البوابة- ايـاد خليفة
اكد الدكتور عزمي بشارة لـ "البوابة" انه سمع خطة من حكومة باراك مقدمة للسوريين لكنه نفى نقلها إلى دمشق موضحا ان شارون "الذي يرفض بشارة الاجتماع به" بدأ حملته الانتخابية مبكرا لان الحديث عن هذه الخطة ضربة لباراك الذي تنازل عن اراضي تحت السيطرة الاسرائيلية.
واعتبر الدكتور عزمي بشارة النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي والامين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي ان القيام بوساطة او نقل وجهات نظر بين السوريين والاسرائيليين يؤدي إلى توقيع اتفاق سلام عملا عظيما لم يحلم بانجازه احد وسيكون محل فخر للوسيط" لكنه اكد في تصريحات للبوابة ان المعلومات التي نقلتها صحف عبرية ووسائل اعلام اجنبية والتي تحدثت عن نقله رسالة حكومة باراك للسوريين لا اساس لها من الصحة واشار إلى ان تصريحاته تم تحريفها كما ان القيادة السورية نفت تلقيها رسائل عن طريقي.
واشار الدكتور بشارة إلى ان "رؤساء وملوك يحملون او يرغبون بحمل رسائل لان موضوع السلام بين سوريا واسرائيل موضوع اساسي لكني لا احمل رسائل بين الجانبين"
وقال كعضو في الكنيست لا شك ان معلوماتي عن السياسة الاسرائيلية كما هي معلوماتي عن السياسة العربية استقيها من تجربتي مع الصحافة ومن فكري وتحليلي لكن ايضا من اللقاءات مع مسؤولين بمعنى ان الفرق بيني وبين أي سياسي عربي خارج الوطن انني استطيع ان التقي في اطار البرلمان مع سياسيين اسرائيليين واستمع منهم من طرف واحد عن الموقف الاسرائيلي وهذا امر مفهوم ومفروغ منه انه ياتي في اطار عملي البرلماني وهذا الامر يعطيني امكانية لتقييم المواقف نقديا ليس اكثر.
وقال هم (حكومة باراك) بافعل ابلغوني هذا الحديث لكن جاء في سياق استفسار واستعلام من طرفي لموقف الحكومة الاسرائيلية كنائب برلماني ولم انقل ذلك للسوريين
واعلن انه في تلك الفترة التقى مع باراك نفسه ثلاث مرات وليس مع رئيس طاقمة الدبلوماسي وابلغه رفضه العلني لمفاوضات كامب ديفد بينه وبين فاروق الشرع وزير الخارجية السوري.
واضاف "عندما "كنت" اجلس معهم في السابق –اليوم الامر غير وارد اطلاقا في عهد شارون يقول الدكتور بشارة- في زمن (رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود) باراك حيث كانت تجري مفاوضات بين السوريين والاسرائيليين على مستوى باراك وفاروق الشرع وغيره، في هذه المرحلة اللقاء معهم يعطيني امكانية لتقييم موقفا نقديا واللقاء يتم ليس فقط لسماعهم انما ايضا لاسماعهم موقفنا ولم يقبلوا بموقفنا ولم نقبل نحن بموقفهم بالتالي علينا نقيم موقفهم نقديا، … هذا شيئ والوساطة التي لا اعارضها شيئ آخر فهناك رؤساء وملوك عرب يحاولون الوساطة لكني شخصيا موقفي علني لاارى مجالا لأي دبلوماسية سورية بين دمشق وتل ابيب حيث لا ارى حاجة لها وهذه نصيحتي للسوريين".
وكانت صحيفة معاريف العبرية والاذاعة الاسرائيلية زعمتا وجود عرض اسرائيلي نهائي للسوريين رسمة داني ياتوم الذي كان يرئس انذاك الفريق الدبلوماسي لرئيس الوزراء ايهود باراك، على منديل في كافتيريا الكنيست وقدمه للدكتور بشارة لعرضه على السوريين
ويتضمن الرسم حسب المزاعم الاسرائيلية الانسحاب من كامل مرتفعات الجولان، مع ابقاء قوة اسرائيلية صغيرة على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا التي تعد مصدر المياه الرئيسي لاسرائيل.
وقال ياتوم للاذاعة ان باراك عرض ايضا تعويض السوريين باراض اسرائيلية في مقابل الارض التي اراد ابقاء هذه القوة عليها، وهي عبارة عن شريط يقع الى الجهة الشمالية الشرقية من البحيرة.
