قالت قوات حفتر انها تمكنت من السيطرة على المدينة ومطارها خلال هجوم خاطف جرى التخطيط له بعناية، فيما اعلنت تركيا انها سترسل خبراء ومستشارين عسكريين لدعم حكومة السراج في طرابلس.
ذكرت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر الاثنين أنها سيطرت على مدينة سرت الساحلية في تقدم خاطف.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري ”قرر القائد العام بضربة استباقية تم تخطيط لها بشكل جيد وتم تنفيذ في خلال ثلاث ساعات كنا في قلب مدينة سرت“.
وأكدت انتصار محمد عضو المكتب الإعلامي لغرفة عمليات سرت التابعة لقوات حفتر إن "قوات الجيش تمكنت من السيطرة على مدينة سرت بالكامل"، إضافة إلى المطار.
وأضافت في حديث لقناة الحرة من جزيرة أبوهادي شرقي سرت، أن "قوات الجيش تعمل على تأمين المدينة وتمشيط بعض المواقع" التي كانت تسيطر عليها قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية قبل بدء العمليات العسكرية.
وبحسب روايات عدد من السكان، تمكنت قوات حفتر من السيطرة على معظم مناطق مدينة سرت بعد مواجهات مسلحة بين قوات حكومة الوفاق وقوات حفتر باتجاه مطار مدينة سرت في وقت سابق الاثنين.
وأعلنت قوات حفتر السيطرة على مطار سرت وأن "القوة المسلحة المكلفة بحماية مطار القرضابية بسرت سلمت نفسها بكامل آلياتها ومهماتها".
وكانت قوة حماية وتأمين سرت التابعة لحكومة الوفاق قد أعلنت في وقت سابق أنها صدت هجوما لقوات حفتر شرقي المدينة، وأنها دفعت بتعزيزات إلى مشارف سرت لتحصين مداخلها وتأمين ضواحيها الشرقية والجنوبية.
وتقع سرت في منتصف ساحل ليبيا على البحر المتوسط، وتسيطر عليها قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني منذ طردت تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة بمساعدة ضربات جوية أمريكية في أواخر 2016.
قوات تركية
جاء ذلك فيما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الاثنين إن تركيا سترسل خبراء عسكريين وفرقا تقنية لدعم الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا وذلك بعد يوم من قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن وحدات عسكرية من بلاده تتحرك إلى طرابلس.
وطلب فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية دعما من تركيا في الشهر الماضي بينما تتصدى حكومته لهجوم تشنه قواتحفتر المدعوم من روسيا ومصر والإمارات والأردن.
وقال أردوغان الأحد إن وحدات عسكرية تركية بدأت في التحرك إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني.
وقال جاويش أوغلو ردا على طلب الكشف عن تفاصيل تصريح أردوغان إن تركيا سترسل خبراء ومستشارين وفرقا تقنية بمقتضى اتفاق تعاون عسكري تم توقيعه مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في نوفمبر تشرين الثاني.
وسمح مشروع قانون وافق عليه البرلمان التركي الأسبوع الماضي بنشر قوات.
وقال جاويش أوغلو "ستقرر الحكومة بقيادة الرئيس كيف ومتى سيحدث ذلك".
وفي الاثناء، دعا وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل إلى حل سياسي في ليبيا حيث أعلنت تركيا بدء نشر قوات ميدانية، كما حذر من "تصعيد وشيك للعنف" حول طرابلس.
وقال بوريل في بيان إنّ "الأحداث الأخيرة في ليبيا تشير إلى أنّ تصعيد العنف حول طرابلس يمكن أن يكون وشيكا".
وأضاف في وقت يتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول ليبيا الإثنين بطلب من روسيا، "اليوم أصبح العمل الحقيقي على حل سياسي للأزمة في ليبيا ملحا أكثر من اي وقت مضى".
وتابع أنّ "الاتحاد الأوروبي يدعو كل الأطراف إلى المضي في مسار سياسي برعاية الأمم المتحدة".
ومن المتوقع أن تثار خلال جلسة مجلس الأمن قضية تصاعد النزاع بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تعترف بها الأمم المتحدة، وبين قوات رجل شرق البلاد القوي المشير خليفة حفتر الذي يسعى منذ نيسان/ابريل للسيطرة على العاصمة طرابلس.
وقتل 30 شخصا وأصيب 33 اخرون بجروح السبت في غارة جوية على مدرسة عسكرية في العاصمة الليبية، بحسب ما أعلنت حكومة الوفاق.
وقال جوزيب بوريل "إننا ندين الهجمات على غرار غارة السبت على مدرسة عسكرية، التي لا يمكن أن تأتي إلا بمزيد من العنف والمعاناة". وأشار إلى أنّ الاتحاد الأوروبي "سيستمر في بذل كل الجهود لإيجاد حل سلمي وسياسي" في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط معمر القذافي في 2011.
ووافق البرلمان التركي الأسبوع الماضي على مذكرة تقدّم بها الرئيس رجب طيب اردوغان تتيح إرسال قوات إلى ليبيا طبقا للاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين انقرة وطرابلس.
وأعلن اردوغان الأحد أنّ جنوداً أتراكا بدأوا "تدريجا" التوجه إلى ليبيا.
وأطلق حفتر في نيسان/ابريل هجوما عسكريا للسيطرة على طرابلس، وأعلن في 12 كانون الأول/ديسمبر "معركة حاسمة" جديدة. ويلقى حفتر الدعم من مصر ودولة الإمارات وروسيا.