تكثفت في الاونة الاخيرة مطالب بالمزيد من الشفافية حول دور توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، خصوصا بعد أن ظهر أنه زار معمر القذافي عام 2009 في الوقت الذي سعى فيه بنك "جي بي مورغان" الذي يعمل فيه بلير مستشارا لقاء مليوني جنيه استرليني سنويا للتفاوض من اجل قرض بعدة مليارات من الجنيهات من ليبيا.
وتولى بلير ايضا تنفيذ صفقتين في الضفة الغربية وغزة تتعلقان باتصالات لاسلكية واستكشاف للغاز كان بنك "جي بي مورغان" هو المستفيد منها، وفقا لتحقيقات من المقرر إعلانها الليلة المقبلة.
بلير الذي يمثل اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط- الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة وروسيا- توجه جوا لرؤية الزعيم الليبي في كانون الثاني (يناير) 2009 في الوقت الذي كان بنك "جي بي مورغان"يحاول استكمال صفقة مع سلطة الاستثمارات الليبية من أجل قرض بعدة مليارات من الجنيهات الاسترلينية تدفع لشركة "روسال" للالومنيوم التي يديرها الملياردير الروسي أوليغ ديريبتسكا.
وكان القذافي قد أنشا سلطة الاستثمارات الليبية لإدارة ثروات البلاد وقدرت موجوداتها بحوالي 64 مليار دولار في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وكشفت رسائل إلكترونية حصلت عليها مؤسسة "غلوبال ويتنس" المناهضة للفساد ورأتها صحيفة "غارديان" أن نائب رئيس بنك "جي بي مورغان"، اللورد رينويك، دعا نائب رئيس سلطة الاستثمارات الليبية مصطفى زرتي "لاستكمال شروط التفويض المتعلق بشركة "روسال" قبل زيارة بلير إلى طرابلس التي كان من المقرر أن تتم يوم 22 كانون الثاني (يناير)".
وأقنع بلير أثناء عمله كمبعوث للرباعية في فلسطين الحكومة الاسرائيلية بفتح ترددات لاسلكية لتتمكن شركة "الوطنية" للهواتف الخلوية من العمل في الضفة الغربية. وتعتبر مالكة الشركة، وهي مؤسسة "كيوتيل" القطرية من زبائن بنك "جي بي مورغان" وتم تمويل مبادرتها لشراء "الوطنية" بقرض قيمته مليارا دولار ساعد البنك على توفيره.
وقال بسام حنون المدير التنفيذي للوطنية: "يمكنني القول إن اسهام بلير الرئيسي في الوطنية كان التفاوض للإفراج عن الترددات اللاسلكية. كان ذلك منعطفا هاما. في العام 2009 لم نكن شيئا يذكر. ومنذ ذلك الحين عملنا بشكل جيد للغاية. نحن نسيطر على 23 في المئة من السوق الان".
والصفقة الثانية التي أشرف عليها بلير هي تطوير حقل للغاز بمحاذاة ساحل غزة باعتباره من أولويات المنطقة. وصاحبة الحق في تشغيل الحقل هي مجموعة "بي جي"، وهي من زبائن بنك "جي بي مورغان".
وقال روبرت بالمر، الناطق باسم مؤسسة غلوبال ويتنس": "يبدو أن هناك أدلة متزايدة على أن نشاطات بلير التجارية عبر الشرق الأوسط تتناقض مع دوره السياسي. وحان الوقت ليوضح كل مصالحه في المنطقة ومن المستفيد منها".
وقال ناطق باسم بلير إن رئيس الوزراء السابق لم تكن لديه فكرة عن ارتباطات لبنك "جي بي مورغان" مع "الوطنية" أو مجموعة "بي جي" وأضاف إنها اعتبرت ادعاءات تضارب في المصالح بقصد تشويه السمعة.
وقال الناطق: "توني بلير كان مدافعا عن مشروع "الوطنية" وتطوير غزة بناء على طلب مباشر من الفلسطينيين. ومسؤوليته كمبعوث للرباعية هي العمل لبناء اقتصاد فلسطيني وشكل مشروع "الوطنية" أكبر استثمار خارجي يدخل الأراضي الفلسطينية. وكانت هذه انباء جيدة للفلسطينيين. كلاهما كانا من مطالب المجتمع الدولي لفترة طويلة. ولم يكن بلير في أي من الحالتين يعلم بأن بنك "جي بي مورغان" له اتصال مع الشركة. ولم يناقش القرض مطلقا معهم. كما لم يثيروا هذا الموضوع معه".
وأكد بنك "جي بي مورغان" أنه واحد من عدة بنوك استثمار عملت في الاستشارات لكيوتيل، وكان دور البنك هامشيا.
وأضاف الناطق: "بلير مستشار استراتيجي لفريقنا الإداري على مستوى القضايا الجيو-سياسية العليا والتوجهات. ولم نناقش أو نثير معه المشروعين المذكورين. وأي تلميح بوجود تضارب في المصالح لا أساس له".
ومنذ مغادرة مقر رئاسة الحكومة البريطانية في 10 داوننغ ستريت في حزيران (يونيو) 2007 أنشأ بلير بنى مختلفة لعمله التجاري وقضاياه الجيدة. واقام ثلاث جمعيات خيرية، صندوق "فيث" لتوني بلير ، وصندوق توني بلير للرياضة، وصندوق مبادرة توني بلير للحكم في أفريقيا. وفي الجانب التجاري أدار مؤسسة استشارية هي "توني بلير ومعارفه" كما قام بدور استشاري لمؤسسة "زوريخ" الائتمانية، بالإضافة لبنك "جي بي مورغان".