ترمب اشعل المنطقة وعقد صفقات دون مقابل

تاريخ النشر: 21 يونيو 2017 - 08:22 GMT
من الضروري خضوع القرارات والمشاريع الاميركية لعمليات تدقيق وبحث عميقة
من الضروري خضوع القرارات والمشاريع الاميركية لعمليات تدقيق وبحث عميقة

ما ان اقفل الرئيس الاميركي دونالد ترمب عائدا الى بلاده حتى اشتعلت منطقة الشرق الاوسط وانفجرت الخلافات بين الاشقاء العرب الذين استبدلو ساحة المعركة بدلا من سلاح الحوار والمحادثات .
تدل زيارة ترمب انها خلفت نتائج كارثية قد تزداد وترتفع حدتها في المستقبل، فما ان وقع صفقة بيع الاسلحة مع العربية السعودية بقيمة 110 مليارات دولار حتى اشتعلت المعارك في اليمن وسورية وليبيا والعراق، وخلافا لما جرت عليه العادة لم تعتبر اسرائيل الصفقة خطرا عليها وكانها تعلم اهدافها اتجاهها البعيد عن مقاومة الاحتلال.
ايقنت اسرائيل ان تكديس الاسلحة في الخليج العربي هدفه ايران بالدرجة الاولى والاخيرة، واطمأنت لكون الرياض المحطة الاولى لترمب في الخارج وهو تكريس للسعودية كدولة اقليمية ومحورية تقف في وجه التمدد الايراني في جميع الساحات والجبهات.
التخوف من اعتبار الرياض لهذا الدعم الاميركي اتخاذ قرارات فردية من دون الرجوع الى الاشقاء في الدول العربية المحيطة والدول الصديقة للعرب تاريخيا، او من دون العودة للجامعة العربية او منظمة المؤتمر الاسلامي.
في الرياض وتل ابيب لم يتحدث الرئيس الاميركي عن اي خطط للسلام او مبادرات للتسوية، واكتفى بالحديث عن ضرورة تفعيل مباحثات السلام واقامه مناطق اقتصادية على اراضي فلسطينية وتحت الحراب الاسرائيلية، ليرسل مستشارة لشؤون السلام بعد اسابيع الى المنطقة في محاولة لجس النبض، وليس امام مستشار ترمب الذي استقبل باقامة مستوطنة في الضفة الغربية الا الضغط على الفلسطينيين للتوقيع على اتفاق سلام يقوم على بنود اسرائيلية خالصة.
هذه المؤشرات توضح ان ادارة الرئيس الاميركي لا علاقة لها باتمام عملية السلام في الشرق الاوسط او اقامة الدولة الفلسطينية كما وعد قادة البيت الابيض في السابق، بل الهدف هو عقد المزيد من صفقات الاسلحة وتغذية الصراعات والاقتتال في المنطقة سواءا بين السنة والشيعة او العرب والاكراد ، او الدول الخليجية فيما بينها.
من الضروري خضوع القرارات والمشاريع الاميركية لعمليات تدقيق وبحث عميقة والا فان مصير المنطقة يتجه نحو المزيد من الانقسام والتدهور وارتفاع منسوب المشاكل التي تصب في النهاية لصالح اسرائيل.