بعد تهديدات القاعدة وعمليات الخبر والمحيا: المغتربون يحزمون امتعتهم للرحيل

تاريخ النشر: 08 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

بعد العلميات التي شنها تنظيم القاعدة على مجمعات سكنية في الخبر والرياض والتهديدات المستمرة ضد الاجانب بدأ الكثير من المغتربين بحزم امتعتهم استعدادا للرحيل عن العربية السعودية. 

أنهم يكسبون مالا وفيرا وينعمون بحياة مرفهة ويعيشون في عزلة في مجمعات سكنية خاصة بهم. 

لم يفلح تصاعد أعمال العنف ضد الغربيين على مدى عام والذي أودى بحياة أكثر من 80 في زعزعة استقرار عشرات الالوف من المغتربين المقيمين في السعودية حتى يوم 29 ايار / مايو الماضي. 

فالهجوم الذي نفذه تنظيم القاعدة في ذلك اليوم على مجمع الواحة السكني في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية بدا مختلفا. 

قالت فرانسيس روس طبيبة الاسنان الكندية المقيمة في مجمع المملكة السكني الانيق بالعاصمة الرياض "كان ذلك مروعا...ما جعله مختلفا هو احتجاز الرهائن. كانوا يسألون الناس عن دينهم وجنسياتهم...لم أعد أشعر بالامان في المجمع لان الواحة كان مجمعا امنا جدا لكنهم تمكنوا من دخوله." 

وقالت مغتربة اخرى لم تذكر اسمها "لست واثقة من أن الحرس خارج المجمع غير متعاطفين مع القاعدة ويعطونهم المعلومات عنا." 

وبدأ المتشددون باقتحام مكاتب شركات النفط وانتهي بهم الامر باطلاق النار واحتجاز رهائن  

في مجمع الواحة. وقتلوا 22 منهم 19 مغتربا في المأساة التي استمرت 24 ساعة والتي انتهت  

بانقاذ قوات خاصة سعودية لنحو 41 مغتربا كانوا مازالوا محتجزين. 

وفر ثلاثة من المسلحين مما عزز المخاوف الامنية في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. 

بعد مرور أسبوع على وقوع الهجوم لم يتغير الحديث الدائر بين المغتربين حول حمام السباحة  

فهو يدور حول من سيبقى ومن سيغادر. وقال الكثيرون ان هجوم على مجمع الخبر ومجمع مماثل  

للذي يسكنون فيه جعلهم يدركون حجم الخطر. 

وقال سعيد كرم وهو لبناني يعمل في شركة اعلانات "اذا كان بامكانهم (المتشددون) دخول  

مجمع سكني فما الذي يمكن أن يوقفهم. وماذا بعد ذلك. عندما تمكنوا من الهرب كانت هذه القشة  

الاخيرة التي جعلتني أقرر الرحيل." 

وأضاف "نحن في حيرة. فالعيش في مجمع يجعلنا هدفا سهلا. واذا لم نكن سنعيش في مجمع  

فان من الافضل أن نرحل. فهذا هو ما يجعل المغتربين يتحملون حياتهم هنا. مناخ الحياة في  

المجمع ودود ويتسم بالحرية." 

وتحزم ليلى وهي مصرية أمريكية حقائبها بالفعل عائدة الى مصر مع ابنتيها لكنها قالت ان  

زوجها سيبقى في عمله في السعودية "زوجي يشعر أن هناك تصعيدا وأن الوضع لن يعود  

لطبيعته. بعد هذا الهجوم قرر على الفور أن نغادر." 

وأضافت "انا حزينة جدا لاضطراري للمغادرة. فأنا أعيش هنا منذ 20 عاما. بالنسبة لي هذا  

هو بيتي. ابنتي لا تكف عن البكاء. فهي لا تريد السفر. يمكنني اقناع زوجي أن يغير رأيه لكني  

أخشى من المخاطرة. اذا وقع شيء لن اسامح نفسي. ما حدث يفوق التصور." 

ويعمل ما يقدر بنحو ستة ملايين أجنبي بالسعودية التي يقطنها 24 مليون نسمة. وأغلب  

الغربيين وعددهم نحو 100 ألف مغترب ينعمون بحياة حرة في مجمعات سكنية تعزلهم عن  

عادات المجتمع المتحفظة للغاية. 

ودخول أحد هذه المجمعات يشبه الدخول الى عالم مختلف يشبه بلدات غربية صغيرة يمكن  

فيها للنساء الخروج دون تغطية رؤوسهن او ارتداء العباءات ويختلطن بحرية بالرجال. 

وهناك حمامات سباحة مشتركة وملاعب تنس ومنتجعات ومطاعم ومراكز ترفيه ومتاجر  

ومدارس خاصة ومحال صغيرة وبعض المجمعات بها دور سينما وهي محظورة في بقية أرجاء  

المملكة. 

لكن هذه الحياة المرفهة فقدت بريقها. الكثيرون يشعرون بالقلق ويقولون ان راحة بالهم تبددت  

بعد هجوم الخبر. ودفع ذلك العديد من الاجانب للتفكير في ترحيل اسرهم لكنهم واصلوا أعمالهم. 

وقررت بعض الشركات ترحيل طواقمها من الغربيين أو نقلهم الى البحرين او الامارات العربية. 

