فيما ترتفع يوما حصيلة قتلى قوات الاحتلال الاميركي في العراق بدات استطلاعات الرأي تشير الى تنامي مشاعر القلق بسبب هذا الاتجاه التصاعدي وفي الوقت ذاته وجه الاخضر الابراهمي انتقادات لاذعة لواشنطن وطالبها بالوضوح.
يلقى الجنود الاميركيون في العراق حتفهم بأعداد أعلى هذا الشهر أكثر من أي وقت مضى فيما تشير استطلاعات الرأي إلى تزايد القلق بين الاميركيين بشأن تصاعد أعداد القتلى والشكوك بشأن جدوى هذا الصراع.
وقتل 106 جنود اميركيين في نيسان / ابريل الحالي في هجمات شرسة من جانب المقاومة في المناطق السنية والشيعية فاقت في عددها أي شهر مضى منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. وكان أعلى رقم سابق للقتلى هو 82 جنديا في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي في موجة متزايدة من هجمات المقاومة.
وقالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) يوم الثلاثاء انه خلال 13 شهرا من التدخل العسكري في العراق قتل 709 جنود اميركيين.
وكان عدد القتلى في الاسابيع الثلاثة الاولى من نيسان / ابريل يماثل عدد الذين لقوا حتفهم في القتال منذ آذار / مارس عام 2003 في بداية الغزو إلى ان أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء العمليات "القتالية الرئيسية" بعد ذلك بستة أسابيع. وأعلن بوش ذلك من على متن حاملة الطائرات الاميركية ابراهام لنكولن وهو يقف امام لافتة كتب عليها "المهمة أنجزت".
وفي استطلاع للرأي في صحيفة واشنطن بوست وشبكة تلفزيون (ايه. بي. سي. نيوز) شمل 1201 اميركي ونشرت نتائجه الثلاثاء قال 65 في المئة انه يوجد عدد "غير مقبول" من الخسائر البشرية في صفوف القوات الاميركية بينما قال 33 في المئة ان هذا المستوى من الخسائر "مقبول".
وقال محللون ان العدد المتزايد للقتلى الاميركيين يوضح الصعوبة المتزايدة للمهمة العسكرية ويهدد بتقويض تأييد الرأي العام لسياسات بوش في العراق في عام انتخابات الرئاسة.
وقال تيد كاربنتر المحلل العسكري بمعهد كاتو "هذا يبين ان اتساع المقاومة يزداد وان قواتنا تواجه معارك بالنيران على جبهات متعددة وان المقاومة تشهد تقدما نوعيا متناميا".
وأضاف "هذا لا ينذر بالخير لمصير مهمتنا للاسف".
وأعرب وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد عن دهشته ازاء مستوى القتلى في صفوف القوات الاميركية في العراق.
وقال اللفتنانت كولونيل جيمس كاسيلا وهو متحدث باسم البنتاغون "نحن في مرحلة مختلفة من الحرب الان".
وأضاف "عمليات القتال الرئيسية أدت إلى الحاق هزيمة حاسمة بقوات صدام حسين فيما تمثل العمليات التي جرت منذ ذلك الحين نوعا مختلفا من الحرب".
وقال كاسيلا ان عدد القتلى "يقوي من تصميمنا" على استكمال المهمة في العراق.
وقال بيتر فيفر باحث العلوم السياسية بجامعة ديوك ان استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع ثقة الرأي العام بشأن احتمالات تحقيق نصر في نهاية الأمر في العراق.
واستشهد فيفر باستطلاع للرأي شمل 1267 اميركيا نشر نتائجه في الاسبوع الماضي مركز انينبرج للسياسة العامة بجامعة بنسلفانيا حيث قال 51 في المئة ان الموقف في العراق لم يكن يستحق خوض حرب بينما قال 43 في المئة انه كان يستحق خوض حرب.
وقال كاربنتر ان ادارة بوش "في موقف حساس للغاية" مثل الذي واجهه الرئيس ليندون جونسون في بداية حرب فيتنام.
وقال "تماما مثل ادارة ليندون جونسون في عام 1964 وأوائل عام 1965 تواجه (ادارة بوش) خيارا اساسيا .. هل تصعد الامور في جهد لانقاذ المهمة ؟ أم تحاول تخفيض المهمة واعلان (النصر) والعودة إى الوطن؟ انني اتمنى بالتأكيد ان تستفيد هذه الادارة من تجربة جونسون."
من ناحية اخرى، قال الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة الخاص في العراق الاربعاء انه على الولايات المتحدة ان تتعلم كيف تتعايش مع عالم تتفوق عليه عسكريا.
وصرح الابراهيمي الذي يشارك في جهود تشكيل حكومة عراقية مؤقتة والذي أشرف ايضا على العملية الديمقراطية في افغانستان لراديو فرانس انتير انه على الولايات المتحدة والدول المحتلة الأخرى في العراق ان توضح دور الامم المتحدة هناك.
وأعلن الابراهيمي ان السياسة الاسرائيلية لضم أراض فلسطينية وتأييد واشنطن لها يعقد جهود تشكيل حكومة عراقية يمكنها تسلم السيادة لدى انتهاء الاحتلال الاميركي للعراق يوم 30 حزيران/يونيو.
وقال وزير الخارجية الجزائري الاسبق عن الولايات المتحدة "انهم يمثلون 30 في المئة من اقتصاد العالم ولديهم الكثير من العتاد.. طائرات ودبابات.
"لكن هناك كثيرين آخرين يعيشون على هذا الكوكب. عليهم (الاميركيون) ان يبذلوا جهودا ليتعلموا كيف يتعايشون معا".
وحث الابراهيمي أعضاء مجلس الامن الدولي خاصة الولايات المتحدة على بدء محادثات مع كوفي انان الامين العام للامم المتحدة عن الدور الذي يريدون للمنظمة الدولية ان تلعبه في العراق بعد 30 حزيران/يونيو.
وقال "عليهم ان يبدأوا التشاور فيما بينهم ومع الامين العام. انه أمر معقد للغاية وصعب للغاية. هناك شعور غامر بالكراهية (في العراق)".
وأعلن الابراهيمي ان مهمته تتعقد اكثر بسبب "سياسة اسرائيل الامنية التي تقوم تماما على العنف والقهر واصرارها على احتلال المزيد من الاراضي الفلسطينية.
"كل المشاكل متصلة ما من شك في ذلك. السم الزعاف في المنطقة هو سياسة الهيمنة الاسرائيلية والمعاناة المفروضة على الفلسطينيين"—(البوابة)—(مصادر متعددة)