أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة جزئية اعتبارا من اليوم الاربعاء، سيتم بموجبها استدعاء 300 ألف من قوات الاحتياط، وذلك لمواجهة ما قال انها مخططات غربية "لتدمير" بلاده، ولوح باللجوء الى الخيار النووي أمام هذه التهديدات.
وأعلن بوتين في خطاب متلفز انه وقع مرسوماً بشأن التعبئة الجزئية، يسري اعتباراً من اليوم الأربعاء، موضحا ان "الجميع سيخضع لاختبارات وتدريبات تستند إلى الخبرة المكتسبة خلال العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي ان "الغرب تجاوز في سياساته المناهضة لبلادنا كل الحدود الممكنة"، مضيفا اننا "نستمع دائما من الغرب إلى تهديدات موجهة إلى بلادنا وإلى شعبنا".
واتهم حلف شمال الاطلسي (الناتو) والولايات المتحدة بتحريض أوكرانيا على "نقل العمليات العسكرية إلى أراضينا".
واكد انه "لم يعد سرا الحديث عن تدمير روسيا بالكامل في ساحة المعركة باستخدام كل الوسائل الممكنة، بما يتبع ذلك من تداعيات لنزع سيادتها السياسية والاقتصادية والثقافية وكل أشكال السيادة والنهب الكامل لبلادنا".
بوتين: "أود تذكيرهم بأن بلادنا كذلك تملك أسلحة دمار شامل وفي بعض أجزائها أكثر تطورا من نظيراتها لدى دول الناتو".
كما اتهم القوى الغربية باستخدم "الابتزاز النووي" في إشارة الى أزمة محطة زابوروجيه الاوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية وتعد أكبر محطة نووية في أوروبا.
وتعرض موقع محطة زابوريجيا للقصف مرات عديدة في الأشهر الأخيرة. وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بالمسؤولية عن القصف وبممارسة ابتزاز نووي.
وقال بوتين ان "الحديث لا يدور حول دعم الغرب لأوكرانيا في قصف محطة الطاقة النووية في زابوروجيه، الذي يهدد بكارثة نووية، وإنما يخص بعض التصريحات من مسؤولين رفيعي المستوى في بعض دول الناتو، حول إمكانية وقبول استخدام السلاح الدمار الشامل ضد روسيا".
وأضاف "لمن يطلق مثل هذه التصريحات، أود تذكيرهم بأن بلادنا كذلك تملك أسلحة دمار شامل وفي بعض أجزائها أكثر تطورا من نظيراتها لدى دول الناتو".
واكد انه "أمام أي تهديدات لوحدة أراضينا أو سيادتنا نحن قادرون على استخدام هذه الأسلحة وهذا ليس خداعا".
"الهدف تحرير دونباس"
وقال بوتين إن هدف العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا هي “تحرير” منطقة دونباس شرقي البلاد، مؤكدا ان "معظم الناس في المنطقة لا يريدون الخضوع مجددا إلى عبودية أوكرانيا".
واضاف ان "النظام في كييف جعل من رهاب الروس سلاحه الرئيسي، وجعل من الشعب الأوكراني علفا للمدافع، وهو من بدأ هذه الحرب، وبدأها عام 2014".
وتابع ان "النظام في كييف رفع السلاح في وجه مواطنيه العزل، وارتكب إبادة جماعية ومارس الإرهاب والحصار تجاه الذين رفضوا الانقلاب عام 2014".
واكد الرئيس الروسي ان العملية العسكرية في اوكرانيا تجري كما هو مخطط لها، وانه يتم "تحرير الأراضي الأوكرانية بالتدريج خطوة بخطوة".
واعلن بوتين انه "يؤيد سعي جمهورتي دونيستك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي خرسون وزاباروجيه للانضمام إلى روسيا".
وفي اول تعليق غربي على تصريحات بوتين، قالت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيجان لشبكة سكاي نيوز إنها "تمثل تصعيدا مقلقا، ويجب أخذ التهديدات التي وجهها فيه على محمل الجد”.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولاك إن التعبئة الروسية كانت خطوة متوقعة وستثبت أنها لا تحظى بشعبية كبيرة وتؤكد أن الحرب لا تسير وفقا لخطة موسكو، بحسب ما نقلته وكالة انباء رويترز.
وأضاف في رسالة نصية أن الرئيس بوتين يحاول تحميل الغرب مسؤولية بدء ”حرب غير مبررة“ والوضع الاقتصادي المتدهور في بلاده.
ومن جانبها، حثت وزارة الخارجية الصينية جميع الأطراف على الدخول في حوار ومشاورات وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لكل طرف بعد تحذيرات بوتين للغرب .
وقال المتحدث باسم الوزارة وانغ ون بين، في إفادة إعلامية دورية اليوم الأربعاء، إن موقف الصين بشأن أوكرانيا ثابت وواضح.
"موارد تعبئة ضخمة"
من جانبه، اعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان الجنود الاحتياط الذين سيتم استدعاؤهم سيخدمون في الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأضاف شويغو في مقابلة مع التلفزيون الروسي أن لدى روسيا "موارد تعبئة ضخمة، ما يقرب من 25 مليون شخص والذين سيخضعون للتعبئة يشكلون 1%".
واوضح أنه لن يتم استدعاء الطلاب ومن خدموا كمجندين. مشددا على أن "المهمة الرئيسية للعملية العسكرية الخاصة الروسية يتم تنفيذها، ويتم بذل كل شيء لحلها: "هناك مهمة رئيسية تم تحديدها. هذه المهمة قيد التنفيذ. نبذل قصارى جهدنا لضمان اكتمالها".
وقال شويغو ان عدد القتلى من القوات الروسية في العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا بلغ 5939 قتيلا، في حين ان خسائر الجيش الأوكراني بلغت 61207 قتيلا و49368 جريحا.