بوتين يستعد لولاية رابعة وتتار القرم ينتخبون نوابه

تاريخ النشر: 19 سبتمبر 2016 - 10:11 GMT
بوتين سيطر على غالبية مقاعد الدوما
بوتين سيطر على غالبية مقاعد الدوما

حقق حزب روسيا الموحدة بزعامة الرئيس فلاديمير بوتين فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية وحصل على 54,3% من الاصوات بعد فرز نحو 90% من الاصوات الاثنين، مما يعني فوزه بالغالبية المطلقة في البرلمان.

وحل الحزب الليبرالي الديمقراطي اليميني المتطرف والحزب الشيوعي في المرتبة الثانية وحصلا على نتائج متساوية تقريبا (13,3 بالمئة و13,5 بالمئة على التوالي). اما حزب "روسيا العادلة" فقد حصل على 6,2 بالمئة من الاصوات وسيكون ممثلا في الدوما.

وقالت اللجنة الانتخابية إن 47,8 بالمئة فقط من الناخبين صوتوا مقابل ستين بالمئة في الانتخابات السابقة التي جرت في كانون الاول/ ديسمبر 2011، مما يشير إلى أن عددا من الناخبين لم يتوجهوا إلى مراكز الاقتراع معتبرين أن نتائجها محسومة سلفا.

وقالت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية إيلا بامفيلوفا في مؤتمر صحفي بمقر اللجنة الاثنين 19 سبتمبر/أيلول، إن حزب "روسيا الموحدة" حصل على 54,28% من الأصوات بحسب القوائم الحزبية.

وأكدت بامفيلوفا أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية بلغت 47,81%.

وأشارت إلى أن الحزب الشيوعي الروسي حصل على 13,45% بحسب القوائم الجزبية، والحزب الليبرالي الروسي – على 13,24%، وحزب "روسيا العادلة" – على 6,17%.

وأكدت بامفيلوفا أنه بحسب القوائم الفردية، يفوز حزب "روسيا الموحدة" في 203 من أصل 225 دائرة انتخابية ذات مقعد واحد، بينما يفوز كل من الحزب الشيوعي وحزب "روسيا العادلة" في 7 دوائر انتخابية فردية، ويفوز الحزب الليبرالي الديمقراطي في 5 دوائر، وكل من حزبي "رودينا" و"المنبر المدني" – في دائرة فردية واحدة. إضافة إلى ذلك يتصدر مرشح مستقل من أعضاء "روسيا الموحدة" الحاكم في دائرة أديغيا الفردية بجنوب روسيا.

وأوضحت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية أن نحو 264 ألفا من المراقبين حضروا في مراكز التصويت أثناء العملية الانتخابية، مشيرة إلى تسجيل بعض الانتهاكات أثناء العملية. وأضافت أن نتائج التصويت قد تلغى في ثلاثة من مراكز الاقتراع على الأقل، مشيرة إلى أن النيابة العامة قد فتحت قضية جنائية في إحدى الدوائر الانتخابية بسبب محاولة تزوير النتائج.

وامتنعت بامفيلوفا عن تحليل هذه النتائج، إلا أنها قالت إن الانتخابات الحالية جرت بشفافية أكثر من الانتخابات السابقة، مشيرة إلى أن زيادة دعم حزب "روسيا الموحدة"، بحسب نتائج الانتخابات، فاجأت حتى أعضاء اللجنة الانتخابية المركزية.

ومقارنة بالانتخابات البرلمانية السابقة، فقد انخفضت نسبة المشاركة من 60,2% (انتخابات 2011) إلى نحو 48% فقط هذا العام، بينما زاد مستوى الدعم لحزب "روسيا الموحدة" وفقا للتصويت بحسب القوائم الحزبية من 49,32% في الانتخابات السابقة إلى أكثر من 54% هذا العام.

من جهة أخرى انخفض مستوى دعم الحزب الشيوعي الروسي في التصويت بحسب القوائم الحزبية من 19,19% في عام 2011 إلى نحو 13,5% هذا العام، ودعم "روسيا العادلة" – من 13,24% إلى 6,2% فقط.

من جهته تمكن الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي من زيادة دعمه في التصويت بحسب القوائم الحزبية من 11,67% إلى أكثر من 13% من الأصوات، إلا أن عدد المقاعد لهذا الحزب في التشكيلة الجديدة لمجلس الدوما سينخفض بسبب ضعف دعمه في الدوائر الفردية.

