ليبيا تؤكد اعتقال السنوسي ولن تسلم سيف للمحكمة الجنائية

تاريخ النشر: 20 نوفمبر 2011 - 04:30 GMT
عبدالله السنوسي رئيس المخابرات في عهد القذافي يتحدث لوسائل الإعلام في طرابلس يوم 21 اغسطس اب 2011.
عبدالله السنوسي رئيس المخابرات في عهد القذافي يتحدث لوسائل الإعلام في طرابلس يوم 21 اغسطس اب 2011.

 

اكد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا اعتقال على عبد الله السنوسي رئيس مخابرات معمر القذافي، فيما اعلن ان سيف الاسلام القذافي سيحاكم في ليبيا رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني عبد الحفيظ غوقة في مؤتمر صحفي ان السنوسي وهو يمت بصلة نسب للقذافي اعتقل. وكان مسؤول عسكري في المجلس قال في وقت سابق ان السنوسي محاصر في منزل تملكه اخته. وجاء اعتقال السنوسي في اليوم التالي للقبض على سيف الاسلام ابن القذافي في المنطقة نفسها.
وقال غوقة ان المجلس الوطني الانتقالي قرر الامتناع عن تلبية طلب المحكمة الجنائية الدولية تسليمها سيف الاسلام القذافي والسنوسي وسيقول ان ليبيا قادرة على تقديمهما الى محاكمة عادلة على اراضيها.
من جهة اخرى، اكد غوقة ان سيف الاسلام القذافي سيحاكم في ليبيا رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وقال غوقة "اتخذ قرار بمحاكمته امام المحاكم الليبية وهذه مسألة سيادة وطنية" مضيفا ان سيف الاسلام يحظى ب"الحماية اللازمة".
واضاف "ان المدعي العام شكل لجنة للتحقيق مع سيف الاسلام".
ومنذ اعتقال سيف الاسلام دعا المجتمع الدولي السلطات في ليبيا الى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في محاكمته.
وكان وزير العدل وحقوق الانسان في المجلس الوطني الانتقالي محمد العلاقي اعلن في وقت سابق الاحد ان السلطات الليبية تريد محاكمة سيف الاسلام الذي اعتقل ليل الجمعة السبت داخل ليبيا.
وقال العلاقي لفرانس برس "نحن نرغب ان تكون محاكمة سيف الاسلام في ليبيا لان القضاء الليبي هو الاصيل والقضاء الدولي هو الاستثناء" من دون ان يعلن ان قرارا اتخذ بهذا الصدد.
واكد الوزير "توفير الضمانات الكافية لضمان محاكمة عادلة خاصة بعد سن قانون من قبل المجلس الانتقالي الاسبوع الماضي يضمن استقلال السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية".
ونفى غوقة المعلومات التي نشرت عن رفض ثوار الزنتان، الذي اعتقلوا سيف الاسلام، تسليمه الى المجلس الوطني الانتقالي لان النظام القضائي الليبي ليس جاهزا بعد للقيام بهذه المحاكمة.
وقال غوقة "ان المجلس المحلي في الزنتان عضو في المجلس الوطني الانتقالي واذا اردنا نقل سيف الاسلام الى طرابلس فسنفعل".
وخلص الى القول "ان مسالة نقل سيف الاسلام لم تطرح بعد وفضلنا ابقاءه حيث هو في الزنتان لانه في امان حيث هو".
وقد وعدت السلطات الليبية بمحاكمة "عادلة" لسيف الاسلام القذافي الذي قد يؤثر اعتقاله من طرف ثوار سابقين على تشكيل الحكومة الجديدة.
وردا على سؤال حول موعد اعلان تلك التشكيلة الذي كان اصلا مقررا الاحد، لم يجب رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب مساء السبت. لكن من الارجح ان يؤخر اعتقال سيف الاسلام ليل الجمعة السبت من طرف ثوار سابقين، اعلان التشكيلة الحكومية.
