تفاؤل في ايران اثر تخفيف العقوبات الاميركية بشان الانترنت

تاريخ النشر: 05 يونيو 2013 - 02:30 GMT
ارشيف
ارشيف

يثير قرار الولايات المتحدة تخفيف عقوباتها على ايران بسماحها بتصدير تجهيزات هاتفية وبرمجيات تسهل استعمال الانترنت، بعض التفاؤل لدى الايرانيين الخاضعين لرقابة حكومية شديدة.

ويسمح القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة نهاية ايار/مايو بهدف واضح هو الالتفاف على الرقابة في ايران، للشركات الاميركية بان تصدر الى ايران هواتف نقالة بما فيها هواتف ذكية وبطاقات "سيم" وهواتف تعمل بالاقمار الاصطناعية واجهزة مودم للاتصال عبر الانترنت وبرامج مضادة للفيروسات، وذلك لاول مرة منذ 1992.

كذلك يسمح بتصدير برمجيات خدمات رسائل الكترونية فورية (ام اس ان...) ومناقشات على الانترنت (تشات).

واتخذ القرار قبل اسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية في الرابع عشر من حزيران/يونيو وبعد اربع سنوات من التظاهرات الجماهيرية ضد اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد تلك التظاهرات التي جرت خصوصا بفضل شبكات التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر.

واعلن احسان (32 عاما) البائع في مركز باي تخت التجاري بطهران المتخصص في التكنولوجيات الجديدة والبرمجيات المقرصنة ان "هذا القرار واي قرار اخر من شانه ان يضعنا على اتصال بالعالم مرحب به".

من جانبه قال نيما (25 سنة) بائع الاي فون "لا اريد التسرع بالقول ان المشكلة ستحل بشكل كامل قريبا جدا لكن لاول مرة بدأت ارى بصيصا من النور في اخر النفق".

لكن بموازاة ذلك قررت الولايات المتحدة الاثنين تشديد عقوباتها بحق ايران واستهدفت بشكل خاص عملتها الريال وقطاع السيارات مبررة هذه الاجراءات بقلة تعاون طهران في المجال النووي.

وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اللذان يشتبهان في ان ايران تحاول حيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج مدني، منذ 2012 عقوبات شديدة تنعكس سلبا على اقتصاد ايران.

وقال رامين (26 سنة) المولع بالتكنولوجيا ان العقوبات "سببت مشاكل للحكومة لكن الشعب دائما هو الذي يدفع الثمن" معربا عن ارتياحه للتمكن من شراء برامج بطريقة قانونية.

وحتى الوقت الراهن يستعمل مستخدمو الانترنت خوادم بروكسي الالكترونية او شبكات افتراضية خاصة (في بي ان) محظورة في ايران، من اجل الظهور في بلد اخر لا يكون فيه الوصول الى حسابي أبل وادوب ممنوعا.

وستمكن هذه التكنولوجيا مستخدمي الانترنت من الالتفاف على نظام التصفية الصارم الذي تفرضه السلطات ويحظر الوصول الى شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر ويوتيوب والاف من المواقع الاخرى منذ التظاهرات التي تلت انتخابات 2009.

وقال جمال عبدي من منظمة المجلس الوطني الايراني الاميركي ومقرها في الولايات المتحدة ان "الايرانيين الراغبين في التعبير بحرية عن آرائهم يفعلون ذلك بصعوبة كبيرة بسبب العقوبات".

واضاف "لحسن الحظ بدأت هذه العقدة تحل والان على الشركات مثل غوغل وآبل ان ترفع القيود عن الوصول الى برمجياتها وتجهيزاتها وان تفتحها امام الايرانيين".

ولم ترد الحكومة الايرانية على القرار الاميركي لكن موقع مشرق نيوز الاخباري المحافظ جدا شدد على "المخاطر" التي تشكلها الهواتف الذكية.

وقال "بكونها انظمة معلوماتية نقالة يمكن للهواتف الذكية ان تلعب دورا كبيرا في الاضطرابات الاجتماعية"، محذرا من "خطر اندلاع احداث اوسع" من تلك التي جرت في 2009 نظرا لشغف الشبان الكبير بتلك الاجهزة.

واعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي الخميس ان تخفيف العقوبات سيسمح للايرانيين بالاتفاف على "محاولات" الحكومة "اسكات شعبها" وممارسة "الحق في حرية التعبير".

واعتبر كولين اندرسن المحلل المتخصص في ايران ومقره واشنطن في تصريح لفرانس برس انه اصبح بامكان الايرانيين حماية انفسهم بشكل افضل من عمليات القرصنة والمراقبة الحكومية.