تظاهر عشرات الالاف في سوريا في ما اطلق عليه اسم "جمعة من جهز غازيا فقد غزا"، في ظل استمرار العمليات العسكرية والامنية للقوات السورية النظامية والاشتباكات مع المنشقين.
يأتي ذلك غداة تبنى مجلس الامن الدولي بيانا في اجتماع الخميس، يدعو "الحكومة السورية الى التطبيق العاجل والواضح لالتزاماتها" بحلول العاشر من نيسان/ابريل على ان يتبع ذلك وقف لاطلاق النار خلال 48 ساعة.
وقال المجلس انه استنادا الى تقارير انان حول ما ينفذه الرئيس السوري بشار الاسد، فانه "سيدرس اتخاذ مزيد من الاجراءات المناسبة".
وقالت دمشق في رسالة الى رئاسة مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم ان "الاعمال الارهابية التي ترتكبها المجموعات المسلحة في سوريا تصاعدت وخاصة منذ التوصل الى التفاهم المتعلق بخطة انان" بحسب ما نقلت وكالة سانا.
واضافت "تصاعد التحريض ايضا من قبل اطراف تدعي حرصها على سوريا وعلى اهمية انجاح مهمة المبعوث الدولي الخاص وتمارس تلك الاطراف في الوقت نفسه اعمالا تتناقض مع خطة أنان ومع عودة الأمن والاستقرار إلى سوريا".
من جهة اخرى، شكك معارضون سوريون في التزام دمشق بخطة انان.
وقال المعارض البارز انور البني لوكالة فرانس برس "اتمنى ان يلتزم النظام بخطة أنان، ولكني اعتقد انه لن يلتزم، لان التزامه يعني المزيد من التظاهرات السلمية، وعندما يصبح التظاهر مليونيا سيسقط النظام بطريقة سلمية".
وتقضي خطة انان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق سراح المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.
وشهدت مناطق عدة في سوريا تظاهرات الجمعة للمطالبة بدعم الجيش السوري الحر رغم اعمال العنف التي اسفرت عن مقتل 35 شخصا من بينهم 22 مدنيا وتسعة جنود واربعة منشقين.
وقدر المرصد السوري لحقوق الانسان المشاركين في تظاهرات اليوم ب"عشرات الالاف رغم العمليات العسكرية المستمرة في مختلف مناطق البلاد".
ففي دمشق، خرجت تظاهرات طيارة في احياء قدسيا والميدان والعسالي والقدم والمزة رغم الانتشار الامني الكثيف، نادت باسقاط النظام وتسليح الجيش الحر، بحسب ما افاد عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي، الذي اشار الى مهاجمة قوات الامن المتظاهرين وتنفيذ حملة اعتقالات.
ورفع المتظاهرون في حي القابون لافتات "الساحات العامة ستشهد الملايين عند سحب الحواجز".
وفي ريف دمشق، رفع متظاهرون في الزبداني لافتات "كلما صعدت درجات القمع اكثر كلما كان سقوطك مدويا"، و"لن يطبق النظام خطة انان لانها ستكون نهايته".
يأتي ذلك فيما شهدت مناطق الريف اشتباكات ليلا وصباحا بين القوات النظامية ومنشقين اسفرت عن مقتل مدنيين اثنين واربعة جنود نظاميين.
وفي حلب (شمال) افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي بخروج 32 تظاهرة، في احياء المدينة "تتراوح اعداد المشاركين فيها بين المئات، والالاف بحسب المناطق".
وطغت على التظاهرات الشعارات والهتافات المتضامنة مع مناطق ريف حلب الذي بدأت فيه امس عملية عسكرية واسعة النطاق للقوات السورية النظامية.
وقال الحلبي ان "معظم التظاهرات ووجهت باطلاق الرصاص للحيلولة دون التقاء التظاهرات" مشيرا الى اعتقال "أكثر من ثلاثين متظاهرا".
واضاف الحلبي "اللافت اليوم كان خروج تظاهرات في مدن تعرضت امس للقصف مثل تل رفعت وحريتان وحيان" في الريف، حيث هتف المتظاهرون "خاين خاين الجيش السوري خاين".
