تباينت المواقف الصادرة عن دول عربية واسلامية بشان الاعتراف الروسي باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الذي وقعه الرئيس فلاديمير بوتين امس الاثنين والذي اعتبرته الدول الغربية في الضفة المضادة قرارا باطلا داعيا للتراجع عنه
سورية تؤيد الاعتراف بـ جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك
اعلنت سورية خلال ساعات من توقيع الرئيس الروسي على الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك تأييدها الكامل لهذه الخطوة واعتبرت انها خطوة مهمة في احلال السلام العالمي
وأعلن وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد إن بلاده تدعم قرار الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وسوف تتعاون معهما. فيما أوضحت الرئاسة السورية أن موقفها بخصوص الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، سبق أن أعلنته قبل نحو شهرين، خلال زيارة وفد برلماني روسي إلى دمشق، حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد.
التعاون الخليجي يعلق على الاعتراف بـ دونيتسك ولوغانسك
وعلّق مجلس التعاون الخليجي على تصاعد الأحداث في أوكرانيا بعد إصدار الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قراراً يعترف بمنطقتي “دونيتسك” و”لوهانسك” الانفصاليتين كدولتين مستقلتين عن أوكرانيا.
وأعلن المجلس، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية “واس”، الثلاثاء، دعمه الجهود الدولية لتخفيف حدة التوتر في أوكرانيا، داعيا لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية.
ونقلت الوكالة عن الأمين العام للمجلس “نايف الحجرف”، قوله إن “دول المجلس تتابع بقلق تطورات الأحداث الجارية في أوكرانيا، وتؤكد تأييدها كافة الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية”.
وأوضح أن دول الخليج تؤيد الجهود الدولية المبذولة لتخفيف حدة التوتر والتصعيد، والشروع في إجراءات التهدئة بما يكفل عودة الاستقرار ويفسح المجال أمام إجراء مباحثات سياسية تفضي إلى حل سياسي للأزمة.
ليبيا تندد
وذكرت الخارجية الليبية، في بيان لها على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن "حكومة الوحدة الوطنية تنضم إلى المجتمع الدولي في مناشدته لروسيا بالتراجع عن شن أية عملية عسكرية ضد جمهورية أوكرانيا"، داعية روسيا إلى "التهدئة وسحب التحشيد العسكري عن الحدود الأوكرانية ومن شبه جزيرة القرم المحتلة"، وفقا لها.
وأكدت الخارجية الليبية في بيانها رفضها "الاعتراف باستقلال ما يعرف بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية"، مجددة "رفضها القاطع للتواجد غير الشرعي لقوات الفاغنر في كل من جمهورية أوكرانيا وليبيا، وتدعو روسيا لاستخدام لغة الحوار والدبلوماسية بديلا عن لغة الحرب".
إيران: موقف حيادي من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك
من جهتها اعلنت طهران موقفها المحايد من اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك كدول مستقلة ، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أن طهران تتابع القضايا المتعلقة بأوكرانيا "بحساسية"، مضيفا أن طهران "تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وتعتقد بضرورة تجنب أي عمل من شأنه تصعيد التوترات".
وبحسب المتحدث فإن "تدخلات الناتو وأعماله الاستفزازية بقيادة الولايات المتحدة أدت إلى المزيد من تعقيد الوضع في تلك المنطقة".
رفض تركي للاعتراف بـ جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك
على صعيد متصل اعتبر اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قرار روسيا الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك "غير مقبول"، داعيا الأطراف إلى "الالتزام بالحكمة والقانون الدولي". وأضاف: "باعتبارنا دولة مطلة على البحر الأسود علينا اتخاذ حزمة من التدابير وهذا ما نقوم به فعليا".
وتحدث أردوغان، الثلاثاء، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رفض بلاده لاعتراف روسيا باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" المزعومتين. وذكرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية في بيان، أن الرئيس أردوغان تباحث هاتفيا مع زيلينسكي، من السنغال المحطة الثانية في جولته الإفريقية. وأفاد الرئيس أردوغان خلال الاتصال بأنه تابع عن كثب التطورات في دونباس والقرارات التي اتخذت في أعقاب اجتماع مجلس الأمن الروسي.
بوتين يعترف بـ جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك
ومساء أمس الاثنين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا. وفي اليوم نفسه تم التوقيع مع رئيسيهما دينيس بوشيلين وايونيد باسيتشنيك على معاهدتي الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة، اللتين صادق عليها البرلمان الروسي بكلتا غرفتيه اليوم الثلاثاء.
إقليم دونيتسك
هو منطقة في جنوب شرق أوكرانيا، تحدها روسيا من الشرق وبحر آزوف من الجنوب، وإلى الشمال منها تقع منطقتا لوغانسك وخاركيف، وإلى الغرب منها منطقتا زوبوريجيا ودنيبروبيتروفسكا.
تبلغ مساحة دونيتسك نحو 26.5 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل نحو 4.4% من إجمالي مساحة أوكرانيا، وهي مقسمة إلى 18 منطقة، وتضم 52 مدينة و131 بلدة.
يبلغ عدد سكانها الإجمالي نحو 7 ملايين نسمة، ويشكل فيها الأوكرانيون نحو 56.8%، والروس 38.2%، وتتوزع النسبة الباقية على قوميات أخرى، كالتترية والأرمنية.
رغم مساحاتها الزراعية الواسعة، تعتبر دونيتسك منطقة صناعية، إذ تشتهر بكثرة مناجم الفحم الحجري ومعامل الحديد والصلب التي يعمل فيها معظم السكان، حيث فيها 13 منجما كبيرا للفحم، وعشرات المناجم الصغيرة، وفيها 9 مصانع لإنتاج فحم الكوك، و10 مصانع لإنتاج القضبان وغيرها من منتجات الصناعات الحديدية.
سيطر الانفصاليون في منطقة دونيتسك على الكثير من المدن، كسلافيانسك وكراماتورسك وزديرجينسك وكونستانتينوفكا وغيرها، لكن القوات الأوكرانية أجبرتهم مؤخرا على تركها، لتلاحقهم وتواجههم في مدن أخرى.
مدينة دونيتسك: هي المدينة الرئيسية في المنطقة، وعاصمة "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أعلنها الانفصاليون، وهي اليوم المعقل الرئيسي لهم، ولا سيما بعد أن أجبرتهم القوات الأوكرانية على ترك عدة مدن أخرى في المنطقة، مثل سلافيانسك وكراماتورسك.
تقع المدينة في قلب إقليم دونيتسك، وقد أنشئت عام 1869، وحملت آنذاك اسم حاكمها "يوزوفكا" حتى عام 1924، ثم سميت "ستولينو" نسبة إلى الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين. وفي عام 1961 أطلق عليها اسم دونيتسك.
تعتبر خامس أكبر مدينة في أوكرانيا، إذ تبلغ مساحتها نحو 358 كيلومترا مربعا، ويعيش فيها أكثر من 900 ألف نسمة.
وإلى جانب غناها بالمناجم والمصانع أيضا، تشتهر دونيتسك بفريق عمال المناجم لكرة القدم "شاختار"، والملعب الدولي المسمى باسم الفريق أيضا، الذي احتضن عددا من مباريات بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012″، كما يرتبط اسمها بالملياردير رينات أخميتوف الذي يمتلك معظم المصانع والشركات فيها.
وإلى جانب الصناعة والزراعة، تتمتع المدينة بحياة ثقافية نشطة، حيث فيها الكثير من المسارح والمعارض والجامعات والمعاهد، لذلك فهي قبلة رئيسية للطلاب من داخل أوكرانيا وخارجها.
مدينة هورلوفكا: هي ثاني أكبر معاقل الانفصاليين في المنطقة، وتقع إلى الشمال من مدينة دونيتسك. تأسست عام 1779، وأضحت مدينة كبيرة عام 1932، ويبلغ عدد سكانها نحو 259 ألف نسمة.
