تقرير اسرائيلي يتهم المخابرات بالفشل في تقويم القدرات العسكرية للعراق

تاريخ النشر: 28 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اتهم تقرير اعدته لجنة تحقيق برلمانية اسرائيلية اجهزة الاستخبارات بالفشل في تقويم القدرات العسكرية للعراق وليبيا. 

ويمثل التقرير الذي اعدته لجنة فرعية في الكنيست الاسرائيلي (البرلمان)، انتقادا علنيا نادر الحدوث للمخابرات الاسرائيلية حتى في الوقت الذي تجري فيه الولايات المتحدة وبريطانيا اللذين اشتركتا في غزو العراق تحقيقات خاصة بهما في اخفاقات أجهزة المخابرات لديهما قبل الحرب. 

كما انتقدت اللجنة الفرعية في الكنيست أيضا المخابرات الاسرائيلية لتقاعسها في رصد برنامج أسلحة الدمار الشامل لدى الزعيم الليبي معمر القذافي حتى قبل فترة وجيزة من اعلانه التخلي عنه في كانون الاول/ديسمبر. 

وفي تقرير من 80 صفحة يدعو لتعديل هيكلي قالت اللجنة "السياسيون والعسكريون مسؤولون عن خطأ المخابرات فيما يتعلق بالعراق وليبيا." 

وتبادلت اسرائيل التي كانت في حالة حرب مع صدام عدوها اللدود معلومات المخابرات مع واشنطن حليفتها الاوثق قبل الغزو الذي وقع العام الماضي. ثم قللت كما هو عليه الحال الان تعاونها حتى لا تساهم في تفاقم سخط العرب على الحملة. 

وقال يوفال شتاينيتز عضو الكنيست عن حزب ليكود اليميني الحاكم الذي قاد التحقيق ان المعلومات الاسرائيلية لعبت "دورا محدودا للغاية" في خطط واشنطن التي سبقت الحرب. 

وقال شتاينيتز للصحفيين "المخابرات الاميركية والبريطانية كانت لها قدرة أفضل على الوصول للعراق من خلال التمركز ببساطة في الكويت وقدرتها على الطيران بحرية تقريبا فوق الاراضي العراقية." 

ومع فشلهما في العثور على اسلحة دمار شامل بالعراق تجد الولايات المتحدة وبريطانيا نفسيهما في وضع صعب للدفاع عن تقديراتهما التي قادتهما للحرب. 

وشكا التقرير من تأثير تداعيات تبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات حيث يتم تحليل بعض التقديرات الاسرائيلية من جانب عناصر المخابرات الاميركية ثم تعود الى اسرائيل مرة أخرى في صيغة جديدة بعد اعادة تغليفها. 

وقال التقرير الذي ظلت بعض أجزائه سرية "يمكن تخيل أن (مثل) هذه التحليلات كان لها أثر داعم وذو مصداقية وموثوق به." 

وقبل نشوب المعارك وزعت اسرائيل على مواطنيها أقنعة واقية من الغاز خوفا من اقدام العراق على ضرب اسرائيل بصواريخ غير تقليدية .. في تصعيد للهجمات التي شنها باستخدام 39 صاروخا من نوع سكود في حرب الخليج عام 1991. 

وبعد انتهاء الغزو الاميركي دون هجوم على اسرائيل تعرض الجيش لانتقادات للاوامر التي أصدرها للمواطنين بوضع شرائح بلاستيكية على النوافذ للتمويه وفتح صناديع الاقنعة الواقية من الغاز وهو ما كلف ملايين الدولارات. 

ووسعت اللجنة الفرعية تحقيقها ليتخطى موضوع العراق بعد تعهد القذافي بنزع سلاحه والذي توسطت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وهو ما كان له وقع المفاجأة في اسرائيل.  

وقال ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي في تشرين الثاني/اكتوبر الماضي ان ليبيا تسعى للحصول على أسلحة نووية. 

ودعا تقرير شتاينيتز لتنسيق أفضل بين الموساد التي تتولى مهام التجسس وعمليات مكافحة الارهاب في الخارج والمخابرات العسكرية المكلفة بمراقبة القوات المسلحة للدول المعادية. 

وتقود جهود المخابرات العسكرية وحدة تختص باعتراض رسائل الشفرة تسمى الوحدة 8200.  

وقالت مجلة نيويوركر مؤخرا ان هذه الوحدة هي التي أبلغت الولايات المتحدة بحصول ايران على تكنولوجيا نووية من باكستان. 

واقترح تقرير اللجنة الفرعية تحديث الوحدة 8200 والارتقاء بها الى وحدة مدنية. 

وأحجم مسؤولون أميركيون عن التعليق على ما ورد بالتقرير.  

وقال متحدث باسم شارون يشرف على أجهزة المخابرات ان التقرير "سيؤخذ في الاعتبار".—(البوابة)—(مصادر متعددة)