يبدو ان الهجوم الذي شنته قوات النظام الجديد في ليبيا على سرت احد اخر معاقل العقيد معمر القذافي علق الاحد بامر من حلف شمال الاطلسي الذي كان ينفذ سلسلة غارات على المدينة.
وغداة الهجوم الذي شن على سرت على بعد 360 كلم من طرابلس وسمح لقوات المجلس الوطني الانتقالي بالتقدم بضعة كيلومترات في عمق المدينة، انسحب المقاتلون بحسب مراسلي فرانس برس.
وفي موازاة ذلك قتل ثمانية اشخاص في مدينة غدامس (600 كلم جنوب غرب طرابلس) في هجوم شنه موالون للقذافي بينهم مرتزقة اتوا من الجزائر والطوارق بحسب مسؤول محلي وشهود عيان.
وفي غرب سرت عاد مقاتلو النظام الجديد الى مواقعهم على الخطوط الخلفية على بعد حوالى كلم من المدينة في حين كان يستعد اخرون على الجبهة الشرقية لخوض معارك في الايام المقبلة.
وبحسب المتحدث باسم المجلس العسكري في المجلس الوطني في مصراتة عبد الابراهيم اوقعت معارك السبت سبعة قتلى و145 جريحا بين قوات النظام الجديد.
وصرح احمد محمد تاجوري وهو مقاتل على الجبهة الغربية لفرانس برس "لا تدور معارك اليوم. لا احد في المدينة. تلقينا اوامر بمغادرة وسط سرت لان الحلف الاطلسي يجب ان يواصل مهمته. غادرنا المدينة في الساعة 19,00 (17,00 ت غ) مساء امس". في حين قال اخرون ان المعارك ستستأنف الاثنين.
وافاد مراسل فرانس برس على الارض ان هدير طائرات الحلف الاطلسي سمع صباح الاحد تحلق فوق المنطقة ونفذت غارات على المدينة.
وبحسب تقريره اليومي نفذ الحلف السبت 34 غارة في ليبيا اصيب خلالها مركزا قيادة ورادار ومبان عدة لتخزين الذخائر و29 آلية في ضواحي سرت.
وعلى الجبهة الشرقية توقفت المعارك الا ان مقاتلين انتشروا على جانبي الطريق الرئيسي المؤدي الى وسط المدينة بحثا عن الغام قد تكون قوات القذافي زرعتها.
وقال عبد الحميد وهو مقاتل على الجبهة الشرقية "الوضع هادىء اليوم بعد المعارك العنيفة امس (السبت)" موضحا ان قوات المجلس الوطني الانتقالي تقدمت 13 كلم داخل المدينة السبت قبل ان تعود الى مواقعها السابقة.
وعلى بعد 20 كلم استفاد المقاتلون من الهدوء لتنظيف الرشاشات وبنادق الكلاشنيكوف.
وصرح معتز سعد لفرانس برس "ابلغنا قادتنا بتحضير اسلحتنا. نتوقع حرب شوارع ضارية بعد دخولنا سرت".
وقال استاذ جامعي محاضر في علوم الكمبيوتر فر صباح الاحد من المدينة ان مرتزقة افارقة في المدينة يرتكبون بتجاوزات ضد السكان ردا على هجوم السبت لكنه رفض كشف اسمه خوفا من اعمال انتقامية تتعرض لها اسرته التي بقيت في سرت.
كما اشار الحلف السبت الى "اعدامات وعمليات احتجاز رهائن وتعمد استهداف اشخاص واسر ومجموعات في المدينة" والى تفاقم الوضع فيها.
واكد ايضا انه رصد مرتين خلال الاسابيع الثلاثة الماضية معتصم القذافي احد ابناء الزعيم الليبي الفار في مركز قيادة تحت ارض مستشفى المدينة الرئيسي.
وكان مقاتلون على جبهة سرت اكدوا ان معتصم موجود في ضواحي جنوب المدينة.
وعلى جبهة بني وليد حيث قتل ثلاثون مقاتلا من قوات المجلس الوطني الانتقالي منذ بدء المعارك قبل اسبوعين في محيط هذا المعقل الاخر للقذافي على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس، كانت مواقع المقاتلين المتمركزين عند مدخل المدينة لا تزال تتعرض للصواريخ التي يطلقها الموالون للقذافي من داخل المدينة.
وصرح عمر مختار احد قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي لفرانس برس "لن نشن هجوما اليوم" مؤكدا ان قواته ستتجمع في بني وليد "فور الانتهاء من معركة سرت". واضاف "نعلم ان سيف الاسلام (القذافي) في بني وليد وتحديدا اين هو موجود" من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.
وفي طرابلس، اعلن المجلس العسكري للمدينة الاحد العثور على مقبرة جماعية تضم رفات اكثر من 1700 سجين قتلوا العام 1996 على ايدي حراس سجن ابو سليم في العاصمة الليبية.
وقال المتحدث باسم المجلس خالد الشريف في مؤتمر صحافي "توصلنا الى خيوط ثم الى مكان دفن هؤلاء الشهداء"، مضيفا "نحن متأكدون من الناحية الجنائية والبحث الامني ولدينا الادلة على ذلك".
واضاف ان "اللجنة الفنية المكلفة التعرف على اصحاب الجثث تنتظر التأكد من هذا الامر بشكل علمي وهي ستحتاج الى وقت لذلك".
وعلى الصعيد السياسي، واصل المجلس الوطني الانتقالي الليبي الاحد في بنغازي مشاوراته حول تشكيل الحكومة الموقتة التي كان رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل اعلن انها ستعلن "خلال الاسبوع القادم"، بحسب مصدر مسؤول في المجلس.
وقال المصدر الاحد انه "من المتوقع ان يتم الاعلان عن الحكومة السبت او الاحد القادمين" وذلك في انتظار استكمال المشاورات وعودة رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل من نيويورك حيث يشارك في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
ولم يورد المصدر اي تفاصيل اضافية عن هذا الملف.
وفي برلين، اعلنت الخارجية الالمانية انها اعادت فتح سفارتها في طرابلس الاحد بعد اكثر من ستة اشهر على اغلاقها بسبب القتال العنيف بين الثوار والقوات الموالية للقذافي.
