تشييع زعيم حماس..واشنطن واليابان تدعوان لضبط النفس الدول العربية وفرنسا وبريطانيا تدين

تاريخ النشر: 22 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

شيع الفلسطينيون في غزة اليوم الشيخ احمد ياسين وتسعة شهداء سقطوا معه اليوم فيما توالت ردود الفعل حيث دعت اليابان وواشنطن واستراليا الى ضبط النفس وادانت الدول العربية وبريطانيا وفرنسا عملية الاغتيال. 

تشيع الشيخ ياسين 

بدأ في غزة تشييع الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الذي اغتيل في غارة اسرائيلية فجر اليوم الاثنين، بحضور عشرات الالاف من انصاره. ولف جثمان الشيخ ياسين بعلم حماس الاخضر وحمله مسلحون من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري في الحركة. 

وانتقلت الجنازة من مستشفى الشفاء باتجاه منزل الشيخ ياسين على ان تتجه بعد ذلك الى مسجد في وسط غزة لاقامة صلاة الميت. وسيوارى الشيخ ياسين الثرى في "مقبرة الشهداء" في غزة. 

ردود فعل 

وجهت الولايات المتحدة اليوم نداء ملحا الى جميع اطراف النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، من اجل التزام الهدوء وضبط النفس بعد اغتيال الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس). 

وأدانت بريطانيا اغتيال إسرائيل الشيخ أحمد ياسين وقالت ان هذه خطوة من غير المرجح أن تساعد على الحد من الارهاب. 

وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ان اسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها ضد الارهاب لكنه ليس بوسعها أن تلجأ لاساليب خارج نطاق القانون الدولي. 

وفي طوكيو، قال كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية ان بلاده تشعر بالقلق من أن يؤدي اغتيال اسرائيل للزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى تصاعد أعمال العنف وتريد من اسرائيل ضبط النفس. 

وقال ياسو فوكودا كبير أمناء مجلس الوزراء "بلادنا تدعو الحكومة الاسرائيلية بقوة الى ممارسة أقصى حد من ضبط النفس وبذل الجهود للحفاظ على هدوء الأوضاع." 

وأبلغ فوكودا الصحفيين " نحن نشعر بقلق بالغ من أن يدفع ذلك المتشددين الفلسطينيين لتكثيف أعمال العنف." 

ودعت وزيرة الخارجية يوريكو كاواجوتشي الفلسطينيين كذلك للتحلي بالهدوء. 

وقالت في بيان "نأمل أن يرد الجانب الفلسطيني بهدوء حتى لا تتسبب هذه الواقعة في تدهور الوضع بدرجة أكبر". 

ودعت استراليا الى ضبط النفس وحملت الشيخ احمد ياسين مسؤولية "الكثر من الهجمات الارهابية". 

الدول العربية تدين 

وفي عمان، دان رئيس الوزراء الاردني فيصل الفايز عملية اغتيال الشيخ احمد ياسين وعدد من رفاقه. 

وقال رئيس الوزراء في بيان نشرته وكالة الانباء الاردنية الرسمية "بترا" اننا فوجئنا اليوم بتصعيد إسرائيلي خطير تمثل بعملية اغتيال الشيخ احمد ياسين وعدد من رفاقه مما يمثل جريمة جديدة تضاف الى الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وتشكل انتهاكا خطيرا لكل الاعراف والمواثيق 0 

اننا في الحكومة ندين بشدة هذه الجريمة النكراء ونوءكد ان هذا التصرف يزيد من دوامة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة ويؤدي الى مزيد من الدماء ويقوض فرص السلام العادل والشامل الذي تسعى له شعوب المنطقة. 

وقال اننا إذ نؤكد ادانتنا لهذه الجريمة النكراء لنعزي ابناء الشعب الفلسطيني باستشهاد الشيخ احمد ياسين ورفاقه. 

