اقرت وثائق سرية بريطانية بمحاولة الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الابن بمحاولة التخلص من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، واكد خلال مكالمة مع رئيس الحكومة البريطانية الاسبق طوني بلير طلبه من السي اي ايه للبحث عن بديل للرئيس الفلسطيني الا ان الرد وصله "لا خليفة متاح".
مفاوضات كامب ديفيد
في اعقاب فشل مفاوضات كامب ديفيد حيث جمع الرئيس الاميركي حينها بيل كلينتون ، الرئيس الراحل ياسر عرفات برئيس حكومة الاحتلال انذاك ايهود باراك، وصمود الرئيس الفلسطيني امام الضغوط لتقديم المزيد من التنازلات لانقاذ باراك من المعارض المتطرف ارئيل شارون، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد ان اقدم الاخير على اقتحام المسجد الاقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000
وصل جورج بوش الابن الى الحكم بعد انتهاء فترة بيل كلينتون وعلى الفور منع تشكيل قوة حماية دولية للفلسطينيين من خلال فيتو في مجلس الامن
مكالمة بوش وبلير
بعد الفيتو الاميركي هاتف طوني بلير الرئيس الاميركي لبحث الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، ويكشف محضر المباحثات قلق بلير على عرفات واكد في المكالمة ان الرئيس الفلسطيني "لم يعد لديه ما يقدمه أكثر مما قدم"، وفق ما ورد على موقع بي بي سي الالكتروني البريطاني .
بالنسبة للرئيس الاميركي فقد اعتبر عرفات بانه ضعيف "ولا منفعة منه"، واكد انه كلف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA" البحث عن خلفاء محتملين لابو عمار لكن بحثت في المشهد الفلسطيني بدقة ، والرد جاء "ليس هناك خليفة متاح".
استهداف المحيطين بعرفات
الواضح انه وبعد فشل المساعي في البحث عن خليفة لعرفات ، فقد ايدت واشنطن العمليات الهجومية الاسرائيلية على المحيطين بالرئيس الفلسطيني وخاصة الدائرة الامنية حيث نفذت طائرات اسرائيلية سلسلة من الاغتيالات طالت أفراد الدائرة الأمنية المقربة من عرفات، وقد اعتبرت لندن ان مطالب الرئيس الاميركي لعرفات بوقف العنف هو ضوء اخضر لاسرائيل لتصعيد عملياتها ضد الفلسطينيين و"مباركته لضربات إسرائيل لحرس عرفات الشخصي"، حيث قتلت اسرائيل احد افراد الحراسة الشخصية للرئيس الفلسطيني في ضربة بطائرة هليكوبتر
باول عارض الاستغناء عن عرفات
كان وزير الخارجية الاميركية في ذلك الوقت الجنرال كولن باول يجري زيارات مكوكية الى المنطقة وكان يعارض الاستغناء او ابعاد الرئيس ياسر عرفات
تطبيق اقتراحات بلير اليوم
في حواره مع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ، طرح بلير افكارا يتم تطبيقها اليوم على الرغم من مرور نحو عقدين على انتفاضة الاقصى وما تبعها، تقوم اقتراحات رئيس الوزراء البريطاني على تطبيق السيناريو الذي تم في ايرلندا الشمالية على الاراضي الفلسطينية ، ووفق المصادر عرض بلير تجربته في تسوية المشكلة بين الجمهوريين والاتحاديين في إقليم أيرلندا الشمالية بالمملكة المتحدة، وقال وفق المصادر :
وهو ما يجري حاليا من محاولات لادارة ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من دون تقديم حلول او قدرة في الضغط على الاطراف الممتنعة .
وقال بلير حينها انه يجب قطع الطريق على المتطرفين في الوصول الى الحكم :
"ما لم تكن هناك عملية لتمكين المعتدلين من الجانبين على التواصل، فإن المتطرفين سوف يسيطرون بسرعة".
وقال بلير "الحد الأدنى لذلك هو: مسؤولية الفلسطينيين هي إعادة إقرار الأمن، ومسؤولية الإسرائيليين هي تحسين الاقتصاد" الفلسطيني. وأضاف "النقطة المحورية هي تجنب الإخفاق في تحقيق أي منهما".
وهذه النقطة يتم محاولة العمل عليها من خلال السلام الاقتصادي والازدهار الاقتصادي وقطار السلام والسلام الابراهيمي وغيرها
وفاة عرفات
بعد 4 سنوات من محاولات بوش الابن البحث عن بديل للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، توفي الاخير في مشفى فرنسي تحديدا يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004 وسط شكوك بوجود عملية اغتيال نفذتها اسرائيل وعملاء من المسؤولين الفلسطينيين