ردت إيران بغضب على القرار العربي بمنح مقعد سوريا في القمة العربية إلى المعارضة السورية، قائلة إن هذا التصرف "يؤسس لنموذج خطير في العالم العربي،" مضيفة أن الإجراء الذي طال نظام حليفها بشار الأسد "يشكل نهاية لدور" الجامعة العربية في المنطقة.
وانتقد مساعد وزیر الخارجية الإيراني للشؤون العربیة، حسین أمیر عبداللهیان، ما وصفها بـ"إجراءات متسرعة" لبعض الدول تجاه سوریا ومنح مقعدها في الجامعة العربية لـ"أشخاص لا يحملون تفويضا من الشعب السوري."
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن عبداللهیان قوله، إن هذا الاجراء "يمكن أن یستخدم کنهج جدید تجاه الدول الأخرى الأعضاء في جامعة الدول العربیة في المستقبل،" مضيفا: "إجراء الجامعة العربية هذا يفسر علی أنه یشكل نهایة لدور هذه الجامعة في المنطقة."
وترافقت تعليقات إيران الغاضبة مع رسالة بعثها وزير خارجيتها، علي أكبر صالحي، إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، ندد فيها بما قال إنه "استخدام المعارضة المسلحة في سوريا للأسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري،" داعيا الى اتخاذ اجراءات وقائية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الاحداث.
التحقيق باستخدام السلاح الكيماوي
عيّن بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، السويدي أوكا سيلستروم رئيسا لبعثة الأمم المتحدة للتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وسارع الأخير إلى توضيح أن التحقيق سينصب على حادثة "خان العسل" التي طلبت دمشق النظر فيها، مستبعدا التطرق إلى حوادث أخرى دون "موافقة السلطات السورية."
وقال سالستروم، في مقابلة مع إذاعة الأمم المتحدة بعد قرار تعيينه، إنه سيبدأ العمل بعد إجراءات "إدارية" يتعين إنجازها، إلى جانب مراعاة الوضع الأمني، مضيفا أن البعثة ستتكون من منظمات دولية وليس من أفراد بعينهم، مرجحا انطلاق العمل خلال فترة تتراوح بين أسبوع أو اثنين.
وشدد سالستروم على أن التحقيق سينصب على "الحادثة المحددة" التي طلبتها الحكومة السورية، أما الطلبات الأخرى المتعلقة بحوادث طلبت فرنسا وبريطانيا التحقيق فيها فقد أكد المحقق الدولي عدم إمكانية القيام بشيء حيالها " دون موافقة الحكومة السورية."
وعن الفترة التي يحتاجها للوصول إلى نتيجة حاسمة حول ادعاءات استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا قال سالستروم: "أعتقد أن أمامنا ثلاثة أو أربعة أيام للتحضير ونحو أربعة أيام أخرى للتفتيش، ثم أسبوعين أو ثلاثة للتحليل الكيميائي وكتابة التقرير."
وبحسب الأمم المتحدة، فإن سيلستروم يشغل حاليا منصب مدير المشاريع بمعهد للأبحاث في السويد يتخصص في قضايا الأمن المجتمعي والمخاطر وخاصة ما يتعلق بالحوادث المرتبطة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية، وسبق أن كان مستشارا لرئيس بعثة الأمم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش الخاصة بنزع أسلحة الدمار الشامل بالعراق
تطورات ميدانية
في الوضع الميداني أكدت المعارضة السورية مقتل 154 شخصا سقط معظمهم في دمشق وريفها، وكذلك في حلب، مشيرة أيضا إلى انشقاق أحد المسؤولين العسكريين وسط البلاد، في حين اتهمت وسائل الإعلام الحكومية من وصفتهم بـ"الإرهابيين" بقصف مدارس في دمشق وتفجير حافلة بأحد أحيائها السكنية.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة معارضة، إنها استطاعت توثيق مقتل 154 شخصا، بينهم سبع سيدات وثمانية أطفال، وتوزع القتلى بواقع 48 في دمشق وريفها و23 في حلب و22 في درعا و16 في القنيطرة و13 في إدلب و12 في دير الزور و11 في حماه وثمانية في حمص وقتيل في اللاذقية.
ووثقت اللجان 275 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، بينها 16 نقطة تعرضت لغارات جوية، بينما استخدمت صواريخ سكود فسجل في ثلاث نقاط.