بدأت تايوان التي تعتبرها الصين جزءا من برها الرئيسي، في تحسس رأسها تحسبا لتكرار السيناريو الروسي الأوكراني فيها.
ومع انطلاق الغزو الروسي لاوكرانيا، أمرت السلطات في تايوان قواتها "بتكثيف المراقبة وتعزيز الدفاعات"، خشية اقدام الصين على خطوة مماثلة للخطوة الروسية.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فان كثيرين يرون "أوجه تشابه" بين أوكرانيا وتايوان، وهي جزيرة تخضع للحكم الديمقراطي، وتعتبرها بكين جزءا من أراضيها.
ومثل أوكرانيا، عاشت تايوان لفترة طويلة في ظل جار كبير ومتغطرس"، وفقا للصحيفة، والتي قالت ان الرئيسين الصيني شي جين بينغ ، والروسي فلاديمير بوتين، لديهما "حنين إلى الماضي الإمبراطوري المجيد، لتبرير مطالبهم الإقليمية الحالية".
وكثف الرئيس الصيني "تحذيراته" لتايوان بعدم السعي للاستقلال عن الصين، وهو ما يشبه تهديدات ومطالب بوتين لأوكرانيا.
محاولات طمأنة
خلال اجتماع مع فريق العمل، الأربعاء، أدانت رئيسة تايوان، تساي إنغ ون روسيا "لتعديها على سيادة أوكرانيا". لكنها أشارت إلى أن تايوان تختلف اختلافا جوهريًا عن أوكرانيا في ظروفها الجيوسياسية والاقتصادية والجغرافية.

ودعت حكومتها إلى البقاء في "حالة تأهب قصوى" ضد ما وصفته بـ "الحرب المعرفية" وجهود التضليل من قبل القوى الأجنبية، التي تهدف إلى "استخدام التوترات في أوكرانيا لإذكاء الذعر وعدم الاستقرار في تايوان".
وتوضح الصحيفة أنه "بينما ترسل بكين الآن بانتظام طائرات حربية باتجاه تايوان، لا يوجد ما يشير إلى أن غزو الجزيرة وشيك. ويوجد قلق لدى بعض المحللين في تايوان من أن تشتت انتباه الغرب أو الرد الضعيف على الغزو الروسي لأوكرانيا، يمكن أن يشجع الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على تكثيف الضغط على الجزيرة".
وأشارت إلى أن مراقبين آخرين "ينتقدون تساي، التي ابتعدت عن بكين بينما عززت في الوقت نفسه العلاقات مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى"، ونقلت عن المسؤول الحكومي السابق، تشاو شين مين، قوله إن: "النتيجة الأوكرانية أمام أعيننا تماما. ومقاومة الصين لا تساعد في حماية تايوان - إنها تؤدي فقط إلى تسريع موتنا".
ومن جانب آخر، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قبل أيام، إن الحكومة الأميركية تراقب " العلاقات المزدهرة " بين الصين وروسيا.
وقال كيربي إن "دعمهم الضمني، إذا شئتم، لروسيا أمر مقلق للغاية، وبصراحة، أكثر زعزعة للاستقرار في الوضع الأمني في أوروبا".
وفى الأسابيع الأخيرة تفاوضت الدولتان على عقد مدته 30 عاما لتزويد روسيا الصين بالغاز من خلال خط أنابيب جديد، وعرقلتا طلبا من واشنطن بأن تفرض الأمم المتحدة عقوبات إضافية على كوريا الشمالية بسبب تجارب صاروخية جديدة، كما وصفت الدولتان تايوان بأنها "جزء لا يتجزأ من الصين".