تفجيرات لبنان: اتهامات لسوريا وتنديد دولي ودعوات للوحدة

تاريخ النشر: 13 فبراير 2007 - 11:13 GMT
وجهت قوى 14 من اذار اتهاما صريحا لسوريا بالوقوف وراء تفجيرات عين علق وذلك وسط دعوات من الحكومة والمعارضة بالوحدة وقد لاقت العملية تنديدا عربيا ودوليا واسعا

اتهامات لدمشق

وجهت قوى 14 من اذار اتهاما صريحا لسوريا بالوقوف وراء تفجيرات عين علق وذهبت هذه القوى الى ابعد من ذلك حينما دعت بعد اجتماع عقدتة عقب التفجيرات الى اخراج ما اسمته العدو السوري من لبنان.

ودعى متحدث باسم تجمع قوى الرابع عشر من اذار الى ما اسماه وقف التدخل السوري في الشؤون اللبنانية واصفا اياها بالعدو وتهمها وبشكل مباشر وصريح بمحاولة زعزعة الاستقرار الوطني والسلم الاهلي .

دعوات للوحدة

التقت كل الاوساط السياسية اللبنانية على التنديد بالانفجارين الذين وقعا في جبل لبنان واسفرا عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة عشرين آخرين بجروح

وقال الرئيس اللبناني اميل لحود ان التفجيرين "هما محاولة واضحة لافشال التوصل الى حل سلمي بين اللبنانيين". واضاف "كلما لاحت في الافق امكانية تعزيز الوحدة بين اللبنانيين، يقوم اعداء لبنان بارتكاب جريمة جديدة ضد الابرياء". ووصف رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري التفجيرين بأنهما "عمل ارهابي جبان" نفذا للتأثير على الاستعدادات لاحياء الذكرى السنوية الثانية لاغتيال والده رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. من جانبه، ندد حسن رحال المتحدث الإعلامي باسم حزب الله بالانفجارين، محذرا من تدخل "قوى خارجية لتعكير صفو لبنان في وقت أوشكت فيه المصالحة الوطنية أن تؤتي ثمارها".

تنديد عربي دولي

ودان الرئيس الفرنسي جاك شيراك في رسالة الى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الثلاثاء تفجير الحافلتين شمال بيروت مؤكدا انه يشعر "بالهول والصدمة". وقال شيراك في الرسالة ان "الاعتداءين المثيرين للغضب (...) يبعثان على الهول والصدمة. ادينهما ادانة صريحة". وقال الرئيس الفرنسي انه "بتنفيذ (هذين الاعتداءين) عشية احياء ذكرى اغتيال رفيق الحريري ورفاقه اراد القتلة استهداف كل لبنان واغراقه مجددا في دوامة العنف".وكان شيراك اجرى اتصالا هاتفيا بالبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ليقدم له "تعازيه الحارة" بحسب ما اعلن قصر الاليزيه.كما دان وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي التفجير معتبرا انه عمل "شنيع وجبان" ودعا اللبنانيين الى "رص الصفوف وعدم الوقوع في الفخ الذي ينصب لهم".

وأدانت ألمانيا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي بشدة الانفجار ودعت كل الاطراف في البلاد على اتخاذ خطوات لتجنب تصعيد العنف. وقالت وزارة الخارجية الالمانية في بيان "تدين رئاسة الاتحاد الاوروبي بأشد لهجة ممكنة الهجومين اللذين استهدفا حافلتين في لبنان وأسفرا اليوم عن سقوط عدة قتلى واصابة الكثيرين." وتابعت "في عشية الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري تدعو رئاسة الاتحاد الاوروبي كل الاطراف في لبنان على اتخاذ موقف حازم ضد العنف وبذل قصارى جهدها للحيلولة دون تصعيد الموقف."

