد الله، البالغ 58 سنة، وابنته مريم، زوجة حمزة بن لادن، ابن أسامة بن لادن، زعيم "القاعدة" القتيل بغارة شنها الأميركيون في 2011 على مقره المنزلي في باكستان.

أما "أبو محمد المصري" أو عبد الله أحمد عبد الله، فكانت الولايات المتحدة تبحث عنه لدوره في تفجير سفارتيها في 1998 بدار السلام ونيروبي، حيث قضى 224 شخصاً، وأصابت الجروح والتشوهات أكثر من 5000 آخرين، وكان مع ابنته هدفا لعملية مشتركة بين CIA والموساد، بصفته أكبر ناشط في "القاعدة" بعد زعيمها الحالي، المصري أيمن الظواهري، كما للروابط العائلية مع بن لادن نفسه، إلى درجة أن FBI عرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي لاعتقاله.

كما أن الابنة البالغة 28 سنة متورطة أيضا بالتخطيط لهجمات إرهابية، ويجري إعدادها للقيام بدور في "القاعدة" وهي من تزوجت بعمر المراهقة من حمزة بن لادن الذي ذكر ترمب العام الماضي أنه قتل بعملية لمكافحة الإرهاب في منطقة بين أفغانستان وباكستان، من دون أن يدخل في مزيد من التفاصيل، وجاء مقتلها مع أبيها، بعد أن أبلغت CIA الموساد بأنها تقيم مع والدها في طهران، وطالبوه بالتحرك، فكلف وحدة اسمها Kidon أو على الأرجح مجموعة Tip of the Spear أو "رأس الرمح" المتخصصة بالاغتيالات السرية، فنفذت عملية القتل التي استهدفت الاثنين بعد 22 سنة من تفجير تبنته "القاعدة" واستهدف السفارتين الأميركيتين بأفريقيا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن