تشير معلومات وتقارير متداولة على نطاق ضيق بين سياسيين واقتصاديين في عدة مؤسسات امنية واقتصادية معنية الى ان ثمة كنز يبتلعه البحر الابيض المتوسط تسعى تركيا لاستخراجه والسيطرة عليه، وان هذا الكنز لن يكون في جعبتها طالما النظام السوري الحالي على رأس الدولة.
تعود جذور القصة الى عام 2010 عندما اكتشفت شركة Noble Energy الاميركية ان المنطقة الغربية للبحر المتوسط تعوم على بئر كبير من النفط وتسبح فوقه دول المنطقة، وقالت تقارير سرية لتلك الشركة ان تركيا تسيطر على جزء صغير من البئر كذلك قبرص واليونان ولبنان وان اسرائيل تمكنت من اكتشاف ابار صغيرة متناثرة تتبع البئر الكبير واطلقت عليها اسماء مثل "كاليت- ليفي- افان- ثمار" .
بعد ذلك جاءت شركة اخرى قيمت حجم البئر والمساحات التي من المفترض ان تسيطر عليها كل دولة من الدول المذكورة انفا.
فقالت شركة جيولوجيكل سيروي ان البئر الساكن تحت الاعماق فيه على اقل تقدير 150 مليار برميل من النفط واكدت على حجمة الضخم وامكانيات الطاقة المهولة التي يحتوي عليها وعلى حجم العائدات التي من الممكن ان تعود على شعوب المنطقة، واكدت ان الحجم الاكبر من الئر يدخل الاقليم السوري .
هذه التقديرات اكدها ايضا معهد دراسات الشرق الاوسط في واشنطن وهو معهد معني بالدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة وقد اكد ان القسم الاكبر من هذا البئر تحت اليد السورية التي ان استخرجته ستتحول الى دولة عظمى.
عملت انقرة وواشنطن على تزوير التقارير والنتائج للايحاء بان القسم الداخل في سورية لا يرتقي للحجم المطلوب وان تكاليف الاستخراج باهظة وقد تكون اكثر من النتائج، واستثمرت انقرة علاقتها بواشنطن والناتو للضغط على المؤسسات الاقتصادية لمنع الكشف او الاعلان عن التقارير الحقيقة وحاولت تحويل الانظار الى المعركة السياسية داخل سورية بهدف الفوز بالقسم الاكبر من البئر في المستقبل.
هذا الامر وتلك التقارير لم ترق لتركيا، حيث انها على يقين بعدم امكانية تنازل النظام عن ثرواته الباطنية، فعمدت الى احتضان الثورة ضد بشار الاسد وتأييدها ودعمها، بهدف اسقاط النظام والسيطرة على النظام الجديد الذي تعتقد بانه سيتنازل عن الثروة من باب رد الجميل لتركيا التي تدعمه، من دون النظر الى ان هذا الدعم لمصالحها الشخصية وان كان على حساب الدم السوري.
والواضح ان الكنز كبير ويستحق من تركيا القيام بأي عمل من اجل السيطرة عليه، وقد اقدمت مؤخرا على الطلب من الناتو بنشر صواريخ على الحدود السورية ، ولا يستبعد المراقبون ان تعمل انقرة التي تدرب عناصر المعارضة على استخدام اسلحة كيماوية على تسريب هؤلاء المدربين الى سورية من اجل القيام باعمال محظورة والصاقها في النظام لجر الناتو الى المعركة التي ستسقط بشار الاسد.