من جهته شدد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بشدة التفجيرين على أهمية حماية الوحدة الوطنية اللبنانية وتحقيق الوفاق الوطني. وأعرب موسى في بيان صحافي وزعه مكتب الجامعة بالقاهرة عن امله في ألا تؤثر أحداث اليوم سلبا على الجهود المبذولة للتوصل الى حل للأزمة اللبنانية. وطالب كافة الاطراف السياسية اللبنانية بتحمل مسؤولياتها الوطنية والعمل على منع الانزلاق الى المواجهة التي سيكون لها أضرار بالغة على وحدة الصف اللبناني.

ودانت مصر اليوم التفجيرين الارهابيين وجاءت الادانة على لسان وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط في بيان صحافي دعا فيه القيادات اللبنانية الى بذل كل ما يمكن من جهود لتفادي المزيد من الانقسام السياسي. واوضح ابوالغيط ان الانقسام في الصف اللبناني قد يسهل وقوع مثل هذه العمليات داعيا الى ضرورة السعي الجدي للتوافق حول الحلول المطروحة تحقيقا للاستقرار الذي يستحقه اللبنانيون بعد معاناتهم من حروب ومآس عبر سنوات وعقود ماضية.

عملية تفجيرية مزدوجة

كان ثلاثة أشخاص على الاقل قتلوا واصيب 20 آخرون جراء انفجارين استهدفا حافلتين قرب قرية عين علق الواقعة على الطريق الى بلدة بكفيا المسيحية في المتن بجبل لبنان. وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسمية إن الانفجار الأول وقع في الساعة التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي في حافلة مليئة بالركاب، وإن الانفجار الثاني تلا الأول بعد دقائق في حافلة أخرى قريبة إلى الأولى. وكانت التقارير الأولية أفادت بسقوط عدد أكبر من القتلى، وسط تضارب للأنباء. غير أن الشرطة اللبنانية والصليب الأحمر أكدا أن عدد القتلى ثلاثة، والجرحى 20. وقال مسؤولون إن الانفجار الثاني وقع بعد أن اقترب عدد من الناس إلى موقع الانفجار الأول.

واضاف ان الجرحى نقلوا الى مستشفيي "الترحال" و"بحنس" القريبين من مكان الحادث، وان العديد من ضحايا الحافلة الاولى لا تتعدى اعمارهم 15 عاما. واظهرت صور تلفزيونية حافلة واحدة وقد دمرت تماما، كما اظهرت سيارات الاسعاف وهي تنقل المصابين الى المستشفيات. وقال متحدث باسم قوى الامن الداخلي طالبا عدم الكشف عن اسمه ان التفجيرين في قرية عين علق (25 كلم شمال شرق بيروت) "نجما عن عبوتين ناسفتين" استهدفتا حافلتين كانتا تنقلان ركابا من عدد من قرى قضاء المتن الشمالي. وافاد ان القتلى الثلاثة هم لبنانيان وعامل مصري وقد نقل الجرحى الى مستشفيات المنطقة. وافادت وسائل الاعلام ان احد القتيلين امراة من عائلة الجميل. وقال منظمو المسيرة الحاشدة التي ستعقد وسط بيروت تزامنا مع ذكرى اغتيال الحريري الأربعاء، إنهم لا يخططون لإلغاء المسيرة. يذكر أن بكفيا، التي وقع الانفجار قربها، هي معقل آل جميل، وهي من الأسر المسيحية البارزة على الساحة السياسية اللبنانية. وكان بيار جميل، وهو أحد أعضاء التحالف الحكومي المناهض لسوريا والمدعوم غربيا، قد اغتيل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتثور التوترات السياسية، والطائفية، بشكل كبير في لبنان حاليا، حيث اندلعت اشتباكات في يناير/كانون الثاني بين أنصار الحكومة وأنصار المعارضة.

وكانت الأزمة السياسية اللبنانية قد اندلعت بعد استقالة ستة وزراء موالين لسوريا في نوفمبر/تشرين الثاني، وكان بين نقاط الخلاف الرئيسية ما يتعلق بإقرار الحكومة لمحكمة دولية للمتهمين في التفجير الذي أودى بحياة الحريري.