ابدى وزير الخارجية الاميركي كولن باول شكوكا حيال امتلاك اسلحة محظورة، فيما طالب المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني الامم المتحدة بإيجاد حل يمكن العراقيين من التعبير عن إرادتهم إذا لم تكن المنظمة الدولية قادرة على تنظيم انتخابات مبكرة. ياتي هذا بعد يوم دام قتل فيه 5 جنود اميركيين و4 عراقيين.
وقال وزير الخارجية الاميركي السبت ان العثور على مخزونات من اسلحة الدمار الشامل في العراق لا يزال "سؤالا لم يحسم" لكنه سلم بأن من المحتمل ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لم تكن لديه اية مخزونات.
وجاءت تصريحات باول بعد يوم من استقالة ديفيد كاي رئيس الفريق الاميركي للبحث عن الاسلحة في العراق قائلا انه لا يعتقد ان هناك اية مخزونات ضخمة من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية هناك.
وقال باول للصحفيين اثناء توجهه الى تفليس لحضور حفل تنصيب رئيس جورجيا الجديد ميخائيل ساكاشفيلي "السؤال الذي لم يحسم هو كم عدد المخزونات التي لديهم ان كانت هناك مخزونات..
واذا كانت لديهم اية مخزونات فاين ذهبت. وان لم تكن لديهم اية مخزونات فلماذا لم يعرف هذا من قبل."
وكان السبب الرئيسي الذي ساقته واشنطن لحرب العراق العام الماضي ان بغداد تمتلك اسلحة للدمار الشامل يمكن ان تهدد الولايات المتحدة وحلفاءها.
ولم يعثر على اية اسلحة غير تقليدية منذ ان غزت الولايات المتحدة العراق واطاحت بصدام.
وقوضت تصريحات كاي الجمعة مصداقية اسباب الادارة الاميركية للحرب والتي عرضها باول باستفاضة كبيرة امام جلسة لمجلس الامن الدولي في الخامس من فبراير شباط 2003.
وسئل عما إذا كانت تصريحات كاي هي الصحيحة أم تأكيدات باول في تلك الجلسة بأن العراق لم يحدد مصير كميات كبيرة من الاسلحة الكيماوية فقال وزير الخارجية الامريكي "اعتقد ان الاجابة على السؤال هي .. لا أعرف بعد."
وأضاف "عندما قدمت عرضي العام الماضي كان يستند على افضل معلومات المخابرات المتاحة لنا انذاك.
السيستاني يطالب بحل بديل
وفي المقابل، أعلن احد مندوبي آية الله السيد علي السيستاني ان الزعيم الشيعي سيطلب من الأمم المتحدة إيجاد حل يمكن الشعب العراقي من التعبير عن إرادته إذا لم تكن الأمم المتحدة قادرة على تنظيم انتخابات مبكرة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في النجف (وسط) انه اذا كان متعذرا اجراء هذه الانتخابات "فهذا لا يعني اننا سنقبل بمبدأ تعيين" اعضاء الجمعية الوطنية الانتقالية التي ينص على تشكيلها الاتفاق المعقود في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 بين التحالف ومجلس الحكم في العراق.
واضاف "سنطلب من الامم المتحدة ايجاد بديل". وقال "اذا توصلت الامم المتحدة الى ايجاد حل، فاننا سنشكر الله على ذلك. واذا لم تجد حلا، فسنلجأ الى وسائل اخرى غير الحوار كالتظاهرات او تدابير اخرى مقبولة". ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اعتبر انه سيكون من الصعب اجراء انتخابات مباشرة قبل 30 حزيران/يونيو المقبل.
وقد دعا السيستاني امس الجمعة الى وقف التظاهرات الكثيفة ضد الخطط الاميركية لنقل السلطة موضحا ان الامم المتحدة تحتاج الى وقت لدرس امكانية تنظيم انتخابات مبكرة.
ودافع دان سينور ابرز مستشاري الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر عن نظام اللجان الانتخابية لتشكيل الجمعية الوطنية الانتقالية التي ستعين الحكومة الانتقالية التي سينقل اليها التحالف السلطة في الاول من تموز/يوليو.
