كثّفت الفرقة 91 الإسرائيلية تدريباتها العسكرية مؤخراً على جبهة الشمال، في خطوة تعكس – بحسب محللين عسكريين – استعداداً لاحتمال تصعيد ضد لبنان بهدف تقويض قدرات حزب الله ومنعه من إعادة تنظيم صفوفه.
وجاءت هذه المناورات، وهي الأولى للفرقة منذ عامين من القتال في قطاع غزة، لتعزيز الكفاءة والجاهزية القتالية في ظل سيناريوهات متعددة، خاصة بعد إعادة انتشارها من غزة إلى قيادة المنطقة الشمالية.
وتُعرف الفرقة 91 بـ"فرقة الجليل"، وهي مسؤولة عن كامل الحدود مع لبنان من رأس الناقورة غرباً وحتى مزارع شبعا المحتلة شرقاً. وشاركت في المناورات قوات من البر والبحر والجو، وشملت تدريبات على التصدي لتسلل مقاتلين عبر الحدود، وهجمات بطائرات مسيّرة من الشمال.
وخلال تفقده للتمارين، شدد رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، على ضرورة الحفاظ على أقصى درجات الجاهزية في جميع الجبهات، والاستمرار في إحباط "التهديدات النشطة".
في السياق، قال الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي، في تحليل لقناة الجزيرة، إن تدريبات الفرقة 91 تتجاوز الطابع الروتيني، مرجحاً أن تكون مقدّمة لعمل عسكري ضد لبنان، خصوصاً جنوب نهر الليطاني، في ظل تصاعد الضغوط الأميركية على الاحتلال الإسرائيلي لنزع سلاح حزب الله.
وأشار الفلاحي إلى أن تل أبيب ترفض بقاء أي تهديد عسكري فاعل على حدودها الشمالية، سواء من لبنان أو سوريا أو حتى غزة، ما يجعل هذه المناورات تحمل أبعاداً تتجاوز الاستعداد الدفاعي البسيط.
وكانت الفرقة 91 من أوائل القوات التي سُحبت من قطاع غزة عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لتتولى قيادة العمليات في الشمال إلى جانب ثلاث فرق عسكرية أخرى.