اكدت تركيا الجمعة، عزمها المضي في العملية العسكرية في منطقة عفرين في شمال سوريا، والتي استهلتها بقصف مكثف لهذه المنطقة الخاضعة لسيطرة الاكراد، فيما انتقدت واشنطن الخطوة العسكرية التركية، ووصفتها بانها تقوض الاستقرار.
وصفت واشنطن القصف المدفعي المكثف الذي تشنه تركيا على منطقة عفرين السورية بانه يقوض الاستقرار ولا يخدم مصالح انقرة، فيما اكدت الاخيرة عزمها المضي في هجومها الذي قالت انهيستهدف القضاء على الشبكات والعناصر الارهابية
وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي يوم الجمعة "العملية بدأت فعليا بقصف عبر الحدود لكن لم يتم عبور الحدود. عندما أقول فعليا لا أريد أن يكون هناك سوء فهم، العملية بدأت دون عبور للحدود".
وقال نور الدين ان "هذه العملية ستنفذ (...) سيتم القضاء على الشبكات والعناصر الارهابية في شمال سوريا. ليس هناك من حل آخر".
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إن التقارير التي تفيد بحدوث قصف مدفعي تركي على منطقة عفرين السورية تقوض، إن صحت، الاستقرار في المنطقة ولن تساهم في حماية أمن الحدود التركية.
وأضاف المسؤول للصحفيين "لا نعتقد أن عملية عسكرية تخدم الاستقرار الإقليمي، أو استقرار سوريا أو في الحقيقة مخاوف تركيا بشأن أمن حدودها". وشدد على أن لديه معلومات محدودة بشأن التحركات العسكرية التركية التي تحدثت عنها التقارير.
وقال "لا نعتقد أن التهديدات أو الأنشطة، التي ربما تشير إليها تلك التقارير الأولية، تدعم أيا من تلك القضايا. إنها مزعزعة للاستقرار".
ومن شأن العمل العسكري المباشر في منطقة يسيطر عليها مسلحون أكراد فتح جبهة جديدة في الحرب الدائرة في سوريا وزيادة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة في وقت وصلت فيه العلاقات بين واشنطن وأنقرة إلى نقطة حرجة.
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية تركيا إلى التركيز على قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وعدم القيام بعمل عسكري في عفرين.
وسجل تلفزيون رويترز لقطات للمدفعية التركية عند قرية سوجديجي الحدودية وهي تطلق قذائفها صباح اليوم الجمعة باتجاه منطقة عفرين في شمال غرب سوريا وقالت وحدات حماية الشعب إن القوات التركية أطلقت قرابة 70 قذيفة على قرى كردية في قصف من الأراضي التركية بدأ عند منتصف الليل تقريبا واستمر حتى صباح الجمعة.
وقال روجهات روج المتحدث باسم الوحدات في عفرين لرويترز إن القصف استمر حتى وقت متأخر بعد ظهر الجمعة.
وأضاف أن ذلك كان أعنف قصف تركي منذ أن صعدت أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة الكردية.
وقالت وحدات حماية الشعب في بيان إنها مستعدة لمواجهة القوات التركية والجيش السوري الحر الذي وصفت مقاتليه بالإرهابيين وإنها ستقضي عليهم في عفرين.
لكن جانيكلي قال إن أنقرة مصرة على تدمير الجماعة الكردية وأضاف "سنقضي على جميع الشبكات والعناصر الإرهابية في شمال سوريا. لا يوجد بديل".
وتابع قائلا "العملية في وسط عفرين قد تستمر لفترة طويلة لكن المنظمة الإرهابية سوف يقضى عليها بالكامل هناك".
وعلى الرغم من أن جانيكلي قال إن القوات التركية لم تعبر إلى عفرين قالت صحف تركية إن 20 حافلة تقل مقاتلين من الجيش السوري الحر عبرت يوم الجمعة من تركيا إلى منطقة تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا إلى الشرق من عفرين.
وأضافت الصحف أن مسلحي الجيش السوري الحر سينتشرون قرب بلدة أعزاز التي تعرض فيها مستشفى للقصف من جانب مسلحين أكراد خلال الليل.
وقالت القوات المسلحة التركية إن عددا من المدنيين أصيبوا في الهجوم ونقلوا إلى تركيا لتلقي العلاج وأظهرت لقطات بثها التلفزيون التركي أنقاضا وجدرانا مهدمة بفعل القصف.