سيختفي ظل الكعبة المشرفة تماما عند تعامد الشمس معها ظهيرة يوم الاحد، في ظاهرة نادرة لا تتكرر سوى مرتين في العام، ومن شأنها ان تتيح للمسلمين في انحاء العالم تحديد الاتجاه الدقيق الى القبلة.
وقالت الجمعية الفلكية في جدة ان الظاهرة المرتقبة الاحد، ستكون الاولى خلال العام الحالي، وسيكون بالمقدور رصدها بحلول اذان صلاة الظهر عند الساعة الثانية عشرة و18 دقيقة بالتوقيت المحلي للسعودية.
وستصل الشمس الى اقصى ارتفاع لها بمقدار 90 درجة لحظة التعامد، ليصبح ظل الزوال صفرا ويختفي ظل الكعبة وكافة الأجسام في مكة تماما، .
وتشهد المناطق الواقعة ضمن خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالا وجنوبا ظاهرة تعامد الشمس واختفاء الظل التي تحدث مرتين في العام، وتتميز بها أماكن قليلة في العالم تقع بين مداري السرطان والجدي وخط الاستواء .
وكان المسلمون استثمروا منذ القدم هذه الظاهرة من اجل تحديد ااتجاه القبلة، حيث كان القاطنون منهم في اماكن وبلدان بعيدة يقفون في يوم التعامد جاعلين الشمس امامهم فتكون وجوههم حينها مصوبة ناحية القبلة تماماً.
وكان اخرون ممن يقيمون في مناطق قريبة من مكة يعمدون الى غرس قطعة من الخشب في الارض ومراقبة ظلها عند حصول التعامد، وبحيث يكون الاتجاه المعاكس للظل مؤشرا نحو الكعبة المشرفة.
وحتى وقت قريب، ظلت هذه الطريقة هي المعتمدة لتحديد القبلة، التي يتجه اليها المسلمون في كافة انحاء العالم عند الصلاة،وخصوصا للقاطنين منهم في اماكن بعيدة عن مكة.
ولا يقتصر الامر على ذلك فقط، بل استفاد الفلكيون والجغرافيون منذ الاف السنين من ظاهرة التعامد التي اتاحت لهم حساب محيط الكرة الارضية بدقة، والتوصل الى حقيقة انها كروية.