بوش يدعو الى وحدة العالم في مواجهة الارهاب والترابي يتهم واشنطن بتضخيم خطر القاعدة

تاريخ النشر: 18 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

دعا الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس الى وحدة المجتمع الدولي في الحرب ضد الارهاب، بينما اتهم المعارض السوداني البارز حسن الترابي، واشنطن بالمبالغة في تصوير خطر تنظيم القاعدة بهدف بث الخوف من الاجانب في قلوب الغربيين. 

وقال بوش أمام الاف من الجنود الاميركيين الذين عادوا من العراق الشهر الماضي "هذا العدو الارهابي لن يرضيه شيء أبدا لان الموت هو رايتهم وقضيتهم." 

ويخشى المسؤولون الاميركيون من وهن العزيمة الدولية في الحرب على الارهاب بعد تفجيرات في مدريد يشتبه في أنها من تدبير أتباع القاعدة قتلت 202 شخص في الاسبوع الماضي وما تلاها من الاطاحة بالحكومة المؤيدة للولايات المتحدة في أسبانيا. 

وقال بوش في كلمة من المحتمل أن يكررها على سفراء من أنحاء العالم في البيت الابيض الجمعة "أمام العالم المتحضر طريق واحد للنجاة. سنظل متحدين وسنحارب الى أن يدمر هذا العدو." 

وكان بوش قد حظي بتأييد تحالف أكبر بكثير في مواجهة خطر القاعدة من ذلك التحالف المؤلف فقط من 34 دولة انضمت اليه في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق بدءا من صباح الخميس 20 اذار/مارس الموافق 19 اذار/مارس في الولايات المتحدة. 

لكن المسؤولين الاميركيين يشعرون بقلق في الحفاظ على المستوى نفسه من التصميم بعد أن قال خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو رئيس الوزراء الاسباني المنتخب ان حرب العراق كانت كارثة على الشعب الاسباني وانه ينوي سحب 1300 جندي أسباني من هناك ما لم يوضعوا تحت قيادة الامم المتحدة. 

وقال مسؤول كبير في ادارة بوش ان تصريحات ثاباتيرو "ترسل رسالة مروعة اذا ظن الارهابيون أن في استطاعتهم شن هجمات على الذين يحاربونهم بقوة ويؤثرون عليهم." 

وقال بوش ان الهجوم بسيارة ملغومة على فندق في بغداد الاربعاء اختبار للعزيمة الاميركية. 

وقال بوش "سنبقى في وضع الهجوم. سنفتش عن الارهابيين ونعثر عليهم مهما تطلب ذلك كي لا يتعين علينا مواجهتهم على أراضينا." 

الترابي يتهم واشنطن بالمبالغة في تصوير خطر القاعدة 

من جهة اخرى، فقد اتهم المعارض السوداني البارز حسن الترابي، الولايات المتحدة بالمبالغة في تصوير مدى انتشار تنظيم القاعدة عالميا بهدف بث الخوف من الاجانب في قلوب الغربيين. 

وقال الترابي لرويترز في منزله بالخرطوم حيث يعيش منذ اطلاق سراحه من السجن في تشرين الاول/اكتوبر الماضي انه لا يعتقد ان ابن لادن لديه شبكة عالمية لتنظيم القاعدة مشيرا الى ان الاميركيين يبحثون عن اشباح. 

واضاف ان الاميركيين اينما يقاتلون او يتعرضون لضربة يقولون ان القاعدة في المنطقة. 

وقال ان كلمة القاعدة باتت كلمة كالتي كانت تستخدم قديما لتخويف الاطفال بان تقول لهم ان هناك شبحا فيصاب الطفل بالرعب. 

والقت الولايات المتحدة باللوم على القاعدة في هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن وفي سلسلة عمليات منذ ذلك الحين منها هجمات انتحارية في العراق وتفجيرات قطارات مدريد الاسبوع الماضي التي اودت بحياة 202. 

