تطويق الجيش السوري لحلب يضعف المعسكر الغربي

تاريخ النشر: 09 فبراير 2016 - 03:43 GMT
تطويق الجيش السوري لحلب يضعف المعسكر الغربي
تطويق الجيش السوري لحلب يضعف المعسكر الغربي

بحصاره لحلب وتوجيهه ضربة قاسية إلى المقاتلين المعارضين، تمكن النظام السوري بدعم موسكو من افشال الهدف الثلاثي المعلن من قبل الغربيين وهو، اسقاط الرئيس بشار الأسد ولجم تدفق اللاجئين وهزم الجهاديين في تنظيم الدولة الاسلامية.

ورأت المتحدثة السابقة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني انه “مع القوة العسكرية السورية ندخل في حرب غير متناسقة. فان استعاد النظام السوري حلب بمساعدة الروس فستكون نهاية الحرب بمفهومها التقليدي”.

تمكنت القوات النظامية السورية مدعومة من روسيا وايران وحزب الله اللبناني في فرض طوق شبه كامل على حلب التي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء منها. وخسارة ثاني مدن البلاد بشكل كامل سيضعف كثيرا المقاتلين الذين يواجهون اصلا صعوبات على جبهات اخرى”.

وهجوم القوات النظامية على المقاتلين في حلب أدى إلى هرب عشرات الاف السوريين إلى الحدود التركية على امل اللحاق بملايين من مواطنيهم اللاجئين في المنطقة او في اوروبا.

وتوقعت قضماني في حال خسارة المدينة “ان تنتقل المقاومة الى استراتيجية اخرى، على الارجح حرب العصابات” لمواجهة “قوة الاحتلال” المتمثلة بحسب قولها بالميليشيات المختلفة التي تدعم الجيش السوري.

ولفت جوليان بارن-داسي خبير العلاقات الخارجية في المجلس الاوروبي الى “ان الحرب الاهلية تغذي ازمة انسانية مريعة مع انعكاسات اكيدة على (الموضوعين) الكبيرين اللذين يثيران قلق الغربيين وهما اللاجئون والتطرف”.

وفضلا عن هذين الجانبين، فان استعادة القوات الحكومية لحلب سيضر بالاستراتيجية التي يتبعها الغربيون. فبعد ان قيل انه كان في صعوبة كبيرة قبل عام، سيجد بشار الاسد نفسه من جديد في موقع قوة امام واشنطن وباريس وانقرة او بعض الدول العربية مثل السعودية التي اقسمت على اسقاطه.

وفي حال استعادة حلب من قبل القوات السورية فان المفاوضات السورية ان استؤنفت يوما “ستجري بدون المعارضة” برأي انييس لوفالوا المستشارة والمتخصصة في شؤون الشرق الاوسط.
ومفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة الموصوفة ب”المعتدلة”، المفترض ان تتقدم باتجاه حل سياسي في سوريا، ارجئت في مطلع شباط/ فبراير بعد ستة ايام من الانتظار والمساومات غير المجدية.

- اوهام بشأن حل دبلوماسي -
طالبت المعارضة بوقف عمليات القصف الروسي ورفع الحصار عن نحو خمس عشرة مدينة يعيش فيها حوالى 500 الف شخص محرومين من اي مساعدة انسانية بحسب الامم المتحدة.

وفي نفس الوقت اعلن حصار شبه كامل لحلب ما يضع المقاتلين المعارضين مرة اخرى في موقع ضعيف.

ولفتت انييس لوفالوا الى ان تطور الوضع على الارض “قد يسمح لبشار (الاسد) بابراز معارضة قد يختارها بنفسه. اناس مقبولون بالنسبة له مثل معارضين من الداخل او اناس امثال هيثم مناع″ الناشط الحقوقي.

واعتبرت “ان مشروع الروس قد ينجز حينذاك” وهو جعل بشار الاسد التي تدعمه موسكو وطهران فيما يطالب الغربيون برحيله “الحصن الوحيد ضد (تنظيم) الدولة الاسلامية”.

لكن ذلك سيكون بنظرها حسابا خاطئا، لان هذا الاستقطاب الثنائي “النظام ضد داعش” سيدفع المجتمع السني الى احضان التنظيم الجهادي الذي سيطرح نفسه “المدافع الوحيد عن السنة في وجه النظام السوري” القريب من الشيعة.

وتعتبر باريس ان بقاء بشار الاسد يعني “تزويد داعش بالوقود”.

وراى كولومب ستراك الخبير في مجموعة “اي اتش اس″ في لندن ان خطأ الغربيين كان “في دعم المعارضين مع فكرة انهم سيحاربون داعش وليس الحكومة. لكن ذلك لم ينجح”.

الى ذلك حذر حسن حسن من معهد التحرير لسياسات الشرق الاوسط من ان اي هزيمة تلحق بالمعارضين “المعتدلين” قد يفسح المجال امام تنظيم الدولة الاسلامية.

واعتبر “ان المعارضين يعتقدون انهم بصدد خسارة الحرب. وذلك يوفر فرصا امام مجموعات متطرفة جديدة. فان استعاد النظام السيطرة على بعض هذه المناطق، سيتمكن تنظيم الدولة الاسلامية من العودة اليها بسهولة. سيكون ذلك احد المواضيع الكبرى في الاشهر المقبلة”، مضيفا ان الغربيين “يغرقون في اوهام” ان اعتقدوا ان حلا دبلوماسيا ما زال ممكنا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن