قرر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ارجاء اقتحامه الذي كان مزمعا هذا الاسبوع للمسجد الاقصى، وذلك الى وقت لاحق لم يحدده، اثر ضغوط من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرته وسائل اعلام الاثنين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي "كان 11" ان بن غفير الذي اعلن قبل ايام انه سيقتحم الاقصى هذا الاسبوع، قرر العدول عن ذلك بعد اجتماع مع نتنياهو، مضيفة انه مع هذا لا يزال يعتزم تنفيذ الاقتحام في "الاسابيع المقبلة".
وقال موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن بن غفير قرر تأجيل الاقتحام في ظل تحذير حركة حماس من ان ذلك سيؤدي إلى "تفجير الأوضاع".
وكانت حركتا حماس و"الجهاد الإسلامي" حذرتا من ان هذه الخطوة، من حيث انها الاولى لوزير اسرائيلي منذ ستة اعوام، ستؤدي إلى "انفجار الأوضاع وفتح الباب أمام انتفاضة مفتوحة".
كما حذرت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة الإثنين، من إن المساس بالوضع التاريخي للمسجد الأقصى له "يشكل إعلان حرب".
"تحد سافر ووقح"
وعلى صعيده، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أن تهديد بن غفير باقتحام الأقصى كوزير يشكل "قمة التحدي السافر والوقح"، مضيفا ان هذا التهديد يتطلب ردا فلسطينيا وعربيا ودوليا يتناسب معه.
ومن جهته ايضا، حذر رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة يائير لابيد خلفه نتنياهو من مغبة اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، قائلا ان من شأن ذلك ان يجر الموت الى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
واقتحم بن غفير المسجد الأقصى مرارا في السابق بصفته عضوا في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحامه مجددا عندما يصبح وزيرا.
وفي موازاة ما تنشره وسائل الاعلام الاسرائيلية حول تاجيل بن غفير للاقتحام، لكن اللافت ان بعض المراقبين تحدثوا عن رغبة نتنياهو في ان لا يفسد اول زيارة علنية يعتزم القيام بها الى الامارات هذا الاسبوع.

كما اشار المراقبون الى ان اعلان بن غفير عن نيته اقتحام المسجد الاقصى تزامن مع اعلان مكتب نتنياهو عن عزمه القيام هذا الاسبوع بزيارة علنية هي الاولى له الى الامارات.
وراوا ان بن غفير تصرف دون تنسيق مع رئيسه نتنياهو، والذي كان الاقتحام في حصوله سيلقي بظلال قاتمة وثقيلة على جدول اعماله في الامارات.
واضافة الى ان زيارة نتنياهو للامارات هي الاولى له كرئيس وزراء، فهي ايضا الأولى له منذ توقيع اتفاقيات إبراهام، والتي ابرمتها حكومته السابقة بدعم من قبل الولايات المتحدة.
تراجع عن إخلاء بؤرة حومش
الى ذلك، الغت الحكومة الإسرائيلية الإثنين، قرارا سابقا بإخلاء بؤرة استيطانية مقامة في مستوطنة حومش التي اخلتها الدولة العبرية عام 2005، في اطار خطة فك الارتباط التي نفذها رئيس الوزراء الاسبق ارييل شارون.
وقالت حركة "السلام الآن" انه في خطو تعكس سياسات الحكومة الجديدة، فقد ابلغ مسؤولون المحكمة العليا إن الدولة ستغير موقفها السابق الذي يدعو المستوطنين إلى اخلاء البؤرة، وانها لن تتخذ اي اجراءات ضدهم في الوقت الراهن.
واقام مستوطنون البؤرة في المستوطنة المقامة على اراضي بلدتي برقة وسيلة الظهر بشمالي الضفة الغربية ردا على إخلاء المستوطنين من قطاع غزة.
ويقيم زهاء نصف مليون مستوطن عشرات المستوطنات والبؤر الموزعة في انحاء الضفة الغربية، 220 ألفا منهم في القدس الشرقية وحدها.
