شهدت مدن سودانية عدة بينها العاصمة الخرطوم الاثنين، تظاهرات حاشدة طالب المشاركون خلالها باسقاط الاتفاق الاطاري الذي توصل اليه العسكريون وقوى سياسية مدنية، ونص على مرحلة انتقالية مدتها عامان تنتهي باجراء انتخابات.
وتزامنت التظاهرات التي دعت اليها من "تنسيقيات لجان المقاومة" مع الذكرى الرابعة لـ"ثورة ديسمبر 2018" التي قادت لاطاحة الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019.
وردد المتظاهرون هتافات مناوئة للعسكريين الذين يسيطرون على السلطة في البلاد منذ اطاحة البشير، وطالبوا بالحكم المدني الكامل.
كما رفعوا الاعلام الوطنية ولافتات كتب عليها: "لا للحكم العسكري" و"دولة مدنية كاملة" و"لا للاتفاق الإطاري".
وكان المجلس الانتقالي العسكري وعدد من القوى السياسية والمدنية وقعوا اتفاق اطاريا في الخامس من الشهر الجاري، ينص على مرحلة انتقالية يقودها مدنيون، وتنتهي في غضون عامين باجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة.
وتم التوصل الى صيغة الاتفاق بعد مشاورات مطولة شاركت فيها الامم المتحدة والاتحاد الافريقي، والدول المنضوية في ما يعرف بالرباعية الدولية المؤلفة من السعودية والامارات والولايات المتحدة وبريطانيا.
وعمدت قوات الامن قبيل التظاهرات الى اغلاق طرق مؤدية الى القصر الرئاسي وقيادة الجيش في الخرطوم، مستخدمة في ذلك الحواجز الأسمنتية والأسلاك الشائكة، كما منعت الوصول إلى جسور رئيسية تربط العاصمة "بأم درمان.
ومن جانبهم، أغلق متظاهرون شوارع رئيسة وفرعية في الخرطوم بالحواجز الأسمنتية وجذوع الأشجار، واضرموا النار في الاطارات.
واطلقت قوات الأمن قنابل الصوت والغاز المدمع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بدورهم برشقها بالحجارة ومقذوفات اخرى.

وخرجت تظاهرات مماثلة في كل من مدن أم درمان وبحري، ومدني والدمازين وعطبرة وبورتسودان ونيالا والفاشر.
وتم التوصل الى الاتفاق الاطاري ضمن مساعي محلية ودولية لحل الازمة السياسية التي اعقبت قيام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بحل مجلسي السيادة والحكومة، واعلان حالة الطوارئ، فضلا عن الزج بالعديد من الوزراء والسياسيين في السجون.
وتصف المعارضة اجراءات البرهان بانها انقلاب عسكري تكفل بالقضاء على مسار مرحلة انتقالية بدأت في اب/اغسطس 2019، وتقاسم الجيش خلالها السلطة مع قوى مدنية والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا عام 2020.
وكان مقررا أن تفضي هذه المرحلة الانتقالية الى إجراء انتخابات في 2024.