حث ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي، اوروبا على الانضمام لجهود بلاده الرامية الى تشجيع الديمقراطية في ايران والعالم العربي، وايجاد نهاية للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، باعتبار ذلك مفتاحا لكسب ما اسماها بالحرب العالمية على الارهاب.
وقال تشيني امام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يحضره سياسيون ورجال اعمال في منتجع دافوس بسويسرا "يجب ان نواجه ايديولوجيات العنف في المصدر من خلال الترويج للديمقراطية في انحاء الشرق الاوسط الاكبر وما وراء ذلك."
وفي كلمة استهدفت اصلاح العلاقات على جانبي المحيط الاطلسي التي توترت نتيجة للنزاع المرير بشأن حرب العراق وصف تشيني الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على الارهاب بعبارات شاملة أقل حدة لمواجهة الانتقادات بأن واشنطن تركز بطريقة ضيقة على الحلول العسكرية.
وقال ان اوروبا والولايات المتحدة يجب ان ينضما الى تشجيع الحكومة الايرانية "للالتزام بالمطالب المشروعة للشعب الايراني".
كما حث تشيني اوروبا على المساعدة في دعم الاصلاحات في اماكن اخرى في الشرق الاوسط والعمل من اجل ايجاد حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وقال تشيني "استراتيجيتنا المستقبلية لارساء الحرية تلزمنا بدعم اولئك الذين يعملون ويضحون من اجل الاصلاحات في انحاء الشرق الاوسط الاكبر. اننا نحث اصدقاءنا وحلفاءنا الديمقراطيين في كل مكان وفي اوروبا بوجه خاص على الانضمام الينا في هذه الجهود."
وحذر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الجمعة في دافوس من انتهاج "قانون الغاب" في قضية الامن العالمي.
واتهم العديد من الزعماء العرب والمسلمين الولايات المتحدة بالنفاق والمعايير المزدوجة في جهودها الانتقائية للديمقراطية ونزع الاسلحة في الشرق الاوسط التي قالوا انها تتجاهل الاسلحة النووية الاسرائيلية وسلوك اسرائيل.
وأقر تشيني بجهود اوروبا لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط وأكد مجددا التزام واشنطن بحلف شمال الاطلسي.
وقال ان مستقبل حلف الاطلسي يقع خارج قلب اوروبا وحث اوروبا على تطوير قدراتها العسكرية في مجال الاسلحة بعيدة المدى.
كما حث الاتحاد الاوروبي وهو يطور سياسته الدفاعية الخاصة به على عدم الابتعاد عن القوة العسكرية والنفوذ.
وقال تشيني "اميركا تريد اوروبا قوية لاكبر درجة ممكنة. وبنفس القدر الذي يتعين علينا فيه الا نضغط عليكم للاختيار بين التزاماتكم الاوروبية والتزاماتكم عبر المحيط الاطلسي يجب عليكم الا تقبلوا بأقل من القدرة العسكرية والنفوذ الذي تستحقه شعوبكم."
ومع زيادة الضغوط على الجيش الاميركي بسبب مهامه في العراق وافغانستان واماكن اخرى قال تشيني "اليوم هذه الحاجة حيوية" بالنسبة لاوروبا لتسارع بتعزيز قدرتها على نشر قوات."
واشار الى ان اوروبا وكندا لديهما 1.4 مليون جندي تحت السلاح منهم 55 الف جندي تم نشرهم في الخارج.
وقال تشيني ان حلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي "ليس بوسعهما اهدار الجهود أو تحمل تبعات الازدواجية أو المنافسة" في اشارة الى القلق البالغ للولايات المتحدة بشأن خطط انشاء هيئة تخطيط عسكري للاتحاد الاوروبي.
ولم يظهر تشيني أي مؤشرات على التراجع عن العنصر الرئيسي في قضية الولايات المتحدة بشأن حرب العراق وبرامج ومخزونات الاسلحة غير التقليدية التي تزعم انها لدى العراق حتى بعد استقالة رئيس الفريق الاميركي للبحث عن هذه الاسلحة يوم الجمعة والذي قال ان هذه الاسلحة ليس لها أي وجود.
ودافع نائب الرئيس الاميركي عن حرب العراق قائلا انه لو ان الولايات المتحدة لم تتحرك لكان العراق مازال "يتحدى الامم المتحدة ويستخف ببعثتها."
وقال تشيني انه يتعين على الدول الديمقراطية في العالم ان تبعث "برسالة لا تخطئها العين" بأن "السعى لامتلاك اسلحة الدمار الشامل لا يؤدي الى العزلة فحسب وانما يحمل في طياته ايضا تكاليف باهظة."
وقال تشيني انه يوجد ما يدعوه الى التفاؤل بشأن مسار الاحداث العالمية بعد الانقسامات في العام الماضي في الفترة التي سبقت الحرب على العراق.
واشار تشيني الى تحقيق نمو اقتصادي "قوي" في الولايات المتحدة وفي اسيا والى تبني دستور جديد في افغانستان وتخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان وقرار ليبيا بالتخلي عن برامج الاسلحة غير التقليدية.
ونسب الفضل الى "الدبلوماسية الهادئة" في قرار ليبيا لكنه قال ان ذلك لقي دعما من عملية المانية ايطالية ضبطت معدات نووية متجهة الى ليبيا والتصميم الاميركي الراسخ لمحاربة انتشار الاسلحة غير التقليدية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)