واضاف اننا نطالب اسرائيل بالانسحاب الفوري من الاراضي الفلسطينية المحتلة والتخلي عن ذرائعها الامنية وعمليات القتل المستمر التي تقوم بها بحق اشقائنا واخواننا أبناء الشعب الفلسطيني 0 

واكد الفايز ان الحكومة الاردنية ستواصل تحركاتها على كافة الصعد والمحافل وبكل السبل لوقف هذه الانتهاكات الاسرائيلية ووضع حد للاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني وصولا الى تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة 0 

وقالت الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر في تصريح لوكالة الانباء الاردنية ان الحكومة الاردنية ترى في هذه المجزرة اهدارا لفرص التوصل الى سلام عادل وشامل ودائم ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.  

واعادت الناطق الرسمي التأكيد على موقف الاردن الثابت الرافض لسياسة الاغتيالات التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية والتي لا يترتب عليها سوى المزيد من التصعيد والعنف مشددة على ان هذه السياسة تمثل إصرارا على نهج مضاد للمساعي 

العربية والدولية الرامية للتوصل الى سلام حقيقي يضمن الامن والاستقرار للمنطقة.وبينت ان الحكومة الاردنية ستقوم بكل الاتصالات الضرورية عربيا ودولي المواجهة هذا التصعيد الخطير. 

مصر 

وأدان الرئيس المصري حسني مبارك اغتيال الشيخ احمد ياسين باعتباره عملا وحشيا سيُفشل كل الجهود الرامية الى إحياء عملية السلام في المنطقة. 

وقال مبارك للصحفيين "نحن ندين هذا الاعتداء بمقتل الشيخ ياسين أحد الرموز الاساسية  

في فلسطين. 

"هذا اجراء وحشي لا يتصور ... وليس له معنى وغير محسوبة تداعياته وهو شيء  

مؤسف للغاية." 

وتابع مبارك قائلا ان اغتيال زعيم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) سيؤدي الى افشال  

جهود السلام وستكون له آثار على المنطقة كلها. 

والغى الرئيس المصري المشاركة المصرية في الاحتفالية التي كانت ستشهدها الكنيست الاسرائيلي بمناسبة توقيع اتفاقية كامب ودان علمية الاغتيال. 

لبنان 

ودان الرئيس اللبناني اميل لحود بشدة اغتيال المرشد الروحي لحركة "حماس" الشيخ احمد ‏ ‏ياسين وبعض المصلين الذين كانوا برفقته.‏ ‏  

واعتبر الرئيس لحود في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي تلقته وكالة الانباء ‏ ‏الكويتية "كونا" هنا اليوم ان هذه الجريمة تعبر عن افلاس اسرائيل التي ستلقى في ‏ ‏الاراضي الفلسطينية المصير نفسه الذي لقيته في جنوب لبنان".‏ ‏ وقال ان عملية الاغتيال تأتي في سلسلة الجرائم التي ترتكبها اسرائيل يوميا بحق ‏ ‏الشعب الفلسطيني وان هذه الجرائم لن تردع هذا الشعب عن الاستمرار في مقاومته .‏ ‏ واضاف ان اسرائيل تخطيء اذا ظنت انها بقتل المقاومين تستطيع ان تقتل قضية ‏ ‏فلسطين التي عنوانها الحق والعدالة".‏ ‏ واضاف ان " اغتيال اي رمز لا يمكن ان يؤدي الى اغتيال الحقوق بل سيزيد ‏ ‏المقاومين اصرارا على استعادتها حتى ترضخ اسرائيل للقوانين والقرارات والاعراف ‏الدولية".‏ ‏  

وذكر البيان ان الرئيس لحود قدم تعازيه الى الشعب الفلسطيني منوها بنضال الشيخ ‏ياسين. 

الكويت 

واعرب رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد ‏ ‏الجابر الصباح اليوم عن اسفه وحزنه لاغتيال زعيم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس).‏ ‏  

وطالب الشيخ صباح في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "العالم كله ‏ ‏بالتحرك وخصوصا الدول المسؤولة عن القضية الفلسطينية".‏ ‏  

ودعا الشيخ صباح بالمغفرة والرحمة للشيخ ياسين متمنيا لفلسطين وشعبها ‏ ‏الاستقرار.‏ ‏  

واشار الى ان عملية اغتيال الشيخ ياسين ستبحث في مؤتمر القمة العربية المقرر عقدها اواخر الشهر الجاري في تونس.‏ ‏ واعرب عن اعتقاده بان العنف سيزداد في الاراضي الفلسطينية بعد اغتيال الشيخ ‏ ‏ياسين "لان العنف لايولد الا العنف". 

ودان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام اكبر هاشمي ‏ ‏رفسنجاني بشدة اليوم اغتيال اسرائيل الزعيم الروحي لحركة "حماس" الفلسطينية ‏ ‏الشيخ احمد ياسين.‏ ‏  

وقال رفسنجاني في بيان صحفي نشر هنا اليوم ان "اغتيال العالم المجاهد الشيخ ‏ ‏احمد ياسين على يد الكيان الارهابي الصهيوني يكشف مرة اخرى للعالم اجمع الوجه ‏ ‏الكريه لهذا الكيان الغاصب ".‏ ‏ ووصف استشهاد ياسين " على يد اشقى المجرمين واكثرهم عداء للحرية والانسانية" ‏ ‏بانه "نهاية مباركة لرجل قضى عمره مجاهدا لاستعادة الحق الفلسطيني ومواجهة ‏ ‏المحتلين الصهاينة". ‏ ‏  

واعتبر رفسنجاني ان "استشهاد هذا المجاهد الكبير سيكون كما هو الحال بالنسبة ‏ ‏لكل الشهداء في سبيل الله دافعا قويا لمواصلة الجهاد ضد الارهابيين الصهاينة ‏ ‏وحماتهم الاميركيين".‏ ‏ وكان الشيخ احمد ياسين استشهد فجر اليوم لدى تعرضه لغارة جوية اسرائيلية عقب ‏ ‏خروجه من احد مساجد قطاع غزة. 

استشهاد الشيخ  

واستشهد الشيخ أحمد ياسين لدى مغادرته مسجدا يوم الاثنين في هجوم بطائرات هليكوبتر اسرائيلية فيما يعد أكبر عملية اغتيال تقوم بها اسرائيل منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ثلاث سنوات. 

وروى شهود عيان ان الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واثنين من مرافقيه كانوا يهمون بمغادرته المسجد القريب من منزله في حي الصبرة في مدينة غزة عندما تحولت اجسادهم اشلاء بثلاثة صواريخ اطلقها الطيران الاسرائيلي فجر .  

واثار اغتيال ياسين موجة غضب عارمة ويهدد بتدهور خطير في المواجهة الاسرائيلية الفلسطينية. 

وقال ابو ايمن الشغنوبي وهو جار الشيخ وكان في طريقه من المسجد "عندما اطلق الصاروخ الاول باتجاه الشيخ رأيته مع اثنين من مرافقيه وعندما اطلق الصاروخ الثاني رايت الشيخ يتحول الى اشلاء تتطاير في الهواء". وتابع "رأيت ثلاث طائرات تحلق في الجو بعد الصواريخ الثلاثة وعلى الفور اسرعت مع عدد من الناس المصلين لانقاذ الشيخ والجرحى لكنه كان قد تحول الى اشلاء. رأيت وجهه وبه ضرب في الراس ودماغه على الاراض (...) رحت ابكي واغمي علي". 

وفي وسط الشارع بين منزل الشيخ ياسين ومسجد المجمع الاسلامي على بعد مئات الامتار، بدت الدماء في كل مكان وغطت اشلاء جدران منزل مكون من طابقين في شرق الشارع. وكان عدد من رجال الاسعاف والمواطنين يقومون بجمع اشلاء في الشارع وعلى اسطح بعض المنازل المجاورة. وقال صلاح العمودي "كنا في المسجد نصلي الفجر. وعندما غادرنا المسجد طرح (الشيخ) السلام علينا ثم سمعت اول صاروخ ذهبت لانقاذهم". 

وتحدث هذا الشاهد العيان عن "هول الصدمة" التي اصابته، موضحا انه ساهم في نقل "اشلائه واشلاء الشهداء" الى المستشفى. وقال "عندما حدث القصف لم اكن مصدق ما يجري". وشوهدت بقايا الكرسي المتحرك الذي يستخدمه الشيخ احمد ياسين واطاراته الصغيرة متفحمة. كما شوهدت سيارة جيب خضراء كانت متوقفة على باب منزل وقد لحقت بها اضرار وتحط الزجاج الامامي بينما التصقت على جنبات الجيب بعض الاشلاء الصغيرة ودماء. 

وذكر شهود عيان ان الصواريخ الثلاثة لم تحدث حفرة كبيرة كما يجري عادة، بل يبدو ان شظايا منها تناثرت في الطبقة الاسفلتية. واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان ان ردها على اغتيال الشيخ ياسين سيكون "فوريا ومزلزلا". وقالت "قررنا الرد الفوري والذي سيكون مزلزلا في كل مكان حتى تدمير دولة الكيان الصهيوني"، مؤكدة "سنضرب في كل مكان وسيكون ردنا غير متوقع". 

وعلى الرغم من ان الفلسطينيين يتوقعون ان تستهدف عمليات الاغتيال اي شخصية منهم، اصاب اغتيال الشيخ ياسين اهالي قطاع غزة بصدمة هائلة. وقال محمد الذي توجه الى مستشفى الشفاء في غزة "جئت عندما سمعت في الاخبار ان الشيخ المجاهد ياسين استشهد (...) انها عملية جبانة وحقيرة يجب ان يذوق (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون من الكأس نفسه". 

واضاف ان هذا الاغتيال "يعني ان شارون يريد تفجير المنطقة باسرها (...) والقسام ستقوم برد فعل قوي على هذه الجريمة". اما ابو احمد عبد العال وهو من جيران الشيخ ياسين، فقد قال "حسبنا الله على اليهود. انهم لا يريدوا السلام ولا الاستقرار. الشيخ مات وهذه امنيته الشهادة طول عمره كل الناس تحب الشيخ ياسين ولا يمكن ان ننساه". 

وفور وقوع العملية وصل الى محيط منزل القسام حوالي ثلاثين من اعضاء كتائب القسام المسلحين والملثمين، بعضهم يحمل قذائف مضادة للدبابات (ار بي جي) او قاذفات هاون. 

وقال احدهم ان قيادة الجناح العسكري لحماس "قررت الرد الفوري في كل مكان والذي سيكون مزلزلا حتى تدمير دولة العدو الصهيوني". واضاف ان "الحرب اصبحت مفتوحة وعليهم ان يتحملوا النتائج". ولم تمض ساعة على على الغارة الاسرائيلية حتى تجمع اكثر من ثلاثة الاف شخص قرب المنزل ورددوا هتافات منها "الانتقام الانتقام يا كتائب القسام".  

وقال خالد الرنتيسي في غزة ان نبأ اغتيال الشيخ ياسين "نزل علي كالصاعقة". 

واضاف ان قتل الشيخ ياسين هو "اغتيال رمز من رموز شعبنا (...) الشيخ ليس شخصا عاديا بل رمز للشعب والامة الاسلامية. حتى لو اغتالوه سيبقى في عقولنا وقلوبنا". 

وتابع ان "اغتياله سيفجر كل فئات الشعب للتصدي للعملاء والجبناء". من جانبه، قال امجد عرفات (30 عاما) ان اغتيال الشيخ ياسين "فاجعة (...) ولم اصدق ما حدث"—(البوابة)—(مصادر متعددة)