ويقول الدكتور عزمي بشارة للبوابة "كنت اول من قيم باراك نقديا للسوريين في الوقت الذي كان العرب مأخوذين في باراك هم (السوريين) ممتنون لهذا التقييم المبكر وقد افهمتهم قبل غيري ان باراك كاذب بالتالي كيف انقل رسائل من شخص وصفته بهذه الصفة اذا لا اساس لموضوع رسائل نقلتها او وساطة ولو كان هناك اساس لما خجلنا وقلنا وذلك يضيف العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي.
ويرى الدكتور بشارة انه لا يمكن للقوميين العرب في إسرائيل "في مثل هذه المرحلة التاريخية ان بلعبوا هذا الدور في الوقت الذي تتواصل الانهيارات العربية في كل مكان"
ويعتقد انه ليس المستهدف في هذه المزاعم والادعاءات الاسرائيلية وقال "اعتقد ان الهدف الاساسي ليس نحن انما باراك لتصويره امام الشارع الاسرائيلي انه قدم اراضي للسوريين،
لم تكن تحت سيطرتهم حتى عام 1967 (عين غيف) الذي كان تحت السيطرة الاسرائيلية قبل هذا التاريخ لكن الموضوع غيير لاني رديت على الاشاعات" ووضع بشارة هذه الحملة في سياق الدعاية الانتخابية المبكرة لارئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي
وفيما لو طلب منه نقل رسائل للسوريين في الوقت الحاضر اكد بشارة للبوابة انه يتميز واعضاء التجمع عن باقي اعضاء الكنيست العرب برفضه المطلق للقاء شارون "طالما هذا الاخير يرفض الاجتماع مع ياسر عرفات" ويقول في هذا السياق "نحن متهمين في التجمع الديمقراطي حتى من طرف العرب اننا راديكاليين لاننا لا نجتمع مع شارون هم (العرب) ينصحونا ان نجتمع مع شارون ونحن نرفض
وانهارت المفاوضات بين باراك، والرئيس السوري في حينها، حافظ الاسد، بسبب رفض اسرائيل الالتزام رسميا بالانسحاب من الجولان، ورفض سوريا من جهتها، الكشف عن نطاق السلام الذي تسعى اليه قبل ان تحصل رسميا على الالتزام الاسرائيلي بهذا الانسحاب.
واعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع "نيويورك تايمز" الشهر الماضي استعداده لاستئناف غير مشروط للمفاوضات.
ووجه الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف الاسبوع الماضي دعويين متتاليتين الى الاسد للالتقاء معه من اجل البحث في الدخول في مفاوضات تشترط اسرائيل ان تبدا من نقطة الصفر، وليس من النقطة التي انتهت اليها كما تريد سوريا.
ورفضت دمشق الدعويين اللتين اعتبرتهما غير جديتين.
ويوم الاحد الماضي اقترح رئيس حزب العمل شمعون بيريز ان يقوم الحزب بتضمين سياسته ازاء موضوع الجولان ثلاثة بنود، يدعو اولاها الحكومة الى توجيه دعوة علنية للاسد من اجل زيارة القدس تمهيدا لمفاوضات سلام جادة مع اسرائيل.
وينص البند الثاني على ان تكون المفاوضات مع سوريا من دون شروط مسبقة. في حين يشير البند الثالث الى ان تنص معاهدة السلام مع سوريا على وضع نهاية للصراع في الشرق الاوسط، وان تجلب السلام والاعتراف المتبادل بين اسرائيل وكافة الدول العربية.
وقدم بيريز هذه المقترحات خلال لقاء للفريق الدبلوماسي لحزب العمل، والذي اجتمع من اجل بلورة خطة الحزب ازاء اتفاق مستقبلي محتمل مع سوريا.
ويعقب الدكتور عزمي بشارة على مقترحات حزب العمل "انا اقول بشكل واضح وقاطع لا يوجد مفاوضات بشروط مسبقة حتى عندما يقول احد الطراف انه لا شروط مسبقة فذلك شرط مسبق ان تتخلى سوريا طلبها بالجولان وهو ما تطلبه دمشق
ووفقا لبشارة فالمطلوب ان يكون هناك اسس للمفاوضات والا لن تقد المفاوضات إلى شيئ بل تطبيع تدريجي قبل ان تعود الاراضي السورية واشار إلى ان الرئيس المصري الراحل انور السادات عندما زار القدس كان واضحا انه سيسترجع سيناء ورفض زيارتها قبل ذلك
بالتالي الحديث عن اسس حزب العمل "غير وارد وغير قائم وانا اقول هذا الكلام بكل مسؤولية ومن معرفتي 100% بالموقف وايضا في اتصلاتي مع السوريين لان موقفهم واقعي يتحدث عن كلام عادل"—(البوابة)