تصعيد وشيك بين أفغانستان وباكستان بعد انهيار مفاوضات أنقرة والدوحة

تاريخ النشر: 28 أكتوبر 2025 - 06:14 GMT
_

تشهد العلاقات بين أفغانستان وباكستان توتراً متصاعداً بعد فشل المفاوضات التي استضافتها تركيا برعاية أنقرة والدوحة، في التوصل إلى اتفاق ينهي الاشتباكات الحدودية المستمرة بين البلدين. فقد توقفت المعارك مؤقتاً بهدنة قصيرة أفسحت المجال للمفاوضات، لكنها انتهت دون نتائج ملموسة، لتعود أجواء القلق والاحتقان إلى الواجهة.

وحذّرت كابول من أن أي اعتداء من الجانب الباكستاني سيُقابَل برد مماثل وربما أشد، فيما كشفت وسائل الإعلام الباكستانية عن استعداد جيش البلاد لتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف مواقع لحركة طالبان الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية، بالتزامن مع تحركات عسكرية على الحدود لإنشاء منطقة عازلة بين البلدين.

وقال مصدر في وزارة الدفاع الأفغانية لصحيفة العربي الجديد إن القوات الأفغانية في "أعلى درجات الجاهزية" للدفاع عن سيادة البلاد، مضيفاً أن الحكومة كانت تعوّل على مفاوضات تركيا، لكنها لن تتهاون في الرد إذا تعرّضت لأي اعتداء. وأشار المصدر إلى أن "الرد هذه المرة قد يصل إلى استهداف العاصمة الباكستانية إسلام أباد" في حال مهاجمة كابول.

من جانبه، أوضح مصدر مقرب من وفد حكومة طالبان المفاوض أن من أبرز أسباب تعثر المحادثات مطالبة باكستان بالسماح لطيرانها بشن غارات ضد طالبان الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية، إلى جانب رفض كابول مرور الطائرات الأميركية من الأجواء الباكستانية إلى الأجواء الأفغانية، وهو ما اعتبرته خرقاً لسيادتها. وأكد المصدر أن إسلام أباد رفضت الطلب الأفغاني بمنع استخدام مجالها الجوي لأي عمليات من هذا النوع.

وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام باكستانية عن مصادر عسكرية اتهامها لطالبان الأفغانية بأنها "غير جادة" في التعاون للقضاء على طالبان الباكستانية، معتبرة أن الجانب الأفغاني تسبب في إفشال الحوار عمداً. وأضافت أن الجيش وسلاح الجو الباكستانيين في حالة استعداد قصوى لتنفيذ هجمات داخل أفغانستان "في أي لحظة"، بحجة استمرار هجمات طالبان الباكستانية داخل أراضيها.

وفي خضم هذا التصعيد، حذّر الجنرال الباكستاني المتقاعد عادل راجه من مغبة القيام بعمل عسكري داخل أفغانستان، مؤكداً عبر قناته على يوتيوب أن الجيش الباكستاني "وعد واشنطن ودولاً غربية بإسقاط نظام طالبان"، معتبراً أن أي تحرك في هذا الاتجاه سيجرّ "كارثة على باكستان والمنطقة بأسرها".

ميدانياً، تتواصل أعمال العنف في باكستان، حيث استهدفت تفجيرات وهجمات مسلحة عدة مناطق، أبرزها هجوم على رتل للجيش في مقاطعة خيبر القبلية، أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 15 آخرين، فيما أعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إن مسلحيها تمكنوا من أسر عدد من الجنود.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن