يدافع الرئيس الاميركي جورج بوش عن حصيلة انجازاته في السنوات الثلاث الاولى من ولايته الرئاسية في خطابه عن حال الاتحاد الذي يفترض ان يلقيه في الساعة (2:00 توقيت غرينتش الاربعاء) امام الكونغرس.
ويأتي الخطاب الذي يلقيه الرئيس الاميركي بدعوة من الكونغرس في كانون الثاني/يناير من كل عام، بعد ثلاثة اعوام تماما من تولي جورج بوش مهامه الرئاسية في 2001 .
كما سيكشف المحاور الكبرى لحملته الانتخابية قبل الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل وترشح فيها لولاية رئاسية ثانية. كما يأتي خطاب بوش غداة الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا التي فاز فيها جون كيري على هاورد دين الذي رجحت استطلاعات الرأي فوزه.
وكان بوش اطلق في خطابه حول حال الاتحاد الذي يشكل اعلانا حول السياسة العامة، في كانون ثاني/يناير 2002 اتهاماته لدول "محور الشر" اي العراق في عهد صدام حسين وايران وكوريا الشمالية.
اما في خطابه العام الماضي فقد اعلن ان الولايات المتحدة ستقدم ادلة على وجود اسلحة للدمار الشامل التي لم يعثر عليها حتى الآن في العراق.
ومع الصعوبات التي تواجهها ادارته في احلال الاستقرار في العراق وعملية نقل السيادة الى العراقيين، يفترض ان يركز بوش على التقدم في احلال الديموقراطية في العراق ومكافحة الارهاب.
ويلقي الرئيس الاميركي خطابه امام الكونغرس بمجلسيه ويتابعه الملايين على شاشات التلفزيون ومن المتوقع ان يكرر التزامه بامن اميركا ورخائها الاقتصادي في مواجهة التهديدات المستمرة من تنظيم القاعدة وفي مواجهة انتعاش اقتصادي لم يولد بعد الكثير من فرص العمل.
ومع ارتفاع عدد القتلى بين الجنود الاميركيين في العراق منذ ان اعلن الرئيس الاميركي وقف العمليات الرئيسية في اول ايار/ مايو الماضي الى 500 قتيل من المتوقع ان يدافع بوش عن سياسته في العراق ويقول انها مبررة لانها ازاحت الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن السلطة وخلقت فرصة امام الديمقراطية في قلب منطقة الشرق الاوسط.
وقال مسؤول رفيع في الادارة الاميركية "الرئيس فخور جدا لا بالقرار الذي اتخذناه فقط بل ايضا بالمهارة والشجاعة والتضحية التي ابداها كثير من مواطنينا الاميركيين من اجل تحرير دولة وجعل بلادنا اكثر امنا".
وكان الرئيس الاميركي الجمهوري قد استخدم خطاب حالة الاتحاد العام الماضي ليتهم العراق بامتلاك كل انواع الاسلحة الخطرة والتي لم يعثر على اي منها حتى الان. كما قال إن هناك صلة بين صدام والقاعدة وهو ما لم يثبت ايضا.
وبعد ذلك طالب الديمقراطيون بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في تطور واستخدام المعلومات المخابراتية المتعلقة بالعراق.
وقال السناتور الديمقراطي فرانك لوتينبرج من نيوجيرزي "امل ان يستوثق الرئيس هذه المرة من المعلومات التي يوردها في خطابه لان خطاب حالة الاتحاد العام الماضي كان مليئا ببيانات خاطئة وغير حقيقية".
ومن المتوقع ايضا ان يشير بوش في خطابه الى قرار ليبيا التخلي عن اسلحة الدمار الشامل كدليل على نجاح سياسته الخارجية ويعرض على دول اخرى تمتلك هذه الاسلحة الحذو حذوها. وتخوض الولايات المتحدة معركة ارادة مع كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي.
وبعد الخطوة الليبية طالبت دول في الشرق الاوسط منها مصر وسوريا اسرائيل التي يعتقد انها تملك اسلحة نووية بان تحذو حذو ليبيا وتتخلص من اسلحة الدمار الشامل.
وعلى الرغم من قول مساعدي بوش ان الخطاب ليس برنامجا سياسيا او مناسبة انتخابية الا انه سيسمح للرئيس الاميركي بان يقف على المسرح السياسي للبلاد ويتحدث الى الاميركيين على مدى ساعة كاملة.
ونظرا لاهتمام الناخب الاميركي بالاقتصاد والرعاية الصحية في عام الانتخابات الحالي من المتوقع ان يركز بوش في خطابه على المشاكل الداخلية ويعرض حلولا لحلها ومنها اعفاءات ضريبية لقطاع من الاميركيين يوصف بانه لا يتمتع بتأمينات كافية.
وهناك نحو 40 مليونا من الاميركيين لا يحصلون على تأمينات صحية او يحصلون على تأمينات غير كافية.
وحتى يساعد العاطلين على اكتساب مهارات جديدة من المتوقع ان يقدم بوش منح تدريب على الوظائف تقدمها الكليات المحلية تزيد قيمتها على 120 مليون دولار. كما سيدعو بوش الكونغرس الاميركي لجعل التخفيضات الضريبية دائمة.
وسيؤكد بوش ان خفض الضرائب ساعد في تحسين الاقتصاد الاميركي وسيدعو الكونغرس الى تمديد هذا الخفض الذي تم تبنيه في العامين 2001 و2002 الى تمديده الى ما بعد نهاية العقد الجاري. وسيشدد ايضا على اصلاح نظام الضمان الاجتماعي للمسنين (ميديكير). وكما وعد في حملته الانتخابية في العام 2000، يمكن ان يعلن بوش اليوم الثلاثاء قانونا يمنح الاميركيين فرصة ان يستثمروا بانفسهم جزءا من مساهماتهم التقاعدية في صناديق خاصة—(البوابة)—(مصادر متعددة)