وكان الترابي يعرف ابن لادن ابان كان المتشدد سعودي المولد يعيش في العاصمة السودانية في اوائل التسعينات ويقول الاسلاميون السودانيون ان ابن لادن كان يرى في الترابي معلما روحيا رغم خلافهما الايديولوجي. 

وقال الترابي انه يفهم ما يفعله ابن لادن مضيفا انه وابن لادن لم يكنا مطلقا يتحدثان على نفس "الموجة" نظرا لتباين خلفياتهما. 

وطردت الحكومة السودانية ابن لادن تحت ضغوط اميركية واغلقت منظمة المؤتمر الشعبي الاسلامي التي استضافت تجمعات دورية لجماعات اسلامية في الخرطوم من بينها منظمات مثل حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين اللتين تصفهما واشنطن بانهما ارهابيتان.  

وأسس الترابي منظمة المؤتمر الشعبي الاسلامي. 

ورأت واشنطن الترابي زعيما فكريا للحركة الاسلامية الدولية المعارضة للمصالح الاميركية واشارت الى انشطة منظمته عندما ادرجت السودان على قائمتها "للدول الراعية للارهاب". 

لكن سنوات السجن الثلاث يبدو انها اصقلت الترابي الذي قال ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تدعو الى الديمقراطية في العالم العربي اعتقادا منها ان حكومات المنطقة التي تتمتع بسلطات مطلقة توفر فرصة لظهور التطرف. 

ويقول المفكرون العرب ان الشكوك تساورهم بشان دعوة بوش من اجل الديمقراطية اذ يرون انها تكرار لتبرير غزو العراق قبل عام او تحويل للانتباه عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. 

وقال الترابي ان الولايات المتحدة كانت قبلا تفضل حكومات تتمتع بسلطات مطلقة مضيفا انها ادركت الان ان هناك حماسة تتنامى في السعودية وفي مصر وفي كل بلد وان تعرضها للقمع بدرجة اكبر من اللازم من شانه ان يولد روح تطرف. 

لكنه اضاف انها تسعى ايضا وراء النفط مشيرا الى ان ذلك يشتت افكارها. 

ورفض الترابي تاييد مفهوم حملة امريكية ضد الاسلام ذاته وعزا السياسة الاميركية الى الجهل اكثر منه الى سوء النية. 

واشار الى انه عندما قام بزيارة واشنطن ضمن وفد رسمي في اوائل الثمانينات كان الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريجان يتصور ان السودان تقع في قارة اميركا الجنوبية. 

وقال ان الاميركيين لا يعلمون الكثير عن القضايا المختلفة مشيرا الى انهم يتعلمون لكن ليس بالسرعة الكافية. 

وحظرت حكومة السودان التي ما زالت اسلامية الى حد كبير رغم الخلاف مع الترابي عليه ممارسة انشطة سياسية لكن الترابي قال انه على اتصال باقرانه في انحاء العالم من خلال استخدام تليفونات اخرين. 

وعمل الترابي مستشارا غير رسمي للمؤتمر الاسلامي العراقي المشارك في مجلس الحكم في العراق المعين من قبل الولايات المتحدة. 

وكان وفد من الحزب الذي يمثل السنة فيما تطلق عليه الولايات المتحدة المثلث السني يريد نصيحته بشان كيفية التعامل مع الاكراد والشيعة وفيما يتعلق بوضع مسودة الدستور المؤقت الذي تمت الموافقة عليه في الاونة الاخيرة. 

وقال الترابي ان المبالغة في قدرة القاعدة على الوصول الى اي مكان جزء من نمط استخدام كلمات عربية لبث الخوف من الاجانب في قلوب الغربيين. 

وقال انهم حتى لا يترجمون كلمة الجهاد الى الانجليزية ويستخدمونها كما هي باللغة العربية لانها كلمة اجنبية فهي تثير الخوف لدى الكل. 

واضاف ان اي شئ يرتبط بذكر الله يتركونه كما هو "الله" وكأن المتحدث يتحدث عن اله اخر رغم ان "الله" واحد لدى الجميع.—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن