بلير تجاهل آراء الخبراء حول اسلحة الدمار وكوك يصف غزو العراق باكبر خطأ في السياسية الخارجية

تاريخ النشر: 04 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

وصف زعيم المعارضة المحافظة البريطانية مايكل هاورد اليوم الاربعاء بالخطيرة جدا اتهامات عنصر سابق في اجهزة الاستخبارات اكد ان مسؤولي الاستخبارات تجاهلوا اراء الخبراء حول الاسلحة العراقية. ومن ناحيته اعتبر وزير الخارجية السابق روبن كوك غزو العراق بانه اكبر خطأ في السياسية الخارجية البريطانية. 

وقال هوارد في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ارى ان الامر خطير دا، انه حقا خطير جدا.وفي سياق متصل بالامر نفسه يواجه رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير المزيد من الازمات فيما يتعلق بحربه على العراق وظروف اندلاعها لان عددا من مسئول أجهزة المخابرات السابقين باتوا مستعدين للادلاء بتصريحاتهم وأفاداتهم التى لن تصب فى مصلحة الحكومة البريطانية التي يسعى بلير لتبرئتها من اتخاذ القرار الخاطىء في الحرب على العراق . ونقلت صحيفة الانديبندنت البريطانية فى عددها الصادر اليوم عن مصدر كبير في المخابرات البريطانية رفضت الكشف عن هويته قوله أن التقرير الذى قدمه بلير لمجلس العموم البرلمان لاقناع النواب بجدوى الحرب على العراق كان تقريرا مضللا الى أبعد الحدود وقد بالغت الحكومة في المخاطر التى كان يمثلها العراق على صعيد اسلحة الدمار الشامل . ويأتى كلام المصدر الاستخبارات البريطاني ليعزز الروايات التي صدرت في الصحف ووسائل الاعلام البريطانية قبل وخلال الحرب على العراق والتى تحدثت عن قيام جهات فى الحكومة بأضافة معلومات على تقارير المخابرات لتبرير الحرب على العراق علما بأن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة . 

وأشارت الانديبندنت الى أن التحقيق الذي قبل باجرائه تونى بلير حول طبيعة المعلومات الاستخباراتية التي استند إليها بشن حربه على العراق لن يصب فى صالح الحكومة كما يتمنى رئيس الوزراء خصوصا وأن حزب الاحرار المعارض المعروف بمعارضته للحرب على العراق انسحب من لجنة التحقيق لانه لن يكون من صلاحياتها التحقيق فى صواب القرار السياسي الذي اتخذه بلير لشن الحرب المذكورة خاصة فى ظل غياب تفويض من الامم المتحد بشن مثل هذه الحرب . 

وفى هذا السياق اتفقت صحيفة الغارديان أيضا مع الانديبيندنت بأن رئيس الوزراء سيلقى انتقادات اضافية في أعقاب تشكيل لجنة للتحقيق فى المعلومات الاستخباراتية وقالت الصحيفة أن انسحاب حزب الاحرار من اللجنة سيكون له أثر سلبي على الحكومة لان من المفترض مشاركة كل الاحزاب الممثلة في البرلمان في هذه اللجنة . 

وأشارت الى أن تونى بلير سيخسر المزيد من المصداقية من جراء لجنة التحقيق الجديدة التي ستكون الرابعة منذ التحضير للحرب على العراق وان خسارة المزيد من المصداقية عند بلير ستسرع من موعد خروجه من السلطة . 

من ناحية اخرى، اكد وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك في مقال في صحيفة الاندبندنت اليوم الاربعاء ان الحرب الاميركية البريطانية على العراق تبدو اكبر خطأ في السياسة الخارجية والامنية البريطانية منذ حملة السويس في 1956 . وقال الوزير العمالي السابق الذي استقال احتجاجا على الحرب التي شنتها واشنطن ولندن في اذار/مارس الماضي بدون تفويض من الامم المتحدة باختصار الحرب لم تسمح بإزالة أي قطعة من اسلحة الدمار الشامل ولم تحد من التهديد الإرهابي للمصالح البريطانية. 

واضاف ان الحرب ادت الى تقويض سلطة الامم المتحدة وفصلتنا عن حلفائنا الرئيسيين في اوروبا واضرت بصورتنا في العالم الثالث وخصوصا في الدول الاسلامية. 

ورأى كوك ان الحقيقة هي ان توني بلير لم يجر بريطانيا الى الحرب في العراق بسبب وجود ادلة على وجود اسلحة للدمار الشامل بل شارك في الحرب ليبرهن للرئيس جورج بوش على انه افضل صديق له وان بريطانيا حليفه الاكبر. 

كما رأى كوك الذي لا يفوت اي فرصة لمهاجمة بلير منذ انسحابه من الحكومة، ان لجنة التحقيق التي اعلن بلير عن تشكيلها الثلاثاء تهدف الى الهاء الناس. واضاف سيكون اتهام اجهزة الاستخبارات وحدها ظلما كبيرا—(البوابة)—(مصادر متعددة)