اعلنت اسرائيل انها لن تبادر الى اطلاق النار في غزة وسترد فقط على مصادرها، فيما اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ضرورة التوصل الى وقف انساني فوري وغير مشروط لاطلاق النار يقود الى هدنة دائمة على اساس الهدنة المبرمة في 2012.
وقال الجيش الاسرائيلي انه اصدر اوامر الى القادة الميدانيين بالا يطلقوا النار الا في حالة الرد فقط على اطلاق نار او صواريخ باتجاه اسرائيل، بحسب ما اوردته صحيفة هارتس نقلا عن مصادر امنية اسرائيلية مساء الاحد.
وكانت المصادر قالت السبت ان الموقف الحالي في قطاع غزة تجري ادارته بصورة تبادلية يلتزم فيها الجيش الاسرائيلي بوقف نيرانه ما دامت حماس ملتزمة بالمثل.
وبالتزامن مع هذا الوضع فان الجيش الاسرائيلي سيواصل تدمير الانفاق التي اكتشفها وفق المصادر.
وفي الاثناء، ذكر بيان صحفي للبيت الابيض ان الرئيس اوباما جدد خلال اتصالي هاتفي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي تاييده لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، وكذلك قلق واشنطن ازاء سقوط الضحايا في الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.
واضاف ان اوباما اوضح في الاتصال ان هناك "استراتيجية ملحة" من اجل التوصل الى وقف انساني وغير مشروط لاطلاق النار يؤدي الى وقف دائم للاعمال العدائية على اساس اتفاقية وقف اطلاق النار التي جرى التوصل اليها بين اسرائيل وحماس عام 2012.
وأضاف "أي حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ينبعي أن يضمن في نهاية المطاف نزع سلاح الجماعات الإرهابية ونزع سلاح غزة."
*كيري يأمل
ولم تحقق الجهود الدبلوماسية التي يقودها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لانهاء الصراع المستمر منذ عشرين يوما تقدما يذكر. ووضعت إسرائيل وحماس شروطا لا تقبل المساومة على ما يبدو.
لكنه سيحاول الحصول على سلسلة من اتفاقات وقف اطلاق النار الموقتة التي يمكن ان تسبق محادثات اسرائيلية فلسطينية في مصر تمهيدا لاتفاق اكثر ديمومة، بحسب المسؤول الاميركي الكبير.
وقال هذا المسؤول الذي رافق جون كيري في جولته ورفض الكشف عن هويته "هناك طريقة لوقف اراقة الدماء".
ورفضت الحكومة الامنية الاسرائيلية الجمعة اقتراحا لوقف اطلاق النار مبررة رفضها بالحاجة الى التمكن من تدمير الانفاق التي تستخدمها حماس ليتسلل مقاتلوها الى اسرائيل.
والتقى جون كيري في باريس السبت نظيريه في قطر وتركيا الدولتين اللتين تقيمان علاقات وثيقة مع حماس التي ادرجتها واشنطن على لائحتها للمنظمات "الارهابية".
ودافع المسؤول الاميركي عن جدوى هذه اللقاءات التي اثارت انتقادات حادة في اسرائيل. وقال ان دعوة القطريين والاتراك الى وقف اطلاق النار تشكل بحد ذاتها مرحلة مهمة.
لكن هل ان المقاربة تمثل انقلابا في موقف الولايات المتحدة التي انتقدت في الماضي الدعم الذي يقدمه القطريون لحماس؟ واجاب المسؤول الاميركي ان "الواقع انهم (يمولون حماس) وان لهم بالتالي بعض النفوذ".
ولم تحقق الجهود الدبلوماسية التي يقودها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لانهاء الصراع المستمر منذ عشرين يوما تقدما يذكر. ووضعت إسرائيل وحماس شروطا لا تقبل المساومة على ما يبدو.
وتريد حماس انهاء الحصار الإسرائيلي لغزة قبل الاتفاق على وقف القتال. ولمحت إسرائيل إلى أنها قد تقدم تنازلات في هذا الاتجاه لكن فقط في حالة تجريد نشطاء غزة من أسلحتهم.
وقال وزير الاقتصاد نفتالي بينيت على فيسبوك "يجب أن تجرد حماس بشكل دائم من صواريخها وأنفاقها تحت إشراف... وفي المقابل سنوافق على مجموعة من إجراءات تخفيف الحصار الاقتصادي."
وعاد كيري إلى واشنطن أثناء الليل بعد أن أمضى معظم الأسبوع في مصر وهو يحاول تقليص هوة الخلاف. وقدم بعض المقترحات المكتوبة لإسرائيل يوم الجمعة.
وتحدث بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم ووصفوا خطة كيري بأنها "كارثة" قائلين إنها لبت كل مطالب حماس مثل رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة تماما وتجاهلت شروط إسرائيل مثل تجريد حماس من صواريخها.
وزاد هذا الخلاف من تأزم العلاقات المتوترة بالفعل بين نتنياهو وكيري الذي انهارت جهوده الحثيثة للتوسط لإبرام اتفاق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين في أبريل نيسان.
واعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ان 15 فلسطينيا استشهدوا يوم الاحد، ما يرفع الى 1034 عدد الشهداء الذين سقطوا خلال 20 يوما من العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة، بينما وصل عدد الجرحى الى 6232.
وتقول إسرائيل إن 43 من جنودها قتلوا كما قتل ثلاثة مدنيين في إسرائيل جراء هجمات الصواريخ.
*تراجع القتال
وتراجع القتال في قطاع غزة يوم الأحد بعد أن قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تؤيد هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة لكن لم تظهر بوادر لأي اتفاق شامل لانهاء الصراع مع إسرائيل.
وقالت حماس انها تؤيد دعوة الامم المتحدة لوقف القتال مع حلول عيد الفطر خلال الأيام المقبلة.
وتواصل بعض القصف بعد الموعد الذي أعلنت حماس أنها ستوقف إطلاق النار خلاله وشكك نتنياهو في صلاحية الهدنة.
وقال خلال مقابلة مع شبكة سي.إن.إن. التلفزيونية الأمريكية "حماس لا تقبل حتى عرضها هي بوقف إطلاق النار. إنها مستمرة في إطلاق النار حتى ونحن نتحدث."
وأضاف أن إسرائيل "ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية شعبها."
لكن سكانا في غزة وشهودا من رويترز قالوا إن القصف الإسرائيلي وعمليات إطلاق الصواريخ التي تنفذها حماس تراجعت خلال فترة بعد الظهر مما يشير إلى أن هدنة ربما تسري بحكم الأمر الواقع في الوقت الذي يبدو فيه أن المساعي الدبلوماسية للتوسط من أجل وقف دائم لإطلاق النار متعثرة.
لكن الجيش الإسرائيلي قال انه سيحتاج لمزيد من الوقت لتدمير شبكة الأنفاق التي تعبر حدود قطاع غزة. ويقول الجيش ان هذا أحد أهم أهدافه.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري في بيان على صفحته الرسمية على فيسبوك إن مصر دمرت 13 نفقا بينها وبين قطاع غزة. وأضاف العميد محمد سمير عبد العزيز إن هذا يأتي "استمرارا لجهود القوات المسلحة فى حماية حدود الدولة من المهربين والمخربين."
وكانت اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) اتفقتا على وقف اطلاق النار لمدة 12 ساعة يوم السبت للسماح للفلسطينيين بشراء احتياجاتهم الأساسية وانتشال الجثث من تحت الانقاض.
وقررت حكومة نتنياهو تمديد التهدئة حتى منتصف ليل الأحد حتى يتسنى للفلسطينيين تخزين المؤن وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
وصوتت حكومة نتنياهو على مد الهدنة حتى منتصف ليل الاحد بناء على طلب الأمم المتحدة لكنها ألغتها حين أطلقت حماس صواريخ على اسرائيل في الصباح.
* دمار
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن 167269 فلسطينيا نازحا يحتمون في المدارس والمباني التابعة لها بعد مطالب إسرائيلية متكررة للمدنيين بإخلاء أحياء سكنية بأكملها قبل بدء عمليات عسكرية.
لكن هاجم سكان قرى قرب بلدة خان يونس في جنوب قطاع غزة مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأحرقوا أثاثها والحقوا بها بعض الأضرار وقالوا إن المنظمة لم تبذل الجهود الكافية لمساعدتهم.
وخلال فترة التهدئة الإنسانية لمدة 12 ساعة في غزة يوم السبت خرج السكان إلى الشوارع وسط مشاهد الدمار في بعض المناطق بما في ذلك بيت حانون في الشمال والشجاعية في الشرق.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الجيش يأمل أن تقنع مشاهد الدمار سكان غزة للضغط على حماس حتى توقف القتال خشية وقوع مزيد من الدمار.
ويقول الجيش ان قواته عثرت على أكثر من 30 نفقا.
وتقول إسرائيل إن بعض الأنفاق تصل إلى داخل أراضيها وإنها مصممة لتنفيذ هجمات مفاجئة ضد اإسرائيليين كما تستخدم بعض الأنفاق كمخابيء لحماس.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إنه عثر على نفق يؤدي مباشرة إلى قاعة الطعام داخل إحدى المزارع الجماعية الإسرائيلية (كيبوتز).
وأججت الأزمة في غزة التوتر في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة.
وقال مسعفون إن ثمانية فلسطينيين قتلوا في حوادث قرب مدينتي نابلس والخليل يوم الجمعة.
وأدى العنف إلى اندلاع احتجاجات خارج المنطقة.
ونظم متظاهرون في لندن مسيرة من السفارة الإسرائيلية حتى مقر البرلمان احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة وعطلوا المرور في منطقة وست إند. واشتبكت الشرطة الفرنسية مع محتجين متعاطفين مع الفلسطينيين تحدوا حظرا فرضته السلطات على المسيرات في وسط باريس.