واسفرت العمليات العسكرية في الريف عن مقتل سبعة مدنيين واربعة جنود نظاميين، بحسب المرصد.
وفي محافظة حماة (وسط) التي سقط فيها ثلاثة قتلى بنيران القوات النظامية والشبيحة بحسب المرصد، خرجت تظاهرات في احياء جنوب الملعب والقصور والشيخ عنبر والحميدية من المدينة للمطالبة باسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر وتضامنا مع المدن المحاصرة واجهتها قوات الامن باطلاق النار، بحسب ما افاد عضو مجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي.
وقال ابو غازي ان احياء في المدينة شهدت اطلاق نار متقطعا تزامنا مع موعد خروج التظاهرات بعد صلاة الجمعة، مشيرا الى تعرض مدينة كرناز للقصف عقب خروج التظاهرات فيها.
وفي كفرنبودة في ريف حماة، اظهر مقطع بث على الانترنت متظاهرين يقفون خلف قضبان ويرفعون لافتات "اذا اراد السيد انان كشف كذب النظام السوري فليأت الى كفرنبودة".
وفي بلدة خطاب، اظهر مقطع بثه ناشطون تظاهرة حاشدة ردد فيها المتظاهرون شتائم ضد الرئيس الراحل حافظ الاسد وبشار الاسد وشقيقه ماهر، وهتفوا "ما منركع الا لله".
وهتفوا "اسأل مسيحيين واسلام الشعب يريد اعدامك بشار".
وفي درعا (جنوب) افاد عضو تنسيقيات حوران لؤي رشدان ان محافظة درعا "شهدت اليوم اكبر تظاهرات مقارنة مع الاسابيع الماضية".
واوضح رشدان ان "ازدياد حدة العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاسد، وغضب السكان من عدم تسليم القوى الامنية جثث القتلى الى ذويهم، واعتماد النظام سياسية حرق المنازل ولدت غضبا شعبيا كبيرا في المحافظة".
وقال رشدان ان الاف المتظاهرين خرجوا في بصر الحرير بالالاف، ومدن ابطع والحارة والغارية الغربية، وانخل ودرعا المحطة والنعيمة.
وفي محافظة حمص (وسط) ورغم العمليات العسكرية المستمرة على المدينة وريفها التي اسفرت الجمعة عن مقتل ثمانية مدنيين واربعة منشقين وجندي نظامي بحسب المرصد، اظهرت مقاطع بثت على الانترنت تظاهرة في حي الوعر هتف فيها المتظاهرون "ما رح نركع ما رح نركع جيبوا الدبابة والمدفع".
وفي محافظة ادلب (شمال غرب) عثر على جثمان رجل في مدينة خان شيخون كانت القوات النظامية اعتقلته بعد منتصف الليل.
واظهرت مقاطع على الانترنت تظاهرة حاشدة في مدينة سرمين التي اقتحمتها القوات النظامية وعادت وانسحبت منها في الايام الماضية، رفع المتظاهرون فيها لافتات "مع كل قطرة دم نزداد اصرارا" و"لن نركع الا لله".
وفي محافظة الحسكة (شمال شرق) ذات الغالبية الكردية خرجت تظاهرات حاشدة رفعت فيها الاعلام الكردية والاعلام السورية قبل حزب البعث، وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل الرئيس السوري.
وفي دير الزور (شرق) عثر على مواطن مقتولا بالرصاص في مدينة القورية، وفقا للمرصد.
واظهرت مقاطع متظاهرين في دير الزور يرقصون على وقع اغان منددة بالرئيس السوري.
كما ردد المتظاهرون هتافات "خافوا الله يا عرب، يا عرب قتلتونا".
وفي سياق آخر، دعت تركيا الامم المتحدة والمجتمع الدولي الجمعة الى تكثيف جهودها لمساعدة اللاجئين السوريين بعد تدفق اعداد قياسية منهم عبر الحدود خلال اقل من يومين.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو "لم ندخر جهدا في استيعاب السوريين الفارين من العنف في وطنهم، ولكن اذا استمروا في الوصول بهذه الوتيرة، فنحتاج الى تدخل الامم المتحدة والمجتمع الدولي".
ووصل الى 23835 عدد اللاجئين السوريين المتواجدين على الاراضي التركية.