تعهد الحاكم الاميركي بول بريمر بمنع تطبيق الشريعة الاسلامية في العراق، وذلك غداة بدء مجلس الحكم مناقشة سبل نقل السلطة في البلاد. وفي الغضون، اعلن بيان حمل اسم "مجاهدي الفلوجة" وقف الهجمات ضد قوات الشرطة، فيما اغتال مجهولون وكيل وزير التجارة حسين شنتاف في بغداد.
وقالت وكالة الانباء الالمانية (د ب ا) ان بريمر اكد امام تجمع نسائي في كركوك الاثنين، انه سيقطع الطريق امام اية محاولة للمضي في الدستور العراقي على جعل الشريعة الاسلامية اساس القانون.
ونقلت عنه قوله "اعتراض واضح.. لا يمكن ان يكون مثل هذا الامر قانونياً قبل توقيعي".
واشارت الوكالة الالمانية الى ان التجمع النسائي الذي كان بريمر يتحدث اليه كان ابدى تخوفه من سلب المرأة العراقية الحقوق التي حصلت عليها في ظل النظام العراقي السابق بالدعوة الى تطبيق الشريعة الاسلامية.
واعتبر بريمر ان من المهم تمثيل النساء في كافة الهياكل السياسية العراقية، مشيراً الى ان النساء يشكلن اغلبية في البلاد.
واعترف بريمر بأن الولايات المتحدة سيكون لها تأثير في وضع الدستور العراقي بعد تسليم السلطة في 30 حزيران/يونيو المقبل، بحسب وكالة الانباء الالمانية.
وكان مجلس الحكم الانتقالي بدا الاثنين مناقشة سبل أخرى لتسلم السلطة من الاحتلال مع تضاؤل احتمالات إجراء انتخابات مبكرة في البلاد.
وقال عضو المجلس محمود عثمان في تصريحات صحفية إن المجلس يريد اتفاقا على كيفية تشكيل قيادة لتنتقل إليها السيادة، مشيرا إلى وجود خيارين بهذا الشأن إما توسيع نطاق مجلس الحكم بزيادة عدد الأعضاء أو عقد مؤتمر وطني يضم كل القوى العراقية.
وأكد عثمان أنه يؤيد خيار عقد مؤتمر وطني يضم كل القوى العراقية تحت رعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وقال إن هذه ستكون الخطوة الصحيحة باتجاه المصالحة الوطنية.
وفي هذا الإطار أعلن الشيخ عبد المهدي الكربلائي المتحدث باسم المرجع الشيعي آية اللّه العظمي علي السيستاني، أن لدى المرجعية الشيعية العليا في العراق مقترحات جديدة، إذا ما توصلت الأمم المتحدة إلى عدم إمكانية إجراء انتخابات مباشرة قبل 30 حزيران/يونيو.
ورفض الكربلائي الكشف عن هذه المقترحات في الوقت الراهن
هجوم الفلوجة
الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي ان الهجوم الذي استهدف مقر الشرطة في الفلوجة السبت، كان يرمي الى اطلاق سراح اربعة سجناء، فيما تبرأ بيان حمل اسم "مجاهدي الفلوجة" من الهجوم معلنا "التوقف التام" عن مهاجمة الشرطة والجيش العراقيين.
وقال البريغادير جنرال مارك كيميت كبير المتحدثين العسكريين الاميركيين في العراق ان حجز مركز الشرطة كان به ما يصل الى أربعة أشخاص اعتقلوا قبلها بأسبوع لشنهم هجوما على حافلة تابعة للدفاع المدني العراقي.
وقال كيميت في مؤتمر صحفي "تقاريرنا الاولية تشير الى أن هؤلاء كانوا السجناء المستهدفين الذين يحاولون اطلاق سراحهم." ولم يوضح ما اذا كان الاربعة ضمن عشرات السجناء -ومعظمهم من المجرمين العاديين- الذين فروا من مركز الشرطة أثناء المعركة النارية التي اندلعت.
وأدى الهجوم الجريء المنسق على ثلاثة مبان حكومية في الفلوجة، هي مركز الشرطة ومجمع الدفاع المدني العراقي ومكتب رئيس البلدية، الى مقتل 22 من رجال الشرطة ومدني واحد وأربعة من المهاجمين.