يوم دام
وتاتي هذه التطورات بعد يوم دام شهد العراق في سلسلة هجمات اسفرت عن مقتل 5 جنود اميركيين و4 عراقيين.
فقد قتل ثلاثة جنود اميركيين وجرح ستة اخرون في انفجار سيارة مفخخة في بلدة الخالدية غرب العراق بعد ظهر السبت، طبقا لمتحدث باسم الجيش الاميركي.
وقال المتحدث ان "ثلاثة جنود اميركيين قتلوا وجرح ستة اخرون عندما انفجرت سيارة مفخخة بعبوات ناسفة مصنعة يدويا في الخالدية". واضاف ان عددا غير محدد من العراقيين جرحوا كذلك في الانفجار.
ووقع هذا الانفجار بعد ساعات من مقتل جنديين أميركيين قرب مدينة الفلوجة، غرب بغداد، في انفجار قنبلة لدى مرور قافلتهما كما أفاد متحدث عسكري اميركي.
وقال المتحدث ان "عسكريين ينتميان الى قوة "أول أميركان" قتلا حين انفجرت عبوة يدوية الصنع لدى مرور قافلتهما شمال الفلوجة".
وفي وقت سابق، قتل ثلاثة عراقيين وجرح 38 شخصا بينهم سبعة جنود اميركيين في انفجار سيارة مفخخة امام محكمة سامراء شمال بغداد.
وقال العقيد حازم خضير جاسم "ان الانفجار وقع في الساعة 10,30 (بالتوقيت المحلي) مما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 38 اخرين". واضاف ان "القنبلة كانت مخبأة في سيارة تويوتا كورولا بيضاء انفجرت امام المحكمة في وقت كان يشهد زحمة كبيرة".
واشار الى ان عدد الجرحى بين عناصر الشرطة العراقية لا يتعدى الستة، والى ان اصاباتهم غير خطرة".
وقال متحدث عسكري اميركي ان بين المصابين سبعة جنود اميركيين يقومون بأعمال مدنية في البلدة واصابتهم شظايا زجاج متطاير. وذكرت ان جراحهم ليست خطيرة.
مقتل شرطي في الموصل
وفي الموصل قتل شرطي عراقي وجرح آخر في هجوم تعرضت له دوريتهما وفق ما اعلن مسؤول الاعلام في الشرطة في هذه المدينة.
واوضح الملازم عبد الازل حازم لوكالة فرانس برس «اطلق مجهولون النار من سيارة على رجال شرطة كانوا يقومون بدورية في سيارة بيك-آب في حي الوحدة".
سانشيز: مقاتلون أجانب يجتازون الحدود
الى هنا، واعلن قائد قوات التحالف البرية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز ان مقاتلين اجانب يمولهم ويدربهم تنظيم القاعدة يستمرون في التسلل الى العراق عبر سوريا ويشاركون في العمليات الدامية في البلاد.
وقال سانشيز في حديث الى محطة "سي ان ان" الاميركية ان "المقاتلين الاجانب يصلون باستمرار الى البلد، ولكن باعداد قليلة"، مشيرا الى انهم "يستمرون في استخدام الحدود السورية بالدرجة الاولى". واضاف "هم الذين يقودون معظم الهجمات بالمتفجرات ضد اهداف سياسية".
وردا على سؤال عن تورط القاعدة في هذه الهجمات التي يشهدها العراق منذ تسعة اشهر، قال سانشيز انه يرى "التكتيك الذي تنتهجه القاعدة" في كيفية تمويل هذه العمليات وتدريب "العناصر". وقال "اعتقد ان بصمات" القاعدة موجودة.
ونفى سانشيز ازدياد عدد الهجمات التي تعتمد اساليب متطورة. وقال "ليس هذا هو الوضع. انهم لا يزالون يستخدمون نوع السلاح ذاته، لا بل ان الهجمات اقل استخداما للاساليب المتطورة". واضاف "اننا نشهد عودة اكبر لاستخدام متفجرات من صنع يدوي".—(البوابة)—(مصادر متعددة)