خبر عاجل

تقرير: تفكيك شبكة عملاء لاسرائيل خططت لاغتيال نصر الله

تاريخ النشر: 18 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

ذكرت صحيفة لبنانية اليوم الثلاثاء، ان الاجهزة الامنية اللبنانية واجهزة امن حزب الله، "وضعت يدها" قبل اسبوع، على شبكة عملاء جندتهم اسرائيل لاغتيال امين عام الحزب حسن نصر الله، وقيادات فلسطينية في لبنان. 

وقالت صحيفة "السفير" استنادا الى مصادر امنية ان الشبكة التي تتزعمها امراة فلسطينية تحمل جواز سفر تونسيا، قد تم اعتقال معظم افرادها قبل نحو اسبوع، وبينما كانوا في مراحل متقدمة من لاعداد لمخططهم. 

واوضحت الصحيفة ان المراة، وهي في العقد الرابع من عمرها، تدعى جمال زعرورة، وهي من سكان مخيم نهر البارد في الشمال. 

وقالت ان المخابرات الاسرائيلية جندت هذه المراة، عبر الممثلية الاسرائيلية في تونس، وطلبت اليها لاحقا تجنيد لبنانيين اخرين بهدف مساعدتها في تنفيذ مهام مختلفة كانت اخرها اغتيال نصر الله. 

ووفقا لما تورده الصحيفة، فقد اتصلت المخابرات الاسرائيلية بزعرورة التي كانت تتنقل بين بيروت وتونس، من خلال ممثلين لها يعملون في المكتب التجاري الاسرائيلي في العاصمة التونسية.  

وبعدما تم تجنيد زعرورة طلب اليها المشاركة اولا في عمليات تهريب مخدرات واسلحة الى بعض الدول المجاورة لتونس، ولا سيما الجزائر.  

وقالت زعرورة في اعترافاتها انها تلقت دورة تدريبية على أمور عدة من بينها استخدام الأسلحة الفردية ومكافحة التعقب وعملية تجنيد الأفراد وطريقة الاتصال ومقاومة التحقيق في حالة الاعتقال.  

وتبين لاحقا، ومن اعترافات زعرورة نفسها، أنها تورطت في جرائم جنائية داخل تونس وكان الأمر على سبيل عملية توريط من قبل الإسرائيليين لها لأجل اختبارها بصورة أفضل.  

وفي المرحلة الأولى طلب إليها العمل على تجنيد مجموعة من غير اللبنانيين الذين يعملون في لبنان، وتحديدا من التابعية المصرية والسورية والفلسطينية.  

وكان الهدف الاول لها، عامل مصري يدعى مجاهد يونس، وقد وافق سريعا على العمل معها، وبعثت بالاقتراح الى تونس لتحصل بعد وقت قصير على الموافقة وتطلعه على نوع العمل، وهو يخص اعمال مراقبة في الضاحية الجنوبية لبيروت.  

وفي المرحلة التالية ابلغت تونس بأنها باتت على صلة بمواطن اسمه الاول كمال، إلا ان المسؤولين عنها في تونس رفضوا الاقتراح وطلبوا منها عدم الاتصال به. لكنها كانت قد ابلغته عن بعض الامور وانها تعرف اسرائيليين وانها تحصل على اموال منهم مقابل معلومات عادية.  

والمرحلة الثالثة كانت تخص عملية ربط بينها وبين مجموعات اخرى كلفت العمل على هدف مركزي هو اغتيال السيد حسن نصر الله، وانها مكلفة التنسيق بين مجموعتين واحدة تعمل على الرصد وثانية مكلفة بالتنفيذ، وان المطلوب منها عدم الاتصال بهاتين المجموعتين.  

وهي قالت في التحقيقات انها لا تعرفهم شخصيا لكنها تعرف بعض المعلومات والمواصفات الخاصة بهم وبأماكن مفترضة لسكنهم، وانهم من اللبنانيين الذين يتحركون في مناطق الضاحية الجنوبية.  

وفي هذا الخصوص، قالت زعرورة انها علمت بالخطة قبل مدة معينة، وان هناك ترتيبات توفر نجاحها بنسبة تصل الى التسعين بالمئة، وانها دخلت مرحلة متقدمة، وان مهمتها كانت ستقتصر على تسلم مواد سوف تستخدم في العملية وتعمد الى ايصالها الى نقطة معينة حتى تتسلمها المجموعة المكلفة بتنفيذ العملية.  

واعترفت المراة انها اطلعت من المشرفين عليها في تونس، على معلومات تخص نوعية المواد المستخدمة في العملية، وهي مواد متفجرة من نوعية متطورة للغاية، ومواد كيماوية او سامة يتم وضعها في بعض الملابس ذات الشكل الرياضي، ما أعاد إلى الذاكرة الأسلوب الذي اتبع في محاولة الاغتيال الشهيرة التي تعرض لها رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل قبل عدة سنوات في الأردن.  

وقالت صحيفة "السفير" ان احد الذين اتصلت بهم زعرورة وعرضت عليهم العمل، شعر في لحظة معينة بأن المطلوب أمر خطير للغاية، ولم يكن على ما يبدو يعرف أن الأمر يتعلق بنصر الله تحديدا وجهات فلسطينية وإسلامية، فعمد إلى استغلال وجودها في رحلة أخيرة إلى تونس، وقام بالاتصال بحزب الله. 

وكشف هذا الرجل للحزب ما يعرفه من معلومات. فطلب إليه أن يبقى على اتصال مع زعرورة التي جرى وضعها تحت المراقبة. 

ولدى عودتها قبل عشرة أيام او اكثر من تونس الى منزلها في مخيم نهر البارد، عمدت القوى الأمنية اللبنانية الى توقيفهاوكذلك تم توقيف المصري مجاهد يونس وكمال، والبحث جار عن آخرين لهم صلة بالامر.—(البوابة)