ودعا الكيب الى ترك السلطات والشعب الليبي "تتمتع" باعتقال سيف الاسلام محاولا التقليل من اهميته ومؤكدا "لم نكن نولي اي اهمية الى هذا الشخص".
وقال اسامة الجويلي قائد المجلس العسكري في الزنتان "في الوقت الراهن انه عندنا في الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس)، سنضمن له المعاملة التي نخص بها المساجين حسب القوانين الدولية".
واضاف ان قرار "ابقاء سيف الاسلام قيد الاعتقال في الزنتان او نقله الى مكان اخر" ستتخذه الحكومة.
واكد الكيب مساء السبت ان "النظام القضائي الليبي سيتصل بالمحكمة الجنائية الدولية للنظر في المكان الذي سيحاكم فيه سيف الاسلام"، مضيفا ان "اي تعاون مع المنظمات الدولية مرحب به".
من جانبها اعلنت المحكمة الجنائية الدولية ان السلطات الليبية ملزمة بتسليم سيف الاسلام القذافي الى المحكمة دون استبعاد ان يحاكم في بلاده. واوضح ناطق باسم مدعي المحكمة لويس مورينو اوكامبو ان هذا الاخير سيتوجه الى ليبيا الاسبوع المقبل.
وفي الاثناء تتالت النداءات على الصعيد الدولي من كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وعلى راسه فرنسا وبريطانيا، الى تعاون السلطات الليبية مع المحكمة الجنائية الدولية والى "محاكمة عادلة".
وقد اصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 27 حزيران/يونيو مذكرة توقيف دولية بحق سيف الاسلام القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية كما اتهمته بلعب "دور اساسي في تنفيذ الخطة" التي اعدها والده "لقمع" الانتفاضة الشعبية "بكل الوسائل".
وتريد السلطات الليبية تفادي تكرار السيناريو الذي ادى الى مقتل معمر القذافي وابنه المعتصم بعد اسرهم في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر في سرت (شرق).
وكان يبدو ان سيف الاسلام (39 عاما) يحاول ادخال الحداثة في بلاده وتطبيع علاقاتها بالغرب، لكنه منذ اندلاع الثورة في منتصف شباط/فبراير دأب على استخدام لهجة عدائية وخاض مقاومة شرسة من اجل انقاذ نظام والده.
واعلن العجمي العتيري قائد فوج الزنتان الذي اعتقل المسؤول الفار "اعتقل سيف الاسلام في الساعة 01,30 ليل الجمعة السبت" في منطقة وادي الاجال (جنوب غرب ليبيا)، مضيفا "طلب منا ان نطلق عليه رصاصة في الراس وان ننقله الى الزنتان".
واكد عنصر اخر في الفوج شارك في الاعتقال ان سيف الاسلام وخمسة من مساعديه كانوا في قافلة تتكون من سيارتين وقعتا في كمين.
وقال احمد عامر ان رفاقه "كانوا خائفين في البداية من ان نطلق عليه الرصاص، لكن لا بد من الاعتراف بان سيف الاسلام فاجأنا بهدوئه وشجاعته".
واضاف "اننا فاجأناهم ولم نترك لهم فرصة المقاومة"، مؤكدا انه لم يكن في حوزة سيف الاسلام ورجاله سوى اسلحة خفيفة "كلاشنيكوف وبنادق رشاشة خفيفة وبعض القنابل اليدوية".
وكان سيف الاسلام اخر ابناء معمر القذافي المطلوبين الفارين، حيث ان ثلاثة من اخوته قتلوا خلال النزاع وهم سيف العرب في قصف حلف شمال الاطلسي في نيسان/ابريل وخميس في معارك بعد سقوط طرابلس نهاية اب/اغسطس والمعتصم بعد اعتقاله في سرت.
ولجأ بقية ابناء القذافي الى بلدين مجاورين، محمد وهانيبال وعائشة مع ارملته صفية الى الجزائر والسعدي الى النيجر.