تظاهر مئات الفلسطينيين في غزة الثلاثاء، احتجاجا على محاكمة اربعة فلسطينيين متهمين بالضلوع في هجوم اودى العام الماضي بثلاثة اميركيين، بينما اعربت واشنطن عن عدم قناعتها باجراءات المحاكمة.
وأطلق مسلحون ملثمون أعيرة نارية في الهواء في الوقت الذي ردد فيه المحتجون هتافات يتهمون فيها من يذعن للمطالب الاميركية بالخيانة، اشارة الى الضغوط الاميركية بهدف تقديم المسؤولين عن مقتل الاميركيين الثلاثة، وهم رجال امن، الى العدالة.
وكان رجال الامن الاميركيين لقوا مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة تحت سيارتهم في غزة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
وبدات السلطة محاكمة مغلقة لاربعة اشخاص على خلفية الهجوم، حددت هوية اثنين منهم على انهما من اعضاء لجنة المقاومة الشعبية، بينما وذكرت مصادر فلسطينية ان المتهمين الاخرين هما طالب جامعي يبلغ 22 عاما من العمر وفلسطيني رابع 23 عاما.
غير ان لجان المقاومة الشعبية اكدت ان الاربعة من أعضائها، لكنها نفت أي تورط لها في التفجير.
وقال متحدث باسم لجان المقاومة الشعبية خلال التظاهرة التي سار فيها نحو 500 فلسطيني "نحث الرئيس (ياسر) عرفات على الافراج عن رجالنا."
وعقدت المحاكمة في المحكمة العسكرية بمدينة غزة دون سابق اخطار بعد أيام من شكوى مسؤولين أميركيين من أن السلطة الفلسطينية لم تتعاون بشكل كامل في التحقيقات التي تجرى حول التفجير.
وقال مدع عسكري ان الاربعة شاركوا في زرع قنابل ضد القوات الاسرائيلية في المنطقة التي وقع بها الهجوم على السيارات الاميركية وان هذا من المحتمل أن يكون قد أدى الى مقتل الاميركيين نتيجة للقنابل المزروعة.
وفي مستهل الجلسة التي عقدت السبت أصر اثنان من المشتبه بهم على أنهما لا علاقة لهما بالتفجير.
واعربت الولايات المتحدة عن عدم قناعتها باجراءات المحاكمة.
وقالت روندا شور، العاملة في مكتب الناطق في وزارة الخارجية الأميركية، في تصريحات لوكالة الاسوشييتد برس إنها تخشى الآ يفضي التحقيق إلى نتائج جادة، معتبرة ان الإجراءات المتخذة في السلطة الفلسطينية لا تستوفي المقاييس الدولية التي تطالب الولايات المتحدة بتوفرها.
وكان السفير الاميركي لدى اسرائيل دانييل كيرتزر انتقد هو الاخر المحاكمة، وطالب بالا تكون خلف ابواب مغلقة، وبان تكون التهم اقوى مما هي عليه.
وقال كيرتزر عندما سئل عن جلسة المحكمة خلال حضوره مؤتمر للحاخامين اليهود الاميركيين في مدينة القدس "لا نعتقد ان هذه هي الطريقة للمضي في القضية. نريد ان نشاهد محاكمة علنية."
واردف كيرتزر قائلا "نحن حتى لسنا واثقين من ان لائحة الاتهام..تعكس خطورة الجريمة. لائحة الاتهام تبدو انها توجه لهؤلاء الافراد ارتكاب قتل خطأ بصورة غير متعمدة بدلا مما نطلق عليه جريمة القتل متكاملة الاركان."
وحث كيرتزر الفلسطينيين على الكشف بشكل اكبر عن البيانات الخاصة بالمشتبه فيهم الذين ارجئت محاكمتهم الى يوم 29 شباط/فبراير.
وتتعرض العلاقات المتوترة بالفعل بين الفلسطينيين والولايات المتحدة للمزيد من الصدمات منذ حادث الهجوم على الاميركيين.
فقد اعتبرت واشنطن ان الفلسطينيين لم يبذلوا جهدا كافيا لتعقب قتلة رجال الامن الثلاثة الذين كانوا يرافقون قافلة اميركية ستجري مقابلات للمتقدمين للحصول على منحة فولبرايت الدراسية من ابناء مدينة غزة.
واتهم مستشار الامن القومي الفلسطيني جبريل الرجوب الولايات المتحدة الاسبوع الماضي بابتزاز الفلسطينيين فيما يتعلق بالتحقيقات في القضية.
ومنذ الهجوم منعت الولايات المتحدة مسؤوليها من الذهاب الى غزة وهي خطوة اضرت بجهود عمال المساعدات الانسانية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)