وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، تحذيراً صريحاً للاحتلال الإسرائيلي من أي خطوات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار سورية وقيادتها الجديدة، وذلك عقب أيام من العملية الدموية التي نفّذتها قوات الاحتلال في بلدة بيت جن بريف دمشق. وقال ترامب، عبر منصته "تروث سوشال"، إن على الاحتلال الإسرائيلي الحفاظ على "حوار قوي وحقيقي مع سورية"، وتجنب أي عمل يعرقل تطور البلاد نحو "دولة مزدهرة".
وأضاف ترامب أن الرئيس السوري أحمد الشرع "يبذل جهوداً كبيرة" لتحقيق تطورات إيجابية، معبّراً عن أمله بأن تنعم سورية والاحتلال الإسرائيلي بـ"علاقة طويلة ومزدهرة". وأوضح أن واشنطن راضية عن التقدم الذي تحقق في سورية "بفضل العمل الجاد والإصرار"، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تعمل لضمان استمرار الحكومة السورية في "تنفيذ ما هو مطلوب لبناء دولة حقيقية ومزدهرة". كما أشار إلى أن قرار رفع العقوبات القاسية ساهم في "تحسين الواقع السوري"، وحظي—وفق قوله—بتقدير رسمي وشعبي.
وعقب تصريحات ترامب، أجرى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي. وذكر مكتب نتنياهو أن الاتصال تطرق إلى "نزع سلاح حركة حماس وغزة" وتوسيع اتفاقيات السلام، مشيراً إلى أن ترامب دعا نتنياهو لزيارة البيت الأبيض قريباً، من دون التطرق لتحذير ترامب المتعلق بسورية، والذي حمل انتقاداً ضمنياً للاحتلال الإسرائيلي.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن الرئيس أحمد الشرع بحث اليوم في دمشق مع المبعوث الأميركي توماس برّاك المستجدات الإقليمية و"القضايا المشتركة"، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، من دون تفاصيل إضافية.
وكان أهالي بلدة بيت جن قد تصدّوا فجر الجمعة لدورية تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت لاعتقال ثلاثة أشخاص تتهمهم تل أبيب بالانتماء إلى ما تسميه "تنظيم الجماعة الإسلامية"، ما أدى إلى إصابة ستة جنود من الاحتلال، بينهم ثلاثة ضباط. وبعد ساعات، شنّ الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على البلدة أدت إلى استشهاد 13 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين، وفق وزارة الصحة السورية. وتقع بيت جن على سفوح جبل الشيخ، على مسافة نحو 10 كيلومترات من خط الفصل مع الجولان المحتل.