اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول انه سيتعين على الحكومة العراقية التي ستنقل اليها السلطة في تموز/يوليو، ان تقبل بعض القيود على سيادتها، ورفض المقارنة بين غزو بلاده للعراق وحرب فيتنام. ياتي ذلك فيما حث امين عام الامم المتحدة كوفي انان العراقيين على التحلي بالصبر والحوار في سعيهم لاستعادة سيادتهم.
وقال وزير الخارجية الاميركي ان واشنطن تعتزم التوصل لاتفاقات لابقاء القوات الاميركية في العراق بعد تسليم السلطة وابقاء القوات المسلحة العراقية تحت قيادة اميركية.
ومن غير الواضح من سيضطلع بالسيادة لكن باول قال ان الخيار الرئيسي هو توسيع مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة والمؤلف من 25 عضوا.
وتكهن ايضا بان السلطة الجديدة ستواجه هجمات على غرار تلك التي تواجهها حاليا سلطة الائتلاف المؤقتة التي تقودها الولايات المتحدة منذ الغزو الذي اطاح بصدام حسين قبل عام.
ووافقت الولايات المتحدة العام الماضي على تسليم السيادة للعراقيين بحلول الاول من تموز/يوليو لكن خطتها لاختيار حكومة مؤقتة من خلال مؤتمرات إقليمية انهارت لأسباب من بينها اعتراضات من المرجع الاعلى للشيعة في العراق اية الله علي السيستاني.
وقال باول إن الولايات المتحدة تتطلع الى استصدار قرار جديد من الامم المتحدة تتضمن بنوده بعض التأييد للسلطة العراقية المؤقتة كما يحدد دور المنظمة الدولية في العراق واستمرار وجود القوات الاميركية والقوات المتحالفة الاخرى.
وفي شهادة ادلى بها امام لجنة فرعية بمجلس الشيوخ عبر باول عن غضبه من المقارنات التي يعقدها البعض بين الغزو الاميركي للعراق وحرب فيتنام التي قتل فيها اكثر من 58 ألف جندي اميركي.
وقال "لا اعتقد ان هناك اي فائدة في هذا النوع من المقارنات. فيتنام جزء آخر من العالم وحقبة اخرى في التاريخ."
واضاف ان الوضع في العراق "مختلف تماما... لدينا جيش هناك يعرف ما يفعله. لدينا شعب يريد ان يكون حرا في مجتمع ديمقراطي. وليس لدينا دول كبيرة داعمة خارج العراق تغمر المكان بالسلاح والرجال."
ومضى باول قائلا "انه ليس مستنقعا سيلتهمنا."
والقوات التي تقودها الولايات المتحدة والتي غزت العراق قبل ما يزيد قليلا عن عام تجد نفسها الان عرضة بشكل متزايد لنيران المقاومة.
وخاضت القوات الاميركية معارك عنيفة مع مسلحين من السنة والشيعة الخميس فيما وقعت سلسلة حوادث لخطف الاجانب مع سقوط العراق في فوضى دموية لم يشهدها منذ الاطاحة بصدام حسين قبل عام.
وقتل 633 عسكريا اميركيا على الاقل في العراق منذ ان شنت الولايات المتحدة غزوها في اذار/مارس 2003. وسقط غالبيتهم بعد ان اعلن الرئيس جورج بوش انتهاء عمليات القتال الرئيسية في الاول من ايار/مايو 2003 .
ويجادل منتقدون بان ادارة بوش ذهبت الى العراق دون قوات كافية للحفاظ على الامن واشار محللون الى ان الاشتباكات العنيفة التي وقعت مؤخرا مع الشيعة والسنة المعارضين للاحتلال الاميركي ربما تستدعي إرسال المزيد من الجنود.
انان يحث العراقيين على التحلي بالصبر
وفي هذه الاثناء، حث كوفي انان الامين العام للامم المتحدة العراقيين على التحلي بالصبر والحوار في سعيهم لاستعادة سيادتهم فيما يعرقل انتشار العنف مساعي المنظمة الدولية للمساعدة في اقامة حكومة مؤقتة جديدة في بغداد.
وطالب انان ايضا بالافراج عن ثلاثة يابانيين مهددين بالقتل بعد ان خطفتهم في العراق جماعة تطلق على نفسها سرايا المجاهدين.
وقال متحدث ان انان "يتابع باهتمام بالغ تدهور الوضع الامني والخسائر في الارواح في العراق على مدى الايام القليلة الماضية."
واضاف المتحدث قائلا "الامين العام يعتقد بقوة ان حوارا شاملا وانتهاجا صبورا لعملية سياسية تشمل جميع الفئات العراقية ضروريان في هذا المرحلة الحساسة على الطريق نحو استعادة السيادة والاستقرار وحكم القانون."
ويرأس الاخضر الابراهيمي مستشار عنان الخاص وفدا يزور العراق حاليا بهدف مساعدة الشعب العراقي على تحقيق هذه الاهداف.
وحث انان العراقيين ايضا على حماية المدنيين المحصورين وسط الصراع من الاذي والعمل على إنهاء الازمة الحالية.
ووصل الابراهيمي الى العراق في مطلع الاسبوع لتقديم النصيحة بشأن الانتقال الى حكومة مؤقتة جديدة.
ويزور العراق فريق اخر من الامم المتحدة للمساعدة في الاعداد لانتخابات لاختيار حكومة دائمة من المنتظر ان تجرى اوائل عام 2005.—(البوابة)—(مصادر متعددة)