كشفت تقارير متطابقة عن فرار عناصر من قوات جولاني وهي قوات النخبة في جيش الاحتلال امام احد المقاومين الفلسطينيين المتسللين من قطاع غزة
وقال المحلل العسكري الاسرائيلي أمير بوخبوط المقرب من المؤسسة العسكرية " يتوجب علي القيادة الرفيعة في لواء غولاني أن تسأل نفسها أسئلة صعبة جدا من بينها: لماذا لم يقاتل قائد الفصيل ضد "المتسلل" حتي الطلقة الأخيرة كما تدرب في اللواء؟
ولماذا قرر الإنسحاب إلى الوراء عندما أصيب؟
وهل حقا يجب علينا أن نكتفي بإجابة قائد الفصيل أنه انسحب بحجة أنه رأى دورية أخرى قادمة إلى المكان؟
وماذا بالنسبة للمقاتلين الآخرين اللذان انسحبا من المكان ولم ينقضوا علي أبو صلاح خاصة في ضوء نتائج التحقيق التي أظهرت أن أبو صلاح وبعد أن تأكد من إصابة قائد الفصيل والمقاتلين الآخرين قرر الإنسحاب بإتجاه غزة، وبالفعل نجح في الزحف نحو الحدود مع غزة مئات الأمتار.
وقال المحلل العسكري الاسرائيلي ان "الشعور الذي نشأ بعد نتائج هذا التحقيق بين القادة العسكريين في النظامي والإحتياط في جبهة غزة أنه مرة تلو الأخرى يلقون باللوم ويحاسبون الجنود والضباط الصغار وليس الكبار".
وفي تفاصيل العملية انه وفي الأول من أغسطس/آب الجاري، رصد الجيش الإسرائيلي على مسافة 250 مترا من حدود قطاع غزة، مسلحا فلسطينيا، بحوزته سلاح أتوماتيكي من طراز"كلاشنكوف"، وقنابل.
وعلى إثر ذلك، أرسل الجيش عددا من جنوده من وحدة "جولاني" التي تعتبر من قوات النخبة في المشاة الإسرائيلية، للتصدي له، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر الثلاثاء.
لكن تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي، أظهر أن مجموعة من الجنود الذين تم إرسالهم، رفضوا الاشتراك في تبادل إطلاق النار مع الفلسطيني.
وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أنه "عند اقتراب الوحدة من موقع المتسلل الفلسطيني، غادر قائد الفرقة السيارة العسكرية، وبدأ بتبادل إطلاق النار معه، وهو ما أسفر عن إصابته، بجراح متوسطة، وإصابة جنديَين آخرين بجروح طفيفة، خلال تبادل إطلاق النار مع الفلسطيني".
وفي أعقاب ذلك، تم إرسال المزيد من التعزيزات من أجل مطاردة المسلح الفلسطيني، بحسب الصحيفة.
ولكن مجموعة من الجنود الذين تم إرسالهم، رفضوا الاشتراك في تبادل إطلاق النار مع الفلسطيني.
وقالت الصحيفة إن هؤلاء الجنود "قالوا إنهم خافوا من الإصابة بنيران صديقة، بسبب كثافة وجود الجنود في المنطقة".
ولفتت إلى أن المسلح الفلسطيني، اشتبك مع القوات الإسرائيلية داخل الأراضي الإسرائيلية، لمدة ساعتين قبل استشهاده.
وأشارت إلى أنه "تم تحديد هوية المسلح الفلسطيني بأنه هاني أبو صلاح، 20 عاما، وزعمت التقارير الاعلاميةا لعبرية انه من الجناح العسكري لحركة حماس، المعروف باسم عز الدين القسام.
لكن "القسام" لم يعلن مسؤوليتها عن الهجوم؛ وذكر أفراد من عائلة أبو صلاح، من بينهم والدته، لمراسل وكالة الأناضول، بداية الشهر الجاري، أن ابنهم "هاني" (23 عاما) نفّذ الهجوم، انتقاما لقتل إسرائيل، شقيقه "فادي"، في 14 مايو/أيار 2018، رغم كونه "مقعدا" وبلا أطراف سفلية.
وإستنادا الى الصحيفة فقد جرى تحقيق في الحادث من قبل الجيش الإسرائيلي، تقرر في نهايته، تعليق عمل قائد فرقة وجنديين وسائق سيارة عسكرية "بسبب عدم التصرف كما هو متوقع خلال حدث عملياتي".