باكستان "لن تهاجم" معقل شبكة حقاني الطالبانية الافغانية

تاريخ النشر: 26 سبتمبر 2011 - 02:57 GMT
رئيس اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني
رئيس اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني

صرح مسؤول عسكري باكستاني الاثنين ان بلاده لن تشن حملة عسكرية على شبكة حقاني المتطرفة في معقلها في المنطقة القبلية بالرغم من دعوات واشنطن التي تعتبرها عدوها الاكبر في افغانستان.
والولايات المتحدة وباكستان حليفتان اساسيتان في الحرب ضد المقاتلين الاسلاميين في افغانستان لكن العلاقات بينهما توترت مرات عدة وبلغت ادنى مستوياتها بعد مقتل اسامة بن لادن في عملية سرية اميركية في باكستان في ايار/مايو.
وكثف المسؤولون الاميركيون مؤخرا التصريحات التي تتهم باكستان بدعم هذا الفرع من المتمردين الافغان المقرب من القاعدة وتطلب منها قطع هذه العلاقات.
وعلى اثر الانتقادات الاميركية دعا رئيس اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني الذي يعتبره مراقبون اكثر الشخصيات نفوذا في البلد جنرالاته ذوي المناصب العليا.
ويتوقع ان يدعو رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني الى مؤتمر لجميع الاحزاب وهو امر نادر الحدوث فيما رفض الانتقادات الاميركية معتبرا انها ليست اكثر من محاولة البحث عن كبش محرقة لتبرير "الفوضى" الاميركية في حربها في افغانستان منذ عشر سنوات.
وبعد الاجتماع، صرح مسؤول عسكري باكستاني لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه، ردا على سؤال عن احتمال شن هجوم على وزيرستان الشمالية القاعدة الخلفية الرئيسية لشبكة حقاني في باكستان "لا اعتقد ان المؤشرات تتجه الى ذلك".
وتابع ان الجيش سيعمد بالاحرى "الى تعزيز المكتسبات" التي تحققت في مواجهة المتمردين الاسلاميين في انحاء اخرى من منطقة القبائل المتاخمة لافغانستان. وتعتبر واشنطن هذه المناطق التي تتمتع بشبه حكم ذاتي مقرا رئيسيا للقاعدة.
وتنشر باكستان حوالى 140 الف جندي في منطقتها الشمالية الغربية المضطربة وتؤكد مقتل اكثر من 3000 جندي منذ 2001، مع الاشارة الى مقتل اكثر من 2735 جندي غربي في اثناء محاربة طالبان في افغانستان.
واصبح الجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة المركزية للقوات الاميركية التي تشرف على الحرب في افغانستان والعراق، الاحد اعلى قائد عسكري اميركي يجري محادثات مع جنرالات باكستان في اسلام اباد بعد الاتهامات العلنية في الاسبوع الفائت بتورط باكستان مع شبكة حقاني.
وقال المسؤولون العسكريون الباكستانيون بعد الاجتماع انهم ملتزمون "احلال سلام دائم في المنطقة"، مؤكدين انه امر لا يتحقق الا "عبر الثقة المتبادلة والتعاون".
لكن المسؤول الباكستاني اكد لفرانس برس ان القوات منهمكة في مواجهة الهجمات التي يشنها مسلحون من افغانستان والمسلحون الباكستانيون في انحاء اخرى في الحزام القبلي لذلك لا يمكنها مكافحة شبكة حقاني.
وقال المسؤول الامني ان "هذه امور عاجلة تحتل معالجتها اولوية. علينا تعزيز المكتسبات في مهمند وغيرها من المناطق القبلية والشمالية الغربية بعد سلسلة عمليات في المنطقة".
وتابع "اما وزيرستان الشمالية، فقد نشر فيها الجيش خمس كتائب على الاقل، اي ما يكفي للتعامل مع الوضع وهناك بنية قبلية كاملة في المنطقة تساعد قوى الامن على التعامل مع المسلحين والخراجين عن القانون".
ومن اخر الاحداث في سلسلة من المواجهات الكلامية اتهمت واشنطن وكالة الاستخبارات المشتركة الباكستانية بالتورط في الهجوم الذي استهدف سفارتها في كابول في 13 ايلول/سبتمبر، ما زاد من حدة التوتر.
وطلب البيت الابيض الجمعة من باكستان "قطع اي رابط موجود" لها مع الشبكة التي انشأها قائد مقاومة السوفيات انذاك جلال الدين حقاني بتمويل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، ويقودها اليوم نجله سراج الدين من مقرها في وزيرستان.
واتهم رئيس الاركان الاميركي المستقيل الادميرال مايك مولن باكستان بوضوح "بتصدير" التطرف العنيف الى افغانستان عبر جهات ثالثة وحذر من احتمال تحرك لحماية القوات الاميركية.