وبحسب النتائج شبه النهائية، فإن "روسيا الموحدة" سيتمكن من الحصول على أكثر من 76% من مقاعد مجلس الدوما الروسي في التشكيلة السابعة للمجلس الأدنى للبرلمان الروسي، أي على 343 من أصل 450 مقعدا في المجلس بعد أن شغل 238 مقعدا فقط. وسيحصل الحزب الشيوعي الروسي على 42 مقعدا (92 مقعدا في المجلس السابق) والحزب الليبرالي الروسي – على 39 مقعدا (56 سابقا) و"روسيا العادلة" – على 23 مقعدا (64 مقعدا في 2011)، إضافة إلى 3 مقاعد لحزبي "رودينا" و"المنبر المدني" ومرشح مستقل.

وتشير هذه النتائج إلى أن حزب "روسيا الموحدة" يحصل على الأغلبية الدستورية (أكثر من 300 مقعد، أي أكثر من ثلثي المقاعد) التي تسمح له بتعديل بعض مواد الدستور وتجاوز فيتو رئيس الدولة.

تجدر الإشارة إلى أن الحزب الحاكم كان يتمتع بالأغلبية الدستورية (315 مقعدا) في التشكيلة الخامسة لمجلس الدوما الروسي، إلا أنه فقد هذه الأغلبية في انتخابات عام 2011 بعد انخفاض عدد المقاعد إلى 238 مقعدا (الأغلبية البسيطة).

سكان القرم يصوتون لبوتين

أعلن رسلان بالبيك نائب رئيس وزراء جمهورية القرم الروسية أن نسبة إقبال تتار القرم على التصويت في انتخابات "الدوما" قد تراوحت بين 70% و75% في تعبير عن تضامنهم مع باقي أبناء روسيا.

وفي حديث أدلى به للصحفيين الأحد 18 سبتمبر/أيلول في يوم الانتخابات الموحدة التي تشهدها روسيا قال: لقد دأبت القوى الخارجية طيلة عامين ونصف على استغلال العامل القومي بما يخدم زعزعة الاستقرار في شبه جزيرة القرم وروسيا.

وأضاف: تتار القرم لمسوا في هذه المحاولات تحديا مباشرا لهم، وأظهروا نسبة غير مسبوقة في الإقبال على التصويت اليوم، إذ أن نسبة الإدلاء بالأصوات كانت الأولى من نوعها في 25 عاما.

وأشار إلى أن التتار إضافة إلى إقبالهم الكبير على التصويت، يحملون الشعارات والرموز الوطنية والقومية التترية والروسية على حد سواء، في تعبير منهم عن احتجاجهم على "زعمائهم المزعومين"، وتضامنهم مع البلاد بأكملها وعموم المجتمع الروسي.

ولفت بالبيك النظر إلى أن مفتي تتار القرم حجي أمير علي عبد الله، أدلى بصوته في الانتخابات للمرة الأولى في 25 عاما، أي منذ استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي ومعها شبه جزيرة القرم التي ألحقت بأوكرانيا إداريا في مرحلة سابقة من عهد الاتحاد السوفيتي، معتبرا أن "إقبال مفتي تتار القرم على التصويت، حدث هام" لا يمكن تجاهله.

تجدر الإشارة إلى أن جمهورية القرم تشهد للمرة الأولى في قوام روسيا انتخابات مجلس "الدوما"، بعد انضمامها إلى روسيا الاتحادية سنة 2014.

وأدى انضمام القرم إلى روسيا، إلى توتر العلاقات بين موسكو والغرب، حيث فرضت الولايات المتحدة والاتحاد والأوروبي وعدد من البلدان الغربية الموالية لهما، جملة من العقوبات الاقتصادية على روسيا، التي ردت بدورها بعقوبات جوابية تمثلت في حظر استيراد المنتجات الزراعية وقائمة عريضة من السلع الاستهلاكية من الاتحاد الأوروبي والدول التي انضمت إلى العقوبات ضدها.

العقوبات الغربية ضد روسيا لم تقتصر على الاقتصاد والتبادلات، بل شملت شخصيات سياسية وعامة روسية وعددا من كبار المسؤولين الروس الذين أيدوا انضمام جمهورية القرم إلى روسيا، وساهموا في تنظيم استفتاء بهذا الخصوص.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن