وأظهر الاتفاق الذي وقعته الحركتان المتناحرتان في مكة يوم الخميس النفوذ الدبلوماسي الذي تتمتع به السعودية وعزز الامال في ان تتمكن وساطة سعودية من تخفيف حدة أزمة منفصلة في لبنان.
ووقعت حماس وفتح على اتفاق ائتلاف لانهاء الاقتتال الداخلي ومحاولة استعادة المعونات الغربية التي توقفت بسبب رفض حماس الاعتراف باسرائيل.
وقالت جامعة الدول العربية في بيان ان الامين العام للجامعة عمرو موسى دعا "المجموعة الرباعية أن تأخذ في اعتبارها هذه الخطوة الهامة .. وبالتالي ضرورة رفع الحصار وانهاء كافة أشكال المقاطعة."
ودعا موسى في البيان ايضا الى "استئناف العملية السلمية فورا في اطار ما دعا اليه بيان اللجنة الرباعية مؤخرا ودعا مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بمتابعة الموقف والتطورات الخاصة بعملية السلام ضمانا لجديتها."
ورحبت مصر التي شاركت من قبل في محاولات وساطة بين فتح وحماس بالاتفاق.
وقال بيان لوزارة الخارجية ان وزير الخارجية احمد ابو الغيط أشاد بالاتفاق "واعتبره خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح نحو المصالحة والوفاق ووضع حد للازمة الفلسطينية وحث طرفي الاتفاق على الالتزام بما تعدا به."
واضاف البيان ان ابو الغبيط اعرب عن امله "ان يكون هذا الاتفاق خطوة في طريق رفع الحصار عن الشعب الفلسطين والتخفيف من معاناته."
وقال مسؤول بارز بوزارة الخارجية البحرينية ان البحرين تأمل في ان يؤدي الاتفاق إلى انهاء الاقتتال الفلسطيني.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن المسؤول قوله "ندعو المجتمع الدولي الى دعم ومساندة هذا الاتفاق والتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني على تجاوز محنته وايجاد حل عادل لقضيته ورفع الحصار المفروض عليه."
وقال سياسيون عرب اخرون ان الاتفاق لن يحظى بترحيب الجميع.
وقال وزير الخارجية المصري السابق احمد ماهر لرويترز انه يأمل ان تدرك الدول الغربية اهمية اتفاق مكة وترفع العقوبات لكنه اعرب عن اعتقاده بان اسرائيل والبعض في الولايات المتحدة سيرفضون ذلك ويحاولون افساد هذه الخطوة.
وقال المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله ان الاجتماع المزمع عقده في 19 فبراير شباط بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قد يعرقل الاتفاق.
وقال فضل الله "نتصور ان هذا اللقاء لن يحقق للقضية اي حل لمسألة الاحتلال والوصول الى الاستقلال".
وينظر الى الاتفاق الفلسطيني على انه بشير خير لجهود السعودية للمساعدة في استقرار الاوضاع في لبنان والعراق حيث تدعم ايران الشيعية جماعات تتحدى النظامين اللذين ينظر اليهما على انهما مفروضان من الولايات المتحدة.
وقال غطاس خوري المساعد البارز لسعد الحريري زعيم الاغلبية البرلمانية في لبنان والمدعوم من السعودية "امل ان يؤدي نجاح الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في اغلاق الجرح الفلسطيني النازف واعادة الوحدة بين الفلسطينيين الى نتائج ايجابية على الجهود المبذولة التي تتولاها المملكة لحل الازمة اللبنانية."
وتجري السعودية اتصالات مع طهران وعدة قوى عالمية في محاولة لنزع فتيل الازمة في لبنان والمتعلقة بمطالب المعارضة التي يتزعمها حزب الله بصوت مؤثر في الحكومة.
وتساءلت صحيفة الاخبار اللبنانية المؤيدة للمعارضة في مقال افتتاحي "هل ان لبنان على مقربة من مكة اخرى تخصه بعدما فتح اتفاق مكة يوم الخميس بين القوى الفلسطينية الباب امام تسويات من هذا النوع."
وقالت صحيفة الشرق الاوسط التي تصدر في لندن "قمة مكة المكرمة دليل على ان العالم العربي في حاجة ماسة لجهد صادق ودبلوماسية تبتعد عن الاستغلال. دبلوماسية هدفها ايقاف الصراع العربي العربي."