تزايد التظاهرات العفوية والمنظمة في اسبانيا

تاريخ النشر: 16 يوليو 2012 - 03:17 GMT
تزايد التظاهرات العفوية والمنظمة في اسبانيا
تزايد التظاهرات العفوية والمنظمة في اسبانيا

تتزايد التظاهرات في اسبانيا سواء العفوية او المنظمة بدعوة من النقابات، احتجاجا على خطة التقشف الجديدة التي ستفرض تضحيات كبرى على المواطنين مع زيادة ضريبة القيمة المضافة وعلى موظفي الدولة الذين سيحرمون من علاوة عيد الميلاد.

ولم ينتظر المواطنون يوم الاحتجاج الذي اعلنت النقابات عنه الخميس فنزلوا في الشوارع بالالاف او في مجموعات صغيرة، في الليل والنهار، منذ اعلان الحكومة في 11 تموز/يوليو عن خطة تهدف الى ادخار 65 مليار يورو اثارت اجواء من البلبلة والقلق في البلاد برمتها.

وقالت انخيليس كاراسكو الموظفة في الدولة البالغة من العمر 57 عاما وهي تتظاهر صباح الاثنين في مدريد "ان هذه التدابير ستقود اسبانيا الى الهلاك. اننا لا نستهلك، لم نعد نشتري شيئا. يجب ان ننزل الى الشارع، لا يمكن ان نبقى مكتوفي الايدي".

ومن الملفت مشاركة قطاعات مهنية غالبا ما تلزم الصمت في هذه التظاهرات، وفي طليعتها شرطيون نزلوا الى الشارع بدون شاراتهم وواجهوا قوات مكافحة الشغب، ورجال اطفاء يعتمرون خوذاتهم كانوا نجوم التظاهرة المفاجئة التي عبرت مدريد مساء الاحد.

والى جانبهم سار اساتذة وموظفون رسميون وممرضات ومواطنون عاديون تم تنبيههم عبر الشبكات الاجتماعية فقدموا للتعبير عن تعاطفهم وتظاهروا خلف لافتة بيضاء بسيطة كتب عليها "معا نملك القدرة".

فكلمة السر المنتشرة منذ الاحد في اسبانيا على موقع تويتر هي "شكرا لموظفين الرسميين" مثيرة موجة من رسائل الدعم مثل "شكرا لموظفي الدولة لتوليهم التربية والتعليم والعناية والدفاع والمساعدة والتنظيف والقيادة والخدمة".

وبعدما غادروا في وقت متاخر من الليل الماضي مشارف البرلمان الذي تحول الى معسكر محصن محاط بحواجز للشرطة، عاد حوالى الف متظاهر الاثنين الى مواقعهم.

وقال ميغيل كونتريراس الممرض البالغ من العمر 28 عاما القادم من منطقة كاستيلا-لا مانتشا بوسط اسبانيا "هذا امر لا يمكن قبوله. مشكلات الدولة لم يتسبب بها الموظفون. هذا ظلم وعار".

وتابع "هناك مستشفيات فارغة، مصانع لم تعد تنتج شيئا لانهم يسرحون.. الامل ضئيل، لكن ان لزمنا منازلنا، سيكون الامر وكأننا نساعدهم على القيام بما يشاؤون".

وفي هذه الاثناء تلقى موظفو الادارات في وسط مدريد في وقت الاستراحة دعوة من النقابات هذه المرة الى اغتنام نصف الساعة هذه لاحتلال الارصفة.

فبعد تخفيض الرواتب بنسبة 5% التي اقرتها الحكومة الاشتراكية عام 2010، سددت الحكومة اليمينية مجددا ضربة قاسية الى الوظائف العامة مع الغاء علاوة عيد الميلاد التي تعادل راتب شهر، ما يعني عمليا تخفيضا بنسبة 7% في الراتب السنوي.

وقال انخيليس كاراسكو "ان رواتب الموظفين متدنية جدا اساسا، وعلاوة عيد الميلاد البالغة الف يورو تستخدم لتبديل اغراض منزلية وشراء هدايا".

ويضاف هذا الاجراء الى زيادة ضريبة القيمة المضافة التي ستصل نسبتها الى 21%، وتخفيض تعويضات البطالة من 60% الى 50% بعد فترة ستة اشهر. والهدف من ذلك تلبية مطالب بروكسل وصندوق النقد الدولي وخفض العجز العام الاسباني الى 6,3% هذه السنة ثم 4,5% عام 2013 وصولا الى 2,8% في 2014.

لكن هذه الاجراءات حدت اكثر من قدرة الاسبان الشرائية وتضاءل الامل في الخروج من هذا النفق المظلم في وقت وصلت نسبة البطالة الى حوالى 25% في بلد يعاني من الانكماش الاقتصادي.

ولوح اينياسيو فرنانديز توكسو الامين العام لنقابة كوميسيونيس اوبريراس الاثنين باضراب عام جديد وصفه بانه "لا بد منه" في حال ابقت الحكومة على هذه التدابير.