دعا وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الأحد إلى عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) لبحث تدهور عزلة إسرائيل في العالم عموما وفي المنطقة خصوصا، فيما أشار محلل إسرائيلي رفيع المستوى الى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لاستبدال تحالف إسرائيل المتهاوي مع تركيا ومصر بتحالف مع دول الخليج.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله صباح الأحد إنه "نشأت حولنا صورة واسعة تتضمن مع حدث لنا مع تركيا ومصر والفلسطينيين والحديث يدور عن أحداث ليست تحت سيطرتنا لكن بإمكاننا بالتأكيد التأثير على شكل وقوفنا أمامها".
وأضاف باراك إن "العلاقات الحميمة (لإسرائيل) مع الولايات المتحدة آخذة بالتراجع ويجب البحث في ذلك ونحن ملزمون ببحث وضعنا أمام الرباعية الدولية والأوروبيين قبيل قرار الأمم المتحدة (بشأن اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية) ويوجد أمامنا تقييمات أعدتها وزارة الخارجية والموساد والشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية ويجب البحث فيها بشكل واسع على أقل من خلال الكابينيت".
ومن جانبه اكتفى نتنياهو لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي صباح الأحد بالقول، لدى تطرقه إلى مهاجمة متظاهرين مصريين للسفارة الإسرائيلية في القاهرة، إن "الذين ينزلون الأعلام لا يتورعون عن استخدام أية وسيلة وهم لا يهتمون بالتفاصيل وهم يرفضون السلام والدولة (الإسرائيلية)، وأنا سعيد بأنه توجد قوى أخرى في مصر بدءا من حكومة مصر التي تريد استمرار ودفع السلام ومداومته".
لكن عددا من المحللين الإسرائيليين يرون أن "المحيط الإستراتيجي" لإسرائيل قد تغير في أعقاب الثورات والاحتجاجات في الدول العربية وخصوصا تلك المحيطة بإسرائيل.
ورأى رئيس تحرير صحيفة (هآرتس) ألوف بن في مقال نشره على خلفية اقتحام السفارة بالقاهرة أن "الفرق الوحيد هو أنه في تركيا بادرت الحكومة إلى خفض مستوى العلاقات (الدبلوماسية مع إسرائيل) بينما في مصر فعل ذلك المتظاهرون في الشارع".
وانتقد بن سياسة وأداء نتنياهو وحكومته الذين "يتفاخرون بإصرارهم على الكرامة الوطنية ورئيس الوزراء مقتنع بعدالة رفضه الاعتذار أمام تركيا" على مقتل النشطاء التسعة لدى مهاجمة أسطول الحرية التركي العام الماضي.
واضاف بن إن "نتنياهو و(وزير الخارجية افيغدور) ليبرمان هما بطلان في الإعلام لكنهما في ساعة الامتحان، التي حاصر فيها متظاهرون الدبلوماسيين بالسفارة في القاهرة، اتضح أنه لا يوجد لإسرائيل أي تأثير مباشر على مصر واضطر نتنياهو إلى طلب مساعدة خصمه الكبير (الرئيس الأميركي باراك) أوباما لإنقاذ أفراد السفارة واتضح مرة أخرى أن إسرائيل لا يمكنها تدبر أمرها بدون مساعدة أميركا".
ولفت إلى أن "نتنياهو يأمل الآن بأنه كبديل للتحالفات المفقودة مع تركيا ومصر، سيكون بإمكان إسرائيل التقرب من السعودية وجاراتها الخليجيات اللاتي تردن مثلها كبح الأمواج الارتدادية ل'الربيع العربي' وإبقاء ما تبقى من النظام القديم على حاله".
وأضاف إنه "في الغرب يحاول نتنياهو تطويق تركيا من خلال تقوية العلاقات مع اليونان وبلغاريا ورومانيا".
وشدد الكاتب على أن "التسونامي السياسي" الذي حذر منه باراك "حدث قبل الإعلان المتوقع في الأمم المتحدة عن الدولة الفلسطينية وإسرائيل بقيت معزولة أمام إيران وتركيا ومصر اللواتي كن في فترات مختلفة في الماضي حليفات قريبات (لإسرائيل)".
وأشار إلى أن "نتنياهو مقتنع بأن التحولات في منطقة هي قضاء وقدر وإسرائيل لا يمكنها ولا يتوجب عليها القيام بأي شيء باستثناء الوقوف بقوة في مكانها".
وخلص بن إلى أن "إسرائيل ليس بإمكانها منع صعود (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان مثلما لا تنجح في كبح البرنامج النووي الإيراني، كما أن أفول الدولة العظمى الأميركية لم يحدث بسبب نتنياهو، لكنه لم يفعل شيئا من أجل تخفيف تاثير هذه التحولات، والنتيجة هي أن وضع إسرائيل السياسي والإستراتيجي بات أسوأ تحت قيادته".