سنيجنوي: هي مدينة صغيرة تقع إلى الغرب من مدينة دونيتسك. تأسست عام 1784، وأصبحت مدينة عام 1938. تبلغ مساحتها نحو 87.2 كيلومترا مربعا، ويبلغ تعداد سكانها نحو 49 ألف نسمة.
تصدرت المدينة عناوين الأخبار عندما اتهمت الحكومة الأوكرانية الانفصاليين بإطلاق صاروخ "بوك م1" من أراضي سنيجنوي، وهو ما أدى إلى إسقاط طائرة البوينغ 777 الماليزية، ومصرع نحو 300 شخص هم جميع من كان على متنها، لكن الانفصاليين ينفون هذه الاتهامات.
إقليم لوغانسك
يقع إقليم لوغانسك في أقصى شرق أوكرانيا، وتحده روسيا من الشرق والشمال والجنوب.
تبلغ مساحته نحو 26.6 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل نحو 4.4% من إجمالي مساحة أوكرانيا، وهي مقسمة إلى 18 منطقة إدارية، وتضم 37 مدينة و109 بلدات.
يبلغ عدد سكانه الإجمالي نحو 2.2 مليون نسمة وفق إحصاء عام 2014، ويشكل فيه الأوكرانيون نحو 57.9%، والروس 39%، وتتوزع النسبة الباقية على قوميات أخرى، كالمنتسبين إلى روسيا البيضاء والتتر والأرمن والأذريين والمولدافيين.
اللغة الرئيسية المستخدمة في المنطقة هي الروسية، وينتشر استخدام الأوكرانية في البلدات والقرى البعيدة عن كبريات المدن.
منطقة لوغانسك صناعية، فيها الكثير من مناجم الفحم ومعامله، كما يعتمد اقتصادها على شبكات وطرق ونقاط عبور البضائع من روسيا وإليها، بسبب الشريط الحدودي الطويل معها.
سيطر الانفصاليون في منطقة لوغانسك على عدة مدن وبلدات، لكن القوات الأوكرانية حصرتهم مؤخرا في بضع مدن وبلدات.
لوغانسك هي المدينة الرئيسية في المنطقة، وعاصمة "جمهورية لوغانسك الشعبية" التي أعلنها الانفصاليون، وتعد معقلا رئيسيا لهم اليوم.
تقع المدينة في جنوب شرق منطقة لوغانسك، وتأسست لتكون مصنعا عام 1795 وحتى 1882، ثم كبرت وتحولت إلى مدينة "فوروشيلوفغراد" حتى عام 1958، وكان فيها الكثير من سجون ومعتقلات الاتحاد السوفياتي السابق.
تعتبر لوغانسك من أكبر مدن أوكرانيا، إذ تبلغ مساحتها نحو 286 كيلومترا مربعا.
في لوغانسك عدة مناجم ومصانع للآليات، والكثير من الجامعات والمعاهد في مختلف المجالات العلمية والأدبية.
ومن أبرز مدن المواجهات في منطقة لوغانسك، تقع مدينة ألتشيفسك إلى الغرب منها، على مساحة تبلغ 50 كيلومترا مربعا، وقد أسست عام 1895.
انفصال دونيتسك ولوغانسك
مايو/أيار 2014: الإعلان من جانب واحد عن قيام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
لم يعترف أي طرف بهاتين "الجمهوريتين"، لكنهما طمحتا سريعا إلى عضوية الاتحاد الروسي، وحاولتا الوحدة فيما بينهما باسم "روسيا الجديدة"، كما سعتا إلى الاستحواذ على مناطق أوكرانية أخرى شرق البلاد.
شكلت كييف آنذاك ما عرف بـ"عملية مكافحة الإرهاب"، واستطاعت بعد شهور استعادة عدة مدن رئيسية سيطر عليها الانفصاليون (سلافيانسك، كراماتورسك، ماريوبول) فتوقفت -عمليا- أطماعهم التوسعية.
منذ بداية الأمر، أصرت موسكو على اعتبار أن ما يحدث في شرق أوكرانيا "حرب أهلية"، مؤكدة أنها لا تدعم الانفصاليين، وأنها "وسيط" بينهم وبين كييف.