أعلن قائد قوات الدعم السريع السودانية الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) وقفا لاطلاق النار من طرف واحد خلال وقفة عرفة وأوّل أيام عيد الأضحى اللذان يوافقان الثلاثاء والاربعاء.
واعرب حميدتي في تسجيل صوتي عبر صفحته في فيسبوك مساء الاثنين، عن تفهمه معاناة السودانيين بسبب الحرب التي تخوضها قواته ضد الجيش بقيادة حليفه السابق الفريق عبدالفتاح البرهان، عن امله في ان يكون عيد الاضحى فرصة للمصالحة بين السودانيين.
وعلى صعيده، لم يعلق الجيش السوداني على الفور بشأن تصريحات حميدتي، علما ان المفاوضات التي كانت ترعاها الرياض وواشنطن بين الطرفين في جدة السعودية متوقفة حاليا.
وسعى الأميركيون والسعوديون على مدى اسابيع الى دفع الاطراف الى تسويات وصيغ تهدئة تتيح تخصيص ممرات امنة لتنقل المدنيين وايصال المساعدات الانسانية، لكن الاتفاقات التي كان يتم التوصل اليها لم تصمد في غالبيتها.
ومنذ الأربعاء علّقت واشنطن جهودها للتوسط بين الطرفين المتحاربين، معلنة انها قررت ذلك بعدما توصلت الى قناعة انهما ليسا مستعدين بعد.
وقتل 2800 شخص منذ تفجر المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/ابريل الماضي. كما تسبب الصراع في نزوح ولجوء اكثر من خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد.
وادى انضمام مدنيين ومسلحين قبليين للقتال خصوصا في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور في الاسابيع الاخيرة الى سقوط اعداد كبيرة من الضحايا، والتي قدرتها الأمم المتّحدة بقرابة 1100 قتيل، اضافة الى وقوع اعمال عنف ترقى الى "جرائم ضدّ الانسانية".
وقال شهود ان عشرات الجثث لا تزال ملقاة في الطرقات بمدينة الجنينة التي بدت مهجورة فيما تم نهب محالها التجارية التي ظلت ابوابها مشرعة.
واضافوا ان أعدادا كبيرة من العائلات تواصل الفرار الى تشاد المجاورة تحت وابل الرصاص، مشيرين الى ان قرابة 16 الفا قد لحأوا الى ذلك البلد حتى الان.
لم يتمكّن هؤلاء اللاجئون من حمل أي شئ معهم حين فروا من منازلهم التي سيطرت قوات الدعم السريع على غالبيتها، الامر الذي يضاعف من العب الملقى على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية، والتي تعاني عملياتها من نقص في التمويل اللازم لتامين الاحتياجاتت الاساسية.
ومنذ تفجر النزاع يطالب العاملون في منظمات الاغاثة المطالبة بتسهيل وصولهم الى المدنيين وازالة العقبات الإدارية التي يواجهونها، علما ان قرابة نصف السكان لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة من دون مساعدة هذه المنظمات.