ودل التنسيق المحكم للهجوم والاساليب التي اتبعت فيه على أن المهاجمين يتمتعون بخبرة عسكرية سابقة وربما تلقوا مساعدة من داخل مركز الشرطة نفسه.
وقال كيميت "نحن نعتقد أنه ربما كانت لهم صلات داخلية."
وقال المتحدث ان خطوط الاتصالات قطعت عن مركز الشرطة قبل الهجوم لمنعه من طلب تعزيزات كما هوجمت قوات الدفاع المدني القريبة في الوقت نفسه لمنعها من تقديم يد المساعدة للشرطة.
وقال ان المركز تلقى أيضا قبلها بلاغات كاذبة عن حوادث لتشتيت جهود رجال الشرطة.
ولم يستفض كيميت في توضيح من المشتبه في مساعدته للمهاجمين من الداخل.
واعلن الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر الاحد ان "ارهابيين اجانب" يقفون وراء الهجمات الاخيرة في الفلوجة غرب بغداد حيث اسفرت عن سقوط 27 قتيلا في الايام الاخيرة وعشرات الجرحى.
وقال لمحطة "ايه بي سي" التلفزيونية الاميركية "يبدو ان ثمة اجانب ضالعون في هذه العمليات. اننا نتحقق من ذلك ونحاول تحديد الظروف. وجود ارهابيين اجانب في هذا البلد لا يشكل مفاجأة بالنسبة لنا. انهم موجودون منذ تموز/يوليو".
واعلن بيان حمل اسم "مجاهدي الفلوجة" الاثنين "التوقف التام" عن مهاجمة قوات الشرطة والجيش، وندد ب"العملية الجبانة والساقطين" الذين قاموا بالهجوم على مركز الشرطة السبت.
وقال البيان الذي اعلنت وكالة الصحافة الفرنسية انها تلقت نسخة منه "تعلن المقاومة في الفلوجة التوقف التام عن ضرب اي كان من رجال الشرطة والجيش حتى اشعار اخر (...) ونحن مستعدون للوقوف معهم في التصدي لاي هجوم يستهدف دوائر الدولة".
واضاف "نعلن براءتنا من العملية الجبانة التي قام بها اناس ساقطون لا ذمة لهم ولا دين ليشوهوا سمعة المجاهدين الذين بذلوا انفسهم للدفاع عن بلدنا الحبيب".
وتابع ان "ما قام به اولئك الساقطون من قتل عشوائي واخراج ما يزيد عن 80 مجرما من السجن اكثرهم عصابات للسلب والقتل والزنا لا يقوم به من يحمل ذرة من غيرة دين".
وحمل البيان قائم مقام الفلوجة رعد حسين بريشة الذي اعتقله الاميركيون ليل السبت الاحد مسؤولية "اظهار خيوط اللعبة للتعرف على العناصر الخارجية التي قامت بذلك وتبرئة المجاهدين الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل".
وختم البيان قائلا ان "المجاهدين يؤكدون لاخواننا في الشرطة وجميع الناس ان هذا العمل ليس من الجهاد في سبيل الله انما في سبيل الشيطان فالجهاد الحقيقي هو ضرب الاميركيين دون وقوع اي ضرر في المدن لان دم المسلم اغلى عند الله من هدم الكعبة".
اغتيال وكيل وزارة التجارة العراقي
الى هنا، واكد مصدر في الشرطة العراقية مقتل وكيل وزير التجارة العراقي حسين عبد الفتاح شنتاف بعد ان هاجمه مجهولون.
وقال امر دورية نجدة في منطقة الاسكان النقيب فاروق حمادي عبد اللطيف في تصريح للصحافيين ان شهود عيان افادوا ان عددا من الاشخاص اعترضوا سيارة شنتاف وفتحوا نيران رشاشاتهم عليه ليردوه قتيلا.
يذكر ان الاشهر الماضية شهدت مجموعة من التصفيات الجسدية في العراق طالت عددا من المسؤولين والعلماء ورجال الدين منهم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق محمد باقر الحكيم وعضو مجلس الحكم الانتقالي عقيلة الهاشمي ووكيل امانة بغداد ومديرة كهرباء بغداد.—(البوابة)—(مصادر متعددة)