والكثيرون لم يقرروا بعد وينتظرون انتهاء العام الدراسي. وعينت المدرسة السويدية في الرياض والتي تخدم 800 سويدي لتوها مدرسين اضافيين لكنها لا تضم سوى عشرة تلاميذ مسجلين للعام المقبل. 

وقالت روس التي يعمل زوجها في شركة فرنسية "وصلنا هنا في اذار/مارس. وبدأنا نفكر في الخيارات ...لم نكن نريد الرحيل لكننا قد نختصر مدة بقائنا". 

وقال الكثيرون ان المناخ أصبح أكثر عداء بكثير وانهم يحاولون تجنب الظهور في أماكن عامة مثل الفنادق والمطاعم وغيرها من الاماكن التي يرتادها الغربيون. 

وقال سكوت وهو أميركي "لم أعد أذهب الى وسط المدينة للتسوق كما كنت أفعل من قبل. لم أعد أذهب الى المتجر الكبير". 

وأضاف "عندما أقود سيارتي أحاول ألا أسير في الحارة الوسطى وانتبه لما حولي واحاول أن  

أضمن أن يكون لدي مهرب اذا لاحقني أحد." 

وقال سكوت الذي ولد ونشأ في السعودية حيث كان يعمل والده ان قراره بشأن الرحيل سيعتمد  

على الوضع المالي وليس على الامن. 

وقال سكوت الذي كان المجمع الذي يسكنه واحدا من ثلاثة مجمعات استهدفت في هجمات في ايار / مايو العام الماضي "لا اشعر بخطر هنا أكثر مما أشعر به في بلدي." 

 

وقال أغلب الغربيين انهم يشعرون بالامان وبالترحيب من جانب زملائهم في العمل والسعوديين العاديين لكن كراهية الاسلاميين الذين يعتبرونهم كفارا يستحقون القتل أصبحت تخيفهم. 

قالت روس "هناك جيل تعلم أن يكرهنا لكن هناك جيل أكبر من بين مرضاي يتفهم أننا مختلفون لكننا لسنا أشرارا." وأضافت "انهم يشعرون بضيق من ذلك ويعتذرون. لكن ما يخيف هو أن اي أحمق يمكنه أن يفعل ما يريد". 

والذين لا تعتزم شركاتهم نقلهم لمكان اخر بدأوا بالفعل في البحث عن عمل اخر. 

قال كرم الذي يرسل زوجته الحبلى الى البحرين "لم أقدم طلب عمل منذ 17 عاما لكني أفعل  

ذلك الان". 

تهديدات جديدة 

وامس، نشر موقع اسلامي على الانترنت بيانا نسب الى تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" يهدد بمهاجمة شركات طيران اميركية وغربية ومنشآت يقصدها غربيون في دول شبه الجزيرة العربية.  

وتحت عنوان "بشأن تحذير المسلمين من مخالطة الصليبيين والمشركين"، جاء في البيان الذي نشره موقع "الانصار.نت" الاسلامي، "انَّنا نجدِّد نداءنا وتحذيرنا لإخواننا المسلمين، محذِّرين من مخالطة الصليبيِّين من الامريكان وسائر الغربيين المشركين في جزيرة العرب، وعلى المسلمين مفارقتهم ومزايلتهم في بيوتهم ومساكنهم ومجمّعاتهم، وفي تنقّلهم ووسائل مواصلاتهم بكافَّة أشكالها وصورها".  

واضاف انه "سيكون كلُّ ما يخصُّ هؤلاء الصليبيين من مُجمّعات وقواعد ووسائل تنقل وبخاصة شركات الطيران الغربية والأمريكية ؛ هدفًا مباشرًا لعملياتنا القادمة بعون الله وتوفيقه، في مسيرة الجهاد الَّتي لن ننثنيَ عنها بإذن الله، وفي الفترة المُقبلة القريبة على وجه الخصوص".  

وحذر البيان كذلك اجهزة الامن السعودية وكل من "يقف في صف" الولايات المتحدة.  

وجاء في البيان "كما نجدِّد التحذير لأفراد الأمن، وحرَّاس المجمعات الصليبية والقواعد الأمريكية، وجميع من وقف في صفِّ أمريكا وعملائِها، وظاهرها على المجاهدين وحمل سلاحَهُ في سبيل الذَّود عنها وعن عملائها من طواغيت الحكومة السعوديَّة وغيرها، وكلِّ من اختار ولاية الكافرين على ولاية المؤمنين الموحِّدين، وندعوهم إلى التوبة النصوح مما فيه، ومُفارقة المشركين وعداوتهم وجهادهم بالمال واللسان والسنان".  

ويتزعم خلية القاعدة في السعودية عبد العزيز المقرن ابرز الارهابيين الملاحقين والوارد اسمه ضمن قائمة نشرتها السلطات في كانون الاول/ديسمبر الماضي. وكانت القائمة تضم 26 اسما قتل منهم ثمانية او استسلموا.  

وتبنى تنظيم القاعدة الاعتداء الذي استهدف مكاتب شركات نفطية في الخبر شرق المملكة واسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم غربيون في 29 و30 ايار/مايو.  

وفي رسالة وزعت بتاريخ 30 ايار/مايو ونسبت الى القاعدة، اكد هذا التنظيم تصميمه على "تطهير جزيرة العرب